آلة طباعة ثلاثية الأبعاد لأنتاج صمامات قلب اصطناعية
آخر تحديث GMT08:05:01
 العرب اليوم -

آلة طباعة ثلاثية الأبعاد لأنتاج صمامات قلب اصطناعية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - آلة طباعة ثلاثية الأبعاد لأنتاج صمامات قلب اصطناعية

برلين ـ وكالات

غالبا ما تسبب أمراض صمامات القلب مشاكل صحية خطيرة بسبب عدم تدفق الدم بشكل سليم في الجسم. وفي سياق بحثهم عن حل لهذا المشكل الصحي توصل الباحثون إلى طابعة ليزر ثلاثية الأبعاد تقوم بإنتاج صمامات قلب اصطناعية. يقف عالم الرياضيات هارتموت شفاندت، الباحث في جامعة برلين التقنية، أمام جهاز يشبه ثلاجة كبيرة الحجم رمادي اللون ومجهز بباب من الزجاج. للوهلة الأولى يبدو هذا الجهاز عاديا لكنه فعلا يستطيع القيام بأشياء مدهشة. فالأمر هنا يتعلق بطابعة ليزر تعمل بتقنية ثلاثية الأبعاد وتقوم بإنتاج صمامات القلب البشري.وحتى تكون  صمامات القلب الاصطناعية مماثلة تماما لصمامات قلب المريض، يتم في البداية تصوير مقطعي لصمامات قلب المريض وبعدها يأتي دور الطابعة ثلاثية الأبعاد.في التصوير المقطعي يتم الحصول على صور ثنائية الأبعاد للقلب والتي تظهر أنسجة العضو بألوان رمادية. وعن طريق الاستعانة ببرنامج خاص يحول الباحثون المئات من هذه الصور المقطعية ثنائية الأبعاد إلى نمودج ثلاثي الأبعاد بشكل يشبه وضع مجموعة من شرائح الخبز فوق بعضها البعض لنحصل في الأخير على خبز كاملة. يجلس المهندس بن ياسترام، الباحث في جامعة برلين التقنية، أمام شاشة الحاسوب ويمعن النظر في صورة القلب ويقوم عبر فأرة الكمبيوتر بتكبير صورة أي جزء من القلب يريد التدقيق فيه ودراسته. بعد نقرات قليلة يتمكن ياسترام من مشاهدة الصمام الأبهري الذي يعتبر واحدا من الصممات البشرية الأربعة التي تسمح بتدفق الدم من القلب إلى أعضاء مختلفة. ويوضح ياسترام بالقول:" إذا واصلنا تكبير الصورة على هذا النحو فيمكننا أن نرى أيضا الصمامات الأخرى للقلب ". فاليوم أصبح بإمكان الباحثين أكثر من أي وقت مضى تكبير صورة كل صمامات القلب على حدة ودراسة شكلها. وإذا ما تقرر مثلا إنتاج صمام أبهري في الطابعة ثلاثية الأبعاد، يقوم الباحثون في البداية بتحديد شكل وحجم الصمام بشكل دقيق.  ويضيف ياسترام  قائلا:" بعد ذلك نقوم بتحضير منطقة الصمام الأبهري إلى حين حصولنا على الشكل الهندسي الدقيق لصمام القلب". يتم إرسال هذه البيانات الهندسية إلى الطابعة ثلاثية الأبعاد التي تتولى إنتاج صمامات قلب بلاستيكية. وكما يوضح مدير المشروع هارتموت شفاندت :" يتم معالجة مسحوق البلاستيك في داخل الطابعة ثلاثية الأبعاد". في البداية يتم رش المسحوق الذي يتكون من حبات صغيرة جدا من البلاستيك على شكل طبقات رقيقة في مكان شبيه بالدرج وتتولى أشعة الليزر تذويب كل حبات البلاسيتك في الأماكن التي ستستقر فيها صمامات القلب، بينما تبقى الحبات كما هي في الأماكن الأخرى. النموذج المطبوع من الصمام الأبهري أصبح موجودا الآن ويبدو كأنه ثلاثة أصابع مثبثة إلى جانب بعضها البعض تحيط بها حلقة. ويريد الباحثون الانتقال بهذه الخطوة إلى الخلايا البشرية عن طريق الاستعانة بأنسجة الحبل السري. وعن ذلك تقول كورا لودرز من المركز الألماني لأمراض القلب:" الحبل السري لديه ميزة كبيرة تتجلى في احتوائه على خلايا جذعية". وتضيف الباحثة البيولوجية المشاركة في المشروع، بأنه يمكن الحصول على الكثير من الخلايا الإنسانية المختلفة من الحبل السري، خاصة وأن خلايا الحبل السري هي جديدة ويمكن للجسم البشري تقبلها بشكل جيد. أبحاث علمية لتطوير صمامات قلب اصطناعية حسب كورا لودرز فإن التحدي الكبير من المنظور البيولوجي يكمن في تحويل الخلايا الموجودة في صمامات القلب المطبوعة إلى أنسجة كاملة. سطح الصمامات الاصطناعية ينبغى أن يكون سهل الاختراق حتى يمكن للخلايا أن تترسخ وتنمو بشكل صحيح. ويتم نقل كلاهما إلى مفاعل حيوي، حيث يتم تزويد الخلايا بكل المواد الأساسية اللازمة لبقائها حية. وعن ذلك توضح كورا لودرز قائلة:"هذا المحلول المغذي يعوض الدم الطبيعي للجسم. جميع العناصر التي تحتاجها الخلية للعيش موجودة في هذا المحلول مثل اللقاح و الالكتروليت". وعندما تنمو الخلايا في صمامات القلب الاصطناعية يتم زرعها في جسم المريض لتقوم بالوظيفة الكاملة التي يقوم بها صمام القلب البشري. خضعت هذه التقنية لتجارب وبحوث طويلة ارتبطت بالنماذج الخاصة لللحيونات. ويمكن مستقبلا استخدام الصمامات الاصطناعية المزودة بالخلايا أيضا لدى الإنسان كشكل آخر من أشكال صمامات القلب الاصطناعية. وعن ذلك يقول هارتموت شفانت:" هدفنا البعيد هو أن نرى أنسجة صمامات القلب تتطور في جسم الإنسان وأن تذوب الصمامات الاصناعية مع مرور السنين، حتى تعوضها الخلايا بشكل كامل على المدى الطويل". غير أن المختصين لايزالون يبحثون عن مواد للطباعة المثالية صالحة من الناحية البيولوجية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آلة طباعة ثلاثية الأبعاد لأنتاج صمامات قلب اصطناعية آلة طباعة ثلاثية الأبعاد لأنتاج صمامات قلب اصطناعية



GMT 21:57 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة طفلين بعد استهداف إسرائيل محطة الأوكسجين في مستشفى

GMT 19:29 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

سبب حصى المسالك البولية وكيفية علاجها

GMT 19:26 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

3 حالات صحية يسببها مرض السكري

GMT 18:48 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

المأكولات البحرية تحارب الخرف والزهايمر

GMT 18:33 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

استهلاك القهوة يوميًا لا يؤثر على حساسية الأنسولين

GMT 18:21 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فاكهة شتوية مفيدة لمرض السكري وإنقاص الوزن

GMT 18:12 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أربع علامات لالتهاب المفاصل

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab