لندن - العرب اليوم
غالباً ما يُصاب مرضى السكري بجروح مزمنة تكون بطيئة في الشفاء، نظراً لتراجع قدراتهم الطبيعية على التئامها. مثل هذه الجروح غير القابلة للشفاء يمكن أن تسبّب التهابات خطيرة تؤدّي إلى نتائج مؤلمة، مثل بتر الأطراف.
لمواجهة هذا التحدّي العالمي، صمّم باحثون في جامعة سنغافورة الوطنية هلاماً مبتكراً يعِد بتسريع شفاء جروح مرض السكري، وبالتالي تقليل المضاعفات مثل بتر الأطراف، وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبرس» (الخميس) نقلاً عن دورية «Advanced Materials».
ويمكن أن تشمل مضاعفات السكري تلف الأعصاب وضعف الدورة الدموية، وقد تؤدّي هذه المشكلات إلى تكوّن تقرّحات جلدية في القدم يمكن أن تتفاقم بسرعة وقد تتطلب البتر.
عالمياً، يتعايش أكثر من نصف مليار شخص مع مرض السكري، ومن المتوقّع أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير، ولذلك أصبحت الجروح المزمنة الناجمة عن المرض مثل تقرّحات القدم تحدياً عالمياً كبيراً للرعاية الصحية، وفق الفريق.
وغالباً ما تكون العلاجات التقليدية لهذه الجروح غير مرضية؛ ما يؤدّي إلى مشكلات صحية متكرّرة ومستمرة، وفي عدد كبير من الحالات، إلى بتر الأطراف، علماً بأنّ هناك نحو 9.1 إلى 26.1 مليون حالة من قرحة القدم السكرية سنوياً في جميع أنحاء العالم. وأوضح الباحثون أنّ العلاج يتضمّن وضع ضمادة جروح محملة مسبقاً بهلام مائي يحتوي على خلايا جلدية لتسريع عملية الشفاء.
ولتحقيق أقصى مقدار ممكن من النتائج العلاجية، يُستَخدم التحفيز المغناطيسي بواسطة جهاز مغناطيسي خارجي لاسلكي لمدة ساعة إلى ساعتين، لتنشيط خلايا الجلد وتسريع عملية شفاء الجروح.
وأظهرت الاختبارات المعملية أنّ العلاج المقترن بالتحفيز المغناطيسي يعمل على شفاء جروح مرضى السكري بمعدل أسرع بـ3 مرات من الأساليب التقليدية الحالية.
وفي حين ركز الباحثون في دراستهم على شفاء قرح القدم السكرية، أشاروا إلى أنّ هذا النهج العلاجي قادر على علاج مجموعة واسعة من الجروح المعقّدة مثل الحروق.
من جهته، قال البروفيسور آندي تاي، الباحث الرئيسي للدراسة بقسم الهندسة الطبية الحيوية في جامعة سنغافورة الوطنية: «لا تلعب الضمادات التقليدية دوراً نشطاً في شفاء الجروح، لأنها فقط تمنع الجرح من التفاقم، ويحتاج المرضى إلى تحديد موعد لتغيير الضمادات كل يومين أو 3 أيام. إنها تكلفة باهظة لنظام الرعاية الصحية لدينا وإزعاج للمرضى».
أضاف أنّ «العلاج الجديد يتبع نهجاً شاملاً، (الكل في واحد) لشفاء الجروح، ما يؤدي إلى تسريع العملية على جبهات عدّة»، موضحاً: «تعالج تقنيتنا عوامل حاسمة مرتبطة بجروح مرضى السكري، وفي الوقت عينه إدارة مستويات السكر المرتفعة في منطقة الجرح، وتنشيط خلايا الجلد بالقرب منه، واستعادة الأوعية الدموية التالفة، وإصلاح شبكة الأوعية الدموية المعطلة داخله».
أرسل تعليقك