صنعاء ـ خالد محيي الدين
غادر الوفد السعودي العماني اليمن الخميس، بعد ساعات من لقائهم الرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي، دون الكشف عن ماهية الزيارة والمراد منها، فقد أحيطت الزيارة بتكتم شديد واقتصرت على بضع ساعات وأثارت الكثير من علامات الاستفهام.
وكشفت مصادر أنَّ الوفد السعودي العماني وصل صباح الخميس، وغادر ليل الخميس، وفي هذه الفترة التقى بالرئيس اليمني عبده ربه منصور هادي في لقاء لم يكشف عنه رسميًا.
وكانت سلطنة عمان على لسان وزير خارجيتها يوسف بن علوي بن عبد الله، قد ألمحت إلى تبني مبادرة خليجية ثانية لإخراج اليمن من الوضع الحالي وعلى أن تكون مبادرة رسمية من الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية الأولى.
وكان يوسف بن علوي، أكد أنَّ تلك المبادرة تحتاج إلى فتح باب، وأن يُعطى اليمنيون شعورًا بالثقة في مستقبلهم، بدلًا من الاحتكام إلى قوة السلاح، أو إلى فرض العقوبات من قبل الأمم المتحدة.
من جانبه، أوضح الباحث والمحلل السياسي ثابت الأحمدي، أنَّ اليمن تشهد فصلًا سياسيًا جديدًا في المرحلة المقبلة، يختلف إلى حد كبير عن المشهد السابق.
وأضاف الأحمدي في تصريح خاص إلى "العرب اليوم" أنَّ "هناك متغيرات جديدة بعد إعلان "الحوثي" و"المؤتمر" تحالفًا جديدًا بينهما، وأيضًا خفوت وتراجع حضور المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإعلان اتفاق السلم والشراكة بديلًا عنها، وحضور لاعب إقليمي خارجي أيضًا بصورة أقوى مما كان عليه الأمر سابقا، كلها هذه مؤشرات جديدة لفصل مختلف على الصعيد السياسي، وتصريحات كبار الساسة تشير إلى ذلك تلميحًا في أكثر من تصريح".
من جهته، اعتبر الدبلوماسي السابق عباس المساوي، أنَّ الوسيط العماني ناجح وحيادي وقد نجح في حلحلة ملفات كبرى في المنطقة منها الملف النووي الإيراني الذي نجح من خلاله بتقريب وجهات النظر بين المجتمع الدولي والإيرانيين؛ نظرًا إلى السرية التي يعتمدها العمانيون في تحركاتهم.
وتابع المساوي "من الصعب وضع تحليلات صارمة لدعوة وزير الخارجية العماني السيد يوسف بن علوي بضرورة التدخل الخليجي عبر مبادرة جديدة تستوعب المتغيرات السياسية التي استجدت في اليمن"، موضحًا "أنَّ هناك عدد من المرتكزات جاءت في دعوة وزير الخارجية العماني تمثلت الركيزة الأولى منها على ضرورة فتح كوة في جدار العزل السياسي اليمني وذلك عبر مبادرة خليجية ثانية بشكل منفرد أو بمساهمة الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية الأولى، بعيدا عن فرض عقوبات اقتصادية تؤثر على الوضع الداخلي الهش".
واستطرد "يدرك العمانيون أنَّ الوضع اليمني لا يحتاج إلى مزيد من التأزم الدولي وهم العارفون بدقائق التفاصيل اليمنية بحكم الاحتكاك والجوار المباشر ولن أستبعد أبدًا أن ينجح الوسيط العماني في حلحلة الوضع اليمني، وذلك لما يتمتع به العمانيون من علاقات ممتازة بجميع أطراف اللعبة الإقليمية، السعوديون على وجه الخصوص والإيرانيون وكذلك مع الأميركيين وهذا الثلاثي هو المؤثر في اليمن، وهنا منبع الحل".
وأشار المساوي، إلى أنَّ العمانيين يرون بأنَّ "الحوثيين" أصبحوا عاملًا مؤثرًا في اليمن وكذلك الحراك الجنوبي بقيادة "الأبيض" الذي مكث في السلطنة لما يقرب من خمسة عشر عامًا قبل أن يخرج منها إلى النمسا ويعلن منها الحراك من أجل الانفصال".
أرسل تعليقك