البحر الأحمر- صلاح عبدالرحمن
يشتهر أهل البحر الأحمر بتزيين موائدهم في أيام عيد الفطر بطبق السمك المملح وهو نوع من السمك المعالج بطريقة مبتكرة تحميه من التلف في أيام الحر وذلك بعد انقطاعهم عن تناول الموالح طيلة شهر رمضان تفادياً للعطش، حيث تعتمد موائد إفطار أهل البحر الأحمر غالبا على لحوم الدجاج وغيرها من الأصناف، إضافة إلى الحلويات، في حين تميل قلة منهم إلى ضم السمك للائحة الإفطار، ويأتي تناول المالح يوم العيد بهدف إمداد الجسم بما ينقصه من الملح خلال فترة الصيام.
ويقول محمد شاذلي (صياد ومتخصص في صناعة وتقطيع الأسماك المملحة) إن المالح من أقدم الأكلات التي عرفها أهل البحر الأحمر، كما أن الوجبة المصنوعة منه تمثل الأكلة الشعبية المفضلة لكثير من أهل القصير والأغراب أيضا يحبونها، لاسيما سكان السواحل الذين يعتمدون على الصيد كمهنة رئيسة. ويضيف أن الطلب على أكل المالح يزداد خلال أيام الصيف، نظراً لارتباط هذه الأكلة منذ القدم بهذا الموسم، بالإضافة إلى وفرة الأسماك خلاله.
ويشرح صناعة المالح التقليدية ، مشيرا إلى أنها تمر بمراحل عدة، أولها استخراج كميات وفيرة من الأسماك ثم تنظيفها جيدا، وفصل الرأس عن الجسد، ثم يقطع السمك على شكل شرائح وتجري إزالة الكسل، أي عظام السمك، وينثر الملح الناعم بكثرة ليغطي أجزاء السمكة كلها، ويوضع المالح بعد ذلك في علب من صفيح، استبدلت في الوقت الحاضر بعلب بلاستيكية، حيث يمكث مدة تتراوح بين شهر إلى شهرين ونصف، في حالة تعرضه إلى أشعة الشمس المباشرة، أما إذا حفظ تحت المظلات أو في الغرف المغلقة فهو يحتاج إلى ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر، يصير بعدها صالحاً للأكل، وتعتبر الشمس ضرورية لأنواع المالح، وبخاصة في الشهرين الأولين من صناعته، لأنها تساهم في إنضاجه وتشرب الشرائح بالملح.
وأبرز ما يميز مدن البحر الأحمر سواء كانت الغردقة أو سفاجا أو رأس غارب أو القصير صباح يوم العيد هو الإفطار على السمك المملح هذا بجانب كعك العيد الذي تشتهر به مصر كلها ولكن السمك المملح تحرص عليه كل أسرة في البحر الأحمر خصوصا الذين عاشوا وولدوا في البحر، حيث وجدوا آباءهم وأجدادهم يمارسون هذه الطقوس ويختلف السمك المملح عن الفسيخ أو الرنجة فهو عبارة عن أسماك من أنواع معينة مثل الحريد- الرهو- البياض- أبو قرن ويتم قطعها من النصف أو شقها وتعلق لتجفف على أشعة الشمس ويتم وضع ملح طعام عليها لمدة قد تتراوح من شهر إلى شهرين ويتم بعد ذلك طرحها في الأسواق لبيعها حيث تجد رواجا غير عادي خلال فترات العيد.
أرسل تعليقك