دمشق - ريم الجمال
أحصَت شبكة "حلب نيوز"، في شهر آذار/ مارس من العام الجاري، سقوط 344 برميلاً متفجرًا و101 صاروخ و26 قنبلة عنقودية على مناطق متفرقة من مدينة حلب وريفها، واحتل حي مساكن هنانو رأس القائمة في عدد البراميل المتفجرة، حيث سقط عليه خلال هذا الشهر ثلاثة وسبعون برميلاً متفجرًا، تلاه المدينة الصناعية بخمسة وثلاثين برميلاً متفجرًا ودوار الجندول بواحد وعشرين، بينما سُجل أكبر عدد للقنابل العنقودية على محيط سجن حلب المركزي ومخيم الحندرات بـ12 قنبلة عنقودية.
ووثّق موقع شهداء حلب حوالي 300 قتيل قضَوا نتيجة قصف القوات الحكومية المستمر على حلب، في حين شهدت معظم الأحياء الخاضعة لسيطرة الثوار وخاصة الشرقية منها نزوحًا شبه كامل للمدنيين نتيجة تواصل القصف عليها.
وقضَى ما يقرب من 1000 مواطن سوري، بينهم 252 طفلاً؛ جراء قصف قوات الحكومية للمدنيين بالبراميل المتفجرة، خلال الشهرين الماضيين، بحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".
ورصَدَت "الشبكة"، في تقريرها, عمليات القصف بالبراميل المتفجرة من قِبَل النظام لمختلف المحافظات السورية، وقالت: إن قرابة الـ1000 مواطن سوري هم قتلى القصف العشوائي بسلاح القنابل البرميلية، وقرابة 97% منهم مدنيون، وهذه نتيجة منطقية نتيجة إلقاء قنبلة غير موجّهة، من ارتفاع يبلغ قرابة الـ5000 متر، وقد يتلاعب بها الهواء.
وأعلنت أن عدد القتلى من المدنيين نتيجة هذه البراميل وصل إلى 920 شهيدًا، منهم 252 طفلاً، و137 سيدة؛ مما يعني أن نسبة النساء، والأطفال من المدنيين تصل إلى 42%، وهذه تعتبر نسبة عالية، وأدت البراميل إلى مقتل 29 مقاتلاً من "الجيش الحر"، أي بما نسبته 4% من مجموع القتلى، مما يدل على أن استخدام القوات الحكومية للبراميل المتفجرة المقصود به بشكل واضح المدنيون، وإلحاق أكبر قدر من الإصابات بينهم.
وأوضحت أن أعداد الجرحى كبيرة جدًّا، وبينها حالات تم فيها بتر بعض الأطراف، ونقل التقرير عن أحد المشافي الميدانية في حلب أنه يتلقى متوسط 12 جريحًا يوميًّا، بينهم حالة واحدة، أو اثنتان عبارة عن بتر لأحد الأطراف، وهذا في مشفى واحد فقط، هذا عدا الحجم الكبير للتدمير؛ نتيجة استعمال هذه البراميل.
وأشارت "الشبكة" إلى الأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى، وحقيقة أن غالبيتهم الساحقة هم من المدنيين، لا سيما من الأطفال، والنساء.
ويقصف النظام المدنيين، رغم قرار مجلس الأمن 2139، الذي تم تبنّيه بالإجماع، في 22 شباط/ فبراير الماضي، وفيه نصّ واضح بالتوقف الفوري عن كل الهجمات على المدنيين، ووضع حد للاستخدام العشوائي عديم التمييز للأسلحة في المناطق المأهولة، بما في ذلك القصف المدفعي، والجوي، مثل استخدام القنابل البرميلية.
فيما أعلنت قناة "حلب اليوم" عن ارتفاع عدد القتلى في حلب وريفها إلى 70 قتيلاً، الأحد، سقطوا جراء قصف من القوات الحكومية على مناطق عدة، بمختلف أنواع الأسلحة.
وقُتل عشرة أشخاص على الأقل حرقًا، وأصيب العشرات بجروح بليغة؛ جراء سقوط برميلَيْن متفجّرَيْن على حيّ بعيدين، مساء الأحد، وذكر مركز حلب الإعلاميّ، أنّ الطيران المروحيّ ألقى برميلَيْن قُرب سوق الخضار في حيّ بعيدين، لم ينفجر أحدهما، بينما انفجر الآخر في شارع السوق، قُرب مستودع للمحروقات؛ ما أدى إلى اندلاع حريق هائل فحّم جثث عشرة أشخاص، وأصاب العشرات بجروح، ولم تستطِع فرق الإطفاء إخماد الحريق الهائل؛ بسبب امتداد النيران للمنازل السكنيّة، والمحالّ التجاريّة، والسيّارات.
واستهدفت القوات الحكومية، المتمركزة في تلة الشيخ يوسف، منطقة السوق في حيّ بعيدين، عقب سقوط البراميل، بالمدفعيّة الثقيلة؛ ما أدى إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح خطرة.
وفي حيّ الفردوس قُتل 45 شخصًا، وأصيب العشرات بجروح؛ إثر سقوط براميل متفجّرة، مساء الأحد، قُرب الأوتوستراد، وأسفرت عن تدمير مبنى، وتضررت سبعة مبانٍ أخرى، واحتراق أكثر من 14 سيارة مدنيّة.
ودَعَت المشافي الميدانية في مدينة حلب، التي اكتظت بعشرات الجرحى، الأحد، الأهالي إلى التبرّع بالدم، بعد الغارات على حيَّيْ: بعيدين، والفردوس.
وفي ظل المعاناة التي تشهدها حلب وريفها من سقوط عشرات الشهداء، ونقص حاد بالدم في المشافي الميدانية، قام تنظيم "داعش" بقطع المياه عن المدينة من محطة "الخفسة".
أرسل تعليقك