ناقش اجتماع الأمم المتحدة الدولي للبرلمانيين الذي نظمته اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف دعمًا للسلام الفلسطيني–الإسرائيلي، الخطوات والآليات التي يمكن للبرلمانات في العالم أن تتخذها لدعم جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء هذا الاجتماع الذي عقد في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك، ضمن فعاليات سنة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني (2014) التي أقرتها الأمم المتحدة.
وحضر الاجتماع عدد كبير من ممثلي البرلمانات حول العالم، تحدث فيه 15 برلمانيا، مثلوا بقية البرلمانيين، وحضره أيضا ممثلون عن 24 حكومة، و19 ممثلا عن المنظمات الدولية والإقليمية والمجموعات الجيوسياسية بالإضافة لممثلين عن مؤسسات أهلية.
وتقاطعت كلمات المتحدثين جميعًا في نقطتين أساسيتين، الأولى الترحيب بالتوصيات الصادرة عن البرلمانات الأوروبية الأخيرة (السويد، وايرلندا، وبريطانيا، وفرنسا، واسبانيا) والموجهة إلى حكوماتهم، والتي دعوهم فيها إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، والثانية حثهم لباقي برلمانات الدول التي لم تعترف بدولة فلسطين على رفع توصيات لحكوماتهم للاعتراف بها كخطوة أساسية وداعمة لعملية السلام.
ورحّب ممثل فلسطين، المراقب الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير رياض منصور، الذي كان أول المتحدثين على المنصة الرئيسية، باسم فلسطين بالحضور الكبير في المقر الرئيسي للأمم المتحدة، وما يرمز إليه ويعنيه ذلك من رسالة واضحة في دعم برلمانات العالم لعملية السلام ولحق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام أسوة بغيره من شعوب العالم.
كما رحب في الوقت ذاته بالخطوات المهمة التي اتخذتها البرلمانات الأوروبية في طريق تعزيز السلام وحل الدولتين واستتباب الأمن في منطقة الشرق الأوسط.
وحمّل منصور رسالة البرلمانيين الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال لنظرائهم البرلمانيين في كل العالم، مضمنًا فيها رغبتهم الأكيدة للعيش بسلام واستكمال بناء دولتهم المستقلة، حيث حرمهم الاحتلال من ممارسة دورهم المناط بهم باعتقاله لهم وزجهم في سجونه، لكونهم فقط منتخبين شرعيين يدافعون عن حقوق الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال، مطالبًا الحكومة الإسرائيلية بإطلاق سراحهم فورًا دون قيد أو شرط.
وذكر السفير منصور الحضور بحالة التفاؤل التي بدأ فيها العام 2014، باعتباره عاما للتضامن مع الشعب الفلسطيني كما أقرته المنظومة الأممية، وفيه خالفت إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، رؤية وطموحات العالم والفلسطينيين معا، ففيه استمرت إسرائيل باستيطانها غير الشرعي للأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، واستكملت بناء آلاف الوحدات السكنية، وتستمر، وأقرت في الوقت ذاته بناء الآلاف غيرها، بالإضافة إلى العدوان الهمجي الذي شنته على قطاع غزة الصيف الماضي، وراح ضحيته عشرات الآلاف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح ومشرد، مستشهدًا بما قاله الأمين العام للأمم المتحدة إبان زيارته لغزة إنه لا يجد الكلمات لوصف الوضع الكارثي الذي يعيشه الفلسطينيون هناك.
وحذر منصور من الحملة الممنهجة والمدروسة التي يقودها الذراع الرسمي الإسرائيلي في التحريض على شخص سيادة الرئيس والقيادة الفلسطينية، مناشدا المجتمعين بأن يستثمروا في السلام وأن يعطوا لحل الدولتين فرصة أكيدة، من خلال الدفع ببرلماناتهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية أسوة بما فعلته البرلمانات الأوروبية.
من جانبه، رحب السفير السنغالي لدى الأمم المتحدة، رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير قابلة للتصرف فودي سيل، باسم اللجنة بدور البرلمانيين في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني في كفاحه، وصولا إلى إنجاز أهدافه الوطنية كاملة، بما في ذلك حقه في تقرير المصير وقيام دولته على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
بدوره، وجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كلمه للمجتمعين، ألقاها نيابة عنه وكيله المساعد للشؤون السياسية جينز فراندزن، طالب فيها البرلمانيين ببذل كل جهد ممكن مع حكومات دولهم من أجل إنجاز السلام ووقف الأعمال العدائية، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير، داعيا إسرائيل للتوقف عن ممارسة كل الأعمال غير القانونية، بما في ذلك الاستيطان، للتمكن من إنجاز حل الدولتين لتعيشان جنبًا إلى جنب بأمن وسلام.
وأبرز الأمين العام لاتحاد البرلمانيين العالمي مارتن شونجنج، في كلمته، دور البرلمانيين في العالم للمساهمة في إحلال السلام في الشرق الأوسط، مؤكدا أنهم يتعاونون وبشكل مستمر مع حكومات بلادهم لتحقيق هذه الغاية، منوها في الوقت نفسه إلى أن علاقة الاتحاد بالبرلمان الفلسطيني هي علاقة وثيقة ومتطورة.
وعبر السيناتور سيد بوخاري، رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني، عضو جمعية برلمانات آسيا، في كلمته، عن الدعم الكامل لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل إنجاز حقوقه المشروعة، كما عبر عن الإدانة القوية للعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة في الصيف الماضي، وكذلك الاعتداءات المتواصلة على المسجد الأقصى والحرم الشريف.
وطالب إسرائيل بالتوقف فورًا عن هذه الأعمال الاستفزازية وغير القانونية، داعيا في السياق نفسه كل برلمانات الدول التي لم تعترف بدوله فلسطين إلى الإسراع بتقديم توصياتها لحكوماتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبدوره، أشاد الأمين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، في كلمته، بالشعب الفلسطيني وقيادته والدعم العربي المطلق لكفاحه العادل من أجل الاستقلال والحرية، للوصول إلى دولته على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وثمّن مبادرات البرلمانات الأوروبية الأخيرة، داعيا جميع برلمانات العالم إلى السير على الخطى نفسها دعما للسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى الدور المهم والحيوي الذي تقوم به منظمة التعاون الإسلامي ولجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي الملك محمد السادس.
أرسل تعليقك