شجار الأطفال يسهم في تطوير شخصياتهم
آخر تحديث GMT07:35:08
 العرب اليوم -

شجار الأطفال يسهم في تطوير شخصياتهم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - شجار الأطفال يسهم في تطوير شخصياتهم

لندن ـ وكالات

عادةً ما يتشاجر الأطفال بسبب أشياء قد لا يستوعبها الآباء، كأن يتنازعوا مثلاً على ركوب الدراجة الجديدة، أو الحصول على قطعة «الآيس كريم»، التي تبدو لهم أكبر حجماً، أو حتى من أجل الجلوس إلى جانب أبويهم. وصحيح أنه قد يصعب على الآباء مشاهدة الشجار بسلبية، لاسيما إذا ارتفعت أصوات الأطفال أو بدأوا في الاشتباك بالأيدي، إلا أنه من الأفضل ألا يتدخل الآباء في هذا الوقت مطلقاً، وإذا لم يتسنَّ لهم التزام ذلك، ينبغي عليهم على الأقل أن يقوموا بوضع قواعد محددة بغرض إنهاء الشجار فحسب. وعن الشجار بين الأطفال بشكل عام، قال الخبير التربوي، شتيفان كارل، بمدينة شفيرته الألمانية «الشجار في حد ذاته لا يُعد شيئاً سيئاً على الإطلاق، بل على العكس فهو يتمتع بأهمية كبيرة في تطور شخصية الطفل»، حيث يُمكن للطفل من خلال الدخول في نزاعات مع الآخرين تعلم كيفية التعبير عن احتياجاته ورغباته، وكذلك كيفية الانتصار على الآخرين، ومن خلال الشجار، يعايش الطفل أيضاً شعور المكسب تارة والخسارة تارة أخرى، بل ويتعلم أهمية الوصول إلى حلول وسط مع الآخرين. شخصية الطفل : توضح سفينيا لوتغه، الحاصلة على دبلوم في علم النفس، أهمية الشجار في تكوين شخصية الطفل بقولها «يُسهم تعلم الطفل كيفية إدارة الشجار الذي يخوضه مع الآخرين في تنشئته الاجتماعية بشكل كبير، لذا فإن مَن لم يتعلم ذلك في مرحلة طفولته، تصعب عليه مواجهة أي شجار في المجتمع بعد ذلك؛ حيث يواجه مشكلة في الاندماج داخل المجتمع وكذلك في إثبات ذاته». وأشارت الخبيرة الألمانية لوتغه إلى أهمية أن يتوصل الأطفال للحلول بأنفسهم عند الدخول في شجار مع أي شخص؛ ومن ثمّ يُفضل ألا يتدخل أي من الآباء أو المعلم أو المربي، إذا ما نشب شجار بين طفلين. وأكدت لوتغه ذلك بقولها « ينبغي على الآباء التزام ذلك، على الأقل طالما أن الشجار لم يخرج عن حدود اللياقة ولم يتعدَّ أحد الطرفين على الآخر بالفعل أو القول»، أما إذا حدث ذلك أو استمر الشجار لفترة زمنية طويلة بلا نهاية، فيجوز لأحد الأشخاص البالغين حينئذٍ كالأب أو المعلم التدخل لفض هذا الشجار. التحلي بالهدوء : كي يتسنى لأي من هؤلاء فض النزاع على نحو سليم، تنصحهم الخبيرة التربوية غابي ألتهوف من مدينة كاسل الألمانية بضرورة أن يحاول هذا الشخص التحلي بالهدوء قدر الإمكان، حتى وإن كانت أعصابه قد خرجت عن السيطرة بسبب الشجار الذي استمر أمامه لفترة طويلة. وأشارت ألتهوف «يجب أن يتسم الشخص الذي يتدخل لفض النزاع بين طفلين بسمات معينة، كي يتسنى له التحكيم بينهما على نحو سليم، وكذلك كي ينقل للأطفال ثقافة إيجابية في هذا الشأن». أما إذا كان الغضب مسيطراً على الأطفال بشكل كبير، فسيتطلب الأمر حينئذٍ بعض الوقت لمعرفة أسباب الشجار، لكن بمجرد أن يتسنى للشخص المحكم التوصل إلى السبب، يُمكنه حينئذٍ أن يستفسر من الطفلين عن رأيهما، بأن يسأل كل منهما مثلاً عن مشاعره الخاصة وعمّا يرغب فيه من الطرف الآخر. الحوار : عن فائدة إقامة مثل هذا الحوار عند فض الشجار بين الأطفال، أشار رئيس الرابطة الألمانية لخبراء التربية والتعليم بالعاصمة برلين، هيلغه ديتريش، إلى أنه يُمكن للأطفال بذلك فهم تصرفات وسلوك الأشخاص الآخرين على نحو أفضل، وكذلك معرفة سبب نشوء النزاع من الأساس، وأضاف ديتريش «يُسهم الحوار في إيجاد حل مُرضٍ لجميع الأطراف». وأشار الخبير الألماني إلى أنه من الأفضل أن يستطيع الأطفال التوصل إلى الحلول بأنفسهم، وليس بمساعدة الشخص المحكم، لأن الحل الذي يتوصل إليه الأطفال بأنفسهم غالباً ما يكون مقبولاً لهم أكثر من أي حل آخر اقترحه عليهم طرف خارجي. ولا يعني ذلك أنه لا يجوز للآباء مساعدة أطفالهم في حل النزاع على الإطلاق، حيث أوضح الخبير الألماني ألتهوف أنه يُمكن للآباء القيام بذلك في بعض الأحيان، لاسيما إذا كان الأطفال لايزالون صغاراً ولا يعرفون الكثير عن ثقافة الخلاف. وأوضح ألتهوف «إذا لاحظ الآباء عدم قدرة أطفالهم على معرفة الحل، يُمكنهم حينئذٍ تقديم مقترحات لهم من أجل التوصل إلى حلول مناسبة».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجار الأطفال يسهم في تطوير شخصياتهم شجار الأطفال يسهم في تطوير شخصياتهم



GMT 22:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الأنفلونزا والإرهاق ضمن أسباب السكتة الدماغية

GMT 22:39 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط يزيد من أمراض القلب

GMT 22:23 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

كثرة تناول البروتينات الحيوانية يؤدي إلى الكبد الدُّهني

GMT 22:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

6 تمارين تُساعد في تقليل مرض السكري

GMT 22:13 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

السمنة من أسباب الإصابة بسرطان الرحم

GMT 20:07 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مكملات أوميغا 3 لا تحمي من أمراض القلب

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab