بيروت ـ جورج شاهين
شدد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، تمام سلام، بعد لقاءاته رؤساء الحكومات السابقين، على أهمية تشكيل حكومة من دون مرشحي الانتخابات النيابية، متمنيًا أن تنسحب تسهيلات التكليف على مرحلة التشكيل، وبخاصة بعدما وضع الرؤساء السابقون خبرتهم في تصرفه.
وأنهى تمام جولته التقليدية على رؤساء الحكومات السابقين، بعد ظهر الإثنين، بلقاء السفير السعودي، الذي نقل إليه برقيتي تهنئة من العاهل السعودي وولي العهد، فيما بدأ سلام جولته بزيارة رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي عند التاسعة والنصف صباحًا، في داره في الزيتونة باي، وبعد اللقاء قال ميقاتي "سعدت باستقبال الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الأستاذ تمام سلام، ومن الطبيعي أن نكون بحثنا في كل الأوضاع السياسية، واستعرضنا الفترة الماضية للحكومة، وكيف أسسنا للاستقرار في البلاد والتقاطعات الدولية التي حتمت هذا الواقع، ونتمنى أن تبقى مستمرة ومؤكد أنها ستبقى كذلك، وبأيادي أمينة مع الأخ تمام، واستعرضنا كل الشؤون الإدارية التي صادفناها خلال الحكومة الماضية، وأنا أتمنى كل التوفيق لسلام، وأكدت أننا سنكون دائمًا في خدمة هذا الوطن".
وتحدث رئيس الحكومة المكلف، فقال "في إطار الزيارات البروتوكولية لرؤساء الحكومات السابقين، كانت البداية عند الرئيس الصديق نجيب ميقاتي، الذي استمعت بكثير من التأني والعناية لما عنده من رؤية تستند إلى تجربة وخبرة كبيرة في العمل العام، وفي الموقع المسؤول في رئاسة الوزارة، وأنا بحاجة إلى كل رأي ومشورة يمكنني الاستعانة بهما لمواجهة ما نحن بصدده من تأليف حكومة، ولمواجهة استحقاق وطني كبير ألا وهو إجراء الانتخابات النيابية العامة، وطبعًا سنبقى على تواصل مع ميقاتي عندما نحتاج إلى مزيد من الرأي والتشاور، ليصب في ما نحن فيه من مسؤوليات وطنية".
ثم توجه سلام إلى منزل الرئيس السابق للحكومة رشيد الصلح، قبل أن يزور الرئيس سليم الحص في داره في عائشة بكار، وبعد اللقاء، قال رئيس الحكومة المكلف، "التقيت الرئيس الحص، واستمعت إلى ما عنده من نصائح وأهمها الاقتداء من الذين سبقونا وبما تحملوا من مسؤوليات، وما قاموا به من أعمال في سبيل لبنان، ولا شك نأخذ من هذه التجارب العبر ونمضي، ولا أذكر أن الرئيس الحص ترأس فقط حكومة لإجراء الانتخابات، وبالتالي فالحكومة التي نسعى إلى تأليفها هي ذات طبيعة معينة، نأمل بأن نتوافق عليها، وطالما أن مصلحة الشعب اللبناني امام أعيني، وطالما المصلحة الوطنية هي ما عنونت به طموحي لتأليف الحكومة، وبالتالي فعلي أن اتفاءل لنصل إلى نتائج طيبة".
وأوضح الحص أنه "هنئ سلام بتكليفه تشكيل الحكومة، وتمنيت له النجاح في مهمته والتي نعرف أنها ليست سهلة، ونأمل من جميع الفرقاء تسهيل هذه المهمة في عملية التشكيل لصالح الوطن، الذي يعيش وضعًا صعبًا نتيجة ما يحوط به من مشاكل، آملين تشكيل الحكومة قريبًا لتقوم بمهامها التي من أجلها أتت، وأول هذه المهام اجراء الانتخابات النيابية وفق قانون يلبي طموحات جميع اللبنانيين".
فيما رأى سلام، بعد لقائه رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون، أن "الزيارة هي لاستكشاف المرحلة القريبة التي تتعلق باستشارات التأليف، ومن بعدها التأليف، وكانت فرصة للاستماع إلى ما عنده من رأي وتصور وفكر في هذه المرحلة في الاستمرار في بذل المساعي لإنجاح مهمتي في تأليف الحكومة، واستنادًا إلى الإجماع الذي حصل في التكليف تمنيت على عون أن نحافظ على الإجماع في التأليف، لأن المهمة أمامنا هي مهمة وطنية كبيرة في إجراء الاستحقاق الانتخابي، وكما أعلنت أنها حكومة المصلحة الوطنية، لها وظيفة تسليم الأمانة بعد إجراء الانتخابات بشفافية، وقد أعلنت أنني شخصيًا لن اترشح للانتخابات، وأتمنى أن تكون حكومتي كذلك، وهذا الأمر يتطلب موافقة القوى السياسية كافة، وتكتل (التغيير والإصلاح) له دور كبير في هذا المجال".
وبعد لقائه عمر كرامي، كشف سلام عن أنه طلب منه المشورة، وقال "اطلعته على الخطوط العريضة لما أراه من خطوات تعزز من إمكان تأليف الحكومة، استنادًا إلى الإجماع الذي برز واضحًا في التكليف، والذي نأمل بأن ينسحب على التأليف، وأنا مقتنع بأن حكومة انتخابات تحت عنوان (المصلحة الوطنية)، هو المطلوب في هذه المرحلة، وهذا ما ينشده الناس، وهذه أمانة أحملها مع كل الذين كلفوني"، فيما تمنى كرامي على سلام "الاهتمام بالأمور كلها، وبخاصة الاقتصادية والاجتماعية التي هي بأهمية الاستقرار".
وفي نهاية الجولة، قام رئيس الحكومة المكلف، بزيارة فؤاد السنيورة، وأكد بعد اللقاء "إننا في مرحلة صعبة تتطلب تضافر جهود جميع المخلصين لنتمكن من العبور بالبلد إلى شاطئ الأمان، وأطمح بأن اؤدي خدمة كبيرة لوطني، وهي انجاز استحقاق كبير هو الانتخابات النيابية، انطلاقًا من الإجماع الكبير الذي حصل في التكليف، وأعلن أن الاستحقاق الانتخابي هو الهاجس الأكبر".
أرسل تعليقك