طرابلس ـ برس
تنتشر الأنواع المختلفة من مرض الإنفلونزا بين البشر خلال الفترة بين موسمي الشتاء والربيع، الأمر الذي بدأت بوادره بالظهور مع تزايد أعداد المصابين بالإنفلونزا حول العالم، بما في ذلك إنفلونزا الطيور والخنازير التي تزيد خطورة.
وتمثل الإنفلونزا عدوى فيروسية تصيب الأنف والحنجرة والقصبات الهوائية والرئتين أحيانا، وتنتقل من شخص إلى آخر عن طريق الرذاذ والجسيمات الصغيرة التي يفرزها المصاب بالعدوى عندما يسعل أو يعطس.
ومن أبرز أعراض الإنفلونزا ظهور الحمى بشكل مفاجئ والإصابة بألم في العضلات وصداع وتوعك شديد وسعال غير منتج للبلغم والتهاب في الحلق والتهاب في الأنف.
ويتماثل معظم المصابين للشفاء في غضون أسبوع أو أسبوعين دون الحاجة إلى علاج طبي، إلا أن الأطفال والمسنين وأولئك الذين يعانون حالات مرضية خطيرة أخرى قد يتعرضون لمضاعفات.ومن أبرز المخاطر التي حذر علماء الصحة والأطباء منها، هو تحور الفيروسات الحيوانية إلى سلالات جديدة تصيب البشر، متسببة في وقوع حالات وفاة، كما هو الحال في الصين.
وقال علماء الأربعاء إن امرأة صينية توفيت بسلالة جديدة لإنفلونزا الطيور لم تكن معروفة من قبل بين البشر، الأمر الذي سلط الضوء على الخطر الوبائي المحتمل للفيروسات الحيوانية المتحورة.
وكانت السيدة التي بلغت من العمر 73 عاما، إحدى امرأتين أصيبتا بالسلالة الجديدة المسماة "إتش.10.إن.8"، وتعالج الأخرى في المستشفى وحالتها حرجة.
وقال علماء صينيون أجروا تحليلا جينيا على عينات أخذت من المرأة التي توفيت بسلالة "إتش.10.إن.8" إنها اندماج جيني جديد لسلالات أخرى من فيروسات إنفلونزا الطيور ومنها فيروس "إتش.9.إن.2" المعروف بانتشاره بين الدواجن في الصين.
وقال خبير الإنفلونزا جيرمي فارار: "يتعين أن نقلق دوما عندما تجتاز الفيروسات حاجز الأنواع لتنتقل من الحيوانات أو الطيور إلى البشر لأنه من غير المرجح أن تكون لدينا مناعة مسبقة تحمينا منها"، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.
وأضاف: "يجب أن نقلق خصوصا عندما تظهر هذه الفيروسات خصائص توضح أن لديها القدرة على أن تتحور بسهولة أو تكون مقاومة للعقاقير".
يذكر أن السلالة الجديدة ظهرت بعدما أصابت سلالة أخرى مميتة لإنفلونزا الطيور 286 شخصا على الأقل في الصين وتايوان وهونغ كونغ، ما أدى إلى وفاة نحو 60 شخصا.
من جانبها، قالت يولونغ شو من المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها في بكين إن فيروس مثل "إتش.7.إن.9" اكتسب أيضًا بعض الخصائص التي قد تمكنه من التحور بكفاءة بين البشر.
و قد عادت إنفلونزا الخنازير المعروفة باسم "إتش 1 إن 1" للظهور بقوة في عدد من الدول، أبرزها مصر التي أعلنت وفاة 24 شخصا خلال الشهرين الماضيين جراء هذا المرض.
وكانت السلطات المصرية حاربت الانتشار العالمي لهذا الفيروس عام 2009 بذبح حوالي 300 ألف خنزير كان يتم استخدامهم في التخلص من القمامة العضوية.
وقال وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور عمرو قنديل، في مؤتمر صحفي الثلاثاء إن 195 شخصًا نقلوا إلى مستشفيات بعد إصابتهم بالفيروس منذ الأول من كانون الأول عام 2013.
وتبقى الخشية لدى العلماء والأطباء من إمكانية انتشار تلك الفيروسات المسببة للإنفلونزا التي تحملها الطيور بطريقة الانتشار بين البشر، كما تنتقل فيروسات الإنفلونزا العادية المعروفة.
وحتى الآن، فهذا مستبعد، إذ تنتقل إنفلونزا الطيور، وحتى إنفلونزا الخنازير (وهي فيروس محور مما تحمله الطيور أيضًا) من الحيوانات إلى البشر.
أرسل تعليقك