باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية
آخر تحديث GMT12:17:01
 العرب اليوم -

باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية

تنظيم داعش
إسلام أباد- العرب اليوم

على ما يبدو، يسير المجتمع الباكستاني مرة أخرى نحو السقوط في قبضة موجة إرهاب جديدة مروعة، تتضمن شن هجمات انتحارية على أماكن دينية وإراقة حمامات من الدم يسقط في خضمها عشرات القتلى. ومع ذلك، من الواضح أن هذا الأمر ليس من تدبير جماعة حركة طالبان باكستان، ذلك أن مسؤولين أمنيين أوعزوا العملية الانتحارية الأخيرة التي استهدفت مسجداً شيعياً في بيشاور، إلى تنظيم «داعش خراسان» وأفراد محليين موالين له. من جهتها، سارعت حركة طالبان الباكستانية إلى نفي ارتباطها بأي شكل من الأشكال بالتفجير الانتحاري، الذي وقع الجمعة الماضي، وأسفر عن مقتل 62 شخصاً على الفور». وأعلنت الجماعة المحلية التابعة للتنظيم الإرهابي «داعش»، المعروفة باسم «ولاية خراسان»، مسؤوليتها عن التفجير. في الفترة الأخيرة، يرى مسؤولون أمنيون باكستانيون أن تنظيم «داعش» يشكل تهديداً أكبر للأمن الداخلي لباكستان عن حركة طالبان الباكستانية. ويعتبر هذا أول تفجير انتحاري في المدن الباكستانية، منذ صعود حركة «طالبان» الأفغانية في أفغانستان، رغم تزايد هجمات إرهابية ذات طبيعة مختلفة منذ استيلاء طالبان على مقاليد الحكم في كابل.

وتأتي عودة العمليات الانتحارية في المجتمع الباكستاني بمثابة نذير شؤم للوضع الأمني في باكستان. وينظر إلى هذا الأمر باعتباره عودة للأيام الخوالي في أوائل العقد الماضي، عندما أصبحت التفجيرات الانتحارية في المناطق الحضرية في باكستان، القاعدة السائدة.

كانت موجة التفجيرات الانتحارية التي بدأت في باكستان في أعقاب العملية العسكرية في يوليو (تموز) 2007 ضد المسلحين الذين جرى إيواؤهم في مسجد لال في إسلام آباد تهدف بوضوح إلى زعزعة استقرار البلاد. وتسارعت وتيرة هذه الموجة من حيث عدد الهجمات في الفترة ما بين عامي 2007 - 2011. وكانت عدة مصادر إعلامية ورسمية قد أشارت بعد ذلك إلى تورط مجموعات متعددة في تفجيرات انتحارية. وحتى حركة طالبان الباكستانية نفسها لم تكن كياناً مترابطاً، وإنما كانت تتألف من عدة مجموعات مختلفة، والتي جرى استهدافها بعد ذلك في العمليات العسكرية التي جرى تنفيذها بشكل رئيسي داخل المناطق القبلية». ويقول البعض إن هذه الموجة كانت تهدف إلى إضعاف عزيمة الدولة الباكستانية وقياداتها العسكرية حتى يتراجعوا عن المرحلة المتقدمة للعمليات العسكرية ضد المسلحين القبليين في مناطق القبائل الباكستانية. كما وصف بعض المحللين الغربيين التفجيرات الانتحارية بأنها أداة استراتيجية للجماعة المتشددة يجري استخدامها لانتزاع تنازلات من الحكومات الديمقراطية. ومع ذلك، فإنه في حالة باكستان لا يوجد دليل يثبت ذلك. في الواقع، لا توجد أي دراسة للرد على مثل هذه التساؤلات المرتبطة بالدوافع الاستراتيجية القائمة خلف عشرات التفجيرات الانتحارية التي وقعت في باكستان خلال الفترة من 2007 إلى 2011 وإلى أي مدى حققت هذه الأهداف. وبالمثل، هناك ندرة في البيانات، الأمر الذي يعود بصورة أساسية إلى أن الحكومة ومؤسساتها نادراً ما تنشر نتائج مئات التحقيقات التي أجريت حول هذه الهجمات الإرهابية. وبعض التحليلات لظاهرة التفجيرات الانتحارية مبنية على معلومات غير دقيقة مستمدة من رسائل الفيديو قبل الهجوم للتفجيريين الانتحاريين داخل مناطق القبائل الباكستانية».

ورغم نقص البيانات والأدلة التجريبية، لاحظ بعض الخبراء الباكستانيين أن الجماعات المسلحة تستخدم التفجيرات الانتحارية لتحقيق أهداف استراتيجية. وبحسب إحدى الروايات، فإنه تشير التحقيقات المعنية بإنفاذ القانون إلى أن التفجيرات الانتحارية هي من عمل مجموعات مسلحة وإرهابية متعددة، مثل طالبان المحلية و«القاعدة» وأيضاً الجماعات المرتبطة بالقاعدة مثل «جمعية الفرقان» و«عسكر جنجوي». وتشير أدلة إلى أن القاعدة والجماعات التابعة لها في باكستان متورطة كذلك في تفجيرات انتحارية داخل البلاد». وقال قائد شرطة بيشاور محمد إعجاز خان «هناك سبع جثث لا يمكن التعرف عليها بالإضافة إلى ساقين مبتورتين نعتقد أنهما لجثة الانتحاري». وأضاف «نحاول التحقق من هوية منفذ الهجوم من خلال اختبارات الحمض النووي». وأشار إعجاز إلى أنه من بين الضحايا الـ62 سبعة أطفال دون سن العاشرة».

ويعتبر هذا الاعتداء الأكثر دموية في البلاد منذ العام 2018، منذ انفجار في يوليو 2018 أعلن فرع محلي لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه وأودى بحياة 14 شخصاً خلال تجمع انتخابي. وقال إعجاز إن السلطات تتحقق من البيانات البيومترية للأشخاص الذين عبروا أخيرا الحدود الباكستانية من أفغانستان حيث خططت الجماعات الإرهابية في السابق لهجمات». ولطالما استهدفت بيشاور، الواقعة على مسافة 50 كيلومترا فقط عن الحدود مع أفغانستان، باعتداءات منذ مطلع العقد الماضي، لكن الوضع الأمني تحسن كثيرا في السنوات الأخيرة. وتواجه باكستان التي يشكل السنة غالبية سكانها عودة الفرع المحلي لطالبان (حركة طالبان باكستان) إلى الواجهة.

قد يهمك ايضاً

الإعلان عن القائمة الأولية لمسلسلات رمضان 2022 العربية

الأمن المغربي يوقف "داعشي" كان يُخطط لاستهداف أجانب ومؤسسات

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية باكستان في قبضة موجة تطرف جديدة وهجمات انتحارية



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 11:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان
 العرب اليوم - حزب الله يستهدف تجمعات إسرائيلية وإطلاق 30 مقذوفاً من لبنان

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab