الإكثار من تناول اللحوم قد يسبب السرطان
آخر تحديث GMT22:30:24
 العرب اليوم -

الإكثار من تناول اللحوم قد يسبب السرطان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإكثار من تناول اللحوم قد يسبب السرطان

واشنطن ـ وكالات

يوفر اللحم مواد غذائية مهمة لجسم الإنسان، لكن الإكثار منه قد يسبب السرطان. ويمكن تجنب خطر السرطان بزيادة كمية الخضار والتقليل من كمية اللحوم التي يتناولها المرء. كما وللاستهلاك المتزايد من اللحوم آثار مدمرة على البيئة. شرائح اللحم والستيك والكباب والنقانق.. كلها لحوم. سواء أكان الحديث عن طعام الفطور أو الغداء أو العشاء، كثير من شعوب العالم ومن ضمنها ألمانيا تحب تناول اللحوم. ويبلغ متوسط استهلاك الرجال للحوم 1.2 كيلوغرام أسبوعياً، في الوقت الذي تستهلك فيه الإناث نصف هذه الكمية. ولذا فإن التعطش للحوم يتزايد في عالمنا في شتى بقاعه. ففي السنوات الخمسين الأخيرة تضاعف استهلاك اللحم أربع مرات على مستوى العالم. ليبلغ التقييم الدولي للمعارف الزراعية والعلوم والتكنولوجيا 283 مليون طن سنوياً. يترتب على إنتاج كميات ضخمة من اللحوم عواقب وخيمة. فتقول نيكول مايش المتحدثة ياسم جمعية المستهلكين في حزب الأخضر الألماني:" هناك فرق وتنافس بين الكمية المطلوبة وتلك الموجودة". تتطلب المواد الغذائية باستمرار مناطق زراعية جديدة، وصحيح أن التربة الخصبة متوفرة؛ ولكنها محدودة. وفقط ثلاثون بالمئة من محاصيل الحبوب تخصص لعلف الحيوانات. فتقول مايش:" إذا كنا نحن البشر جميعاً نرغب في الشبع، فلا بد لنا من تخفيض استهلاكنا الهائل من اللحوم. فالوضع الحالي لتوفر اللحوم للاستهلاك، لن يستمر طويلاً". أحد العوامل الأخرى هو الماء: فإنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر يتطلب كمية ماء تصل إلى 40.000 لتر، وفقاً لمايش.وهو ما يقابله وجود 783 مليون إنسان دون مياه شرب نظيفة تبعاً لليونيسف. حتى على صعيد التغير المناخي يلعب استهلاك اللحوم دوراً مهماً، وذلك لأن تربية المواشي تنتج 18% من الغازات الدفيئة. يذكر أن هذه النسبة تزيد عن نسبة إنتاج قطاع المواصلات لهذه الغازات. مغذٍ أم مسرطن؟ اللحوم ليست مضرة بالجسم البشري. إذ تشير أنتيا غال من المؤسسة الألمانية للتغذية: "اللحوم تمد الجسم بالبروتين المهم الذي يحتاجه بالاضافة إلى بعض أنواع فيتامين B. وحين يلتزم المرء بالكمية التي يحتاجها من اللحوم، يتغذى الجسم دون إمداده بالمواد غير المرغوب فيها". وتبلغ الكمية التي ينصح بها من قبل المؤسسة الألمانية للتغذية ما بين 300 و600 غرام من اللحم أسبوعياً. لكن الرجل يأكل في المتوسط كمية أكثر بكثير من ذلك وهو ما قد يكون خطيراً، وفقاً لغال: "فاللحوم الحمراء ترفع احتمالة الإصابة بالسمنة وسرطان القولون". واللحوم الحمراء التي يكون مصدرها الخنزير أوالبقر أوالعجل تحوي نسبة أكبر من الحديد الدموي مقارنة باللحوم البيضاء كالدجاج. هذا النوع من الحديد يرتبط فقط باللحوم ذات اللون الدموي ويختلف كيميائياً عن الحديد اللادموي، لذا يمتصه الجسم بسهولة أكبر. لكنه أيضاً يساعد على بناء خلايا مسرطنة في القولون. وتوضح غال بأن هذه العملية "تبدأ بعد استهلاك الجسم قرابة 60 غراماً من اللحم الأحمر يومياً". أما رئيس نقابة منتجي اللحوم في المانيا، توماس فوغلسانغ، فيشكك في الدراسات المتعلقة بعواقب استهلاك اللحوم. ففي معرض الحديث عن خطورة الإصابة بسرطان القولون نتيجة استهلاك اللحوم الحمراء، يشير إلى أن استهلاك كميات ضخمة من الكولا تؤدي إلى ذات الشيء، ويضيف:" كل شيء قد يصبح ساماً إذا ما بالغ المرء في تناوله". بدائل نباتية كما يشكك فوغلسانغ في مبادرات مثل "يوم نباتي" في كل أسبوع في المقاصف والمدارس والجامعات، وذلك بسبب "طابع التربية المحلية". في حين يعلق رئيس الحزب اليساري في مجلس بلدية بون، مايكل فابر: "نحن لا نريد إسعاد الناس قسراً". كما ييشارك فابر منذ عام 2010 في يوم نباتي بمدينة بون، إذ يرى أن اتخاذ خطوات تطوعية للتقليل من استهلاك اللحوم بات ملحاً. ويشدد على أن الهدف من هذا اليوم "التوضيح للناس أن الإستهلاك النباتي لا يرتبط بفقدان كفاءة الحياة، بل بزيادتها". ويمكن للزوار تجربة أنواع متعددة من الأطعمة الخالية من اللحوم في مطعم "حديقة كاسيوس" في محطة القطار الرئيسية في بون. فمنذ 23 عاماً يقدم هذا المطعم تغذية كاملة لمرتاديه، وفقاً للوحة المعلقة على مدخله. ورغم خلو الأطعمة من اللحوم، ليس هناك أي بطاقة أو علامة تذكر كلمة "نباتي" في المطعم. ويعلل صاحب المطعم، جان لوت، ذلك قائلاً:" هذه العلامة المدعوة "نباتي"، غاية في الصغر". ويعتقد لوت أن 80% من زوار المطعم ليسوا نباتيين، لكنهم يأتون إليه لتقديرهم نضارة مكونات الطعام. فمنذ الساعة التاسعة صباحاً يتوجه 15 طباخاً إلى المطبخ الكبير لإعداد ستين نوعاً من السلطات قبل تدفق الزبائن على المطعم في فترة الظهيرة. ورغم اعتزاز لوت بنباتية مأكولاته، إلا أنه لا يرفض تقديم وجبات تتضمن بعض اللحم لزبائنه في حالة تقديمهم طلباً خاص بذلك. ونظراً للتنوع الهائل للمأكولات المتوفرة من دقيق القمح الكامل والنباتات، فإن الإستهلاك الضئيل للحوم لا بأس به، وفقاً لأنتيا غال. فتقول: "للحوم بطبيعة الحال دور مهم، لا يجبر المرء على التخلي عنه. لكن كمية استهلاكه لا بد من أن تكون محدودة". 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإكثار من تناول اللحوم قد يسبب السرطان الإكثار من تناول اللحوم قد يسبب السرطان



GMT 19:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إيجابيات وسلبيات النظام الغذائي النباتي

GMT 18:53 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل وسائل للتغلب على فقدان الشهية لكبار السن

GMT 18:26 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أعراض الاكتئاب لدى كبار السن

GMT 13:03 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

5 نصائح لتنظيم نسبة السكر في الدم

GMT 09:09 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

يساعد الكافيين في تخفيف بعض أنواع الصداع

GMT 09:09 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تؤثر الاختلالات الهرمونية على حاجز رطوبة الجلد

GMT 09:09 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى آلام الفك وعدم الراحة

GMT 09:09 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

التوتر يساهم بشكل ملحوظ في الإصابة بزيادة الوزن

نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
 العرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 05:59 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق
 العرب اليوم - استشهاد المذيعة السورية صفاء أحمد في قصف إسرائيلي على دمشق

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
 العرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 03:56 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كلا... إيران لم تبع حسن نصر الله

GMT 03:38 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان.. هل تعود الدولة؟

GMT 03:52 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فلسطين وإسرائيل وتنفيذ حل الدولتين

GMT 09:50 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطار بغداد تعرض للقصف بصاروخين كاتيوشا

GMT 04:51 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هجوم صاروخي يستهدف قوات أميركية قرب مطار بغداد

GMT 10:01 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فيفا يقرر حرمان إيتو من حضور المباريات لمدة 6 أشهر

GMT 03:40 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

أفلام حزينة سابقة وحالية أيضًا

GMT 09:48 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

إضراب عمال الموانئ يشل الاقتصاد الأمريكى لأول مرة منذ عام 1977

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab