هدى زعبي ترسم بلا يدين وتحلم بالطيران
آخر تحديث GMT23:08:02
 العرب اليوم -

هدى زعبي ترسم بلا يدين وتحلم بالطيران

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - هدى زعبي ترسم بلا يدين وتحلم بالطيران

غزة ـ وكالات

حينما تتوفر الإرادة يتضح الطريق وتتحقق الأحلام، هذا موجز قصة الفتاة الفلسطينية هدى زعبي التي تتحدى قدرها بلا يدين وبقلب كبير. كانت هدى ابنة الناصرة داخل أراضي 48 في الثالثة عشرة من عمرها عندما دفعها الفضول قبل نحو عقدين للاقتراب من خلاطة الإسمنت فأصيبت بدوار، وعلقت يدها في سلسلة ناقلة الإسمنت الخارجي، وعندما حاولت إخراجها بيدها الثانية فقدت الاثنتين. لم تنطو على ذاتها، بل أقبلت على الحياة وحققت أهدافها، وهي اليوم تدرس علم النفس في جامعة حيفا وتستعد لنيل شهادة الدكتوراه، وفي نفس الوقت تعنى بقضايا ذوي "القدرات الخارقة"، وهي تسميتها لذوي "الاحتياجات الخاصة". وفي إطار استعادتها لمسيرتها، تقول هدى إنها مكثت وقتها في المستشفى 15 يوما، وخضعت لعدة عمليات جراحية وكانت لحظة إفاقتها قاسية، وتقول "وجدت نفسي بدون يدين، وبداية ظننت أنني في حلم، لكن ما لبثت أن واجهت الحقيقة، ومكثت في منتجع صحي عاما كاملا". رحلة جبلية بعدها بدأ فصل آخر في حياتها مليء بالتحديات، مشيرة إلى أن الله منحها قوة كبيرة، فتعاملت بصبر غير طبيعي أعانها على اجتياز رحلة جبلية صعبة، بدأت ولم تنته بعد. لكنها تشدد على الدور الكبير لأهلها في تجاوز الصدمة، وفي مساندتها لتخطي الصعاب، وأولاها العودة لمدرستها. رفضت هدى العودة لمدرستها لأنها استصعبت أن يراها أترابها دون يدين، فقررت الانتقال لمدرسة أخرى، رافضة نصيحة البعض بنقلها لمدرسة داخلية، واختارت الالتحاق بمدرسة شقيقتها. وهناك رفض المدير استقبالها وهدد بالاستقالة، لكن دائرة المعارف أصرت على احترام رغبتها،   وصمدت في المدرسة الجديدة رغم محاولات مديرها التلاعب بعلاماتها لإخراجها. وردا على سؤال، توضح هدى أن أصعب لحظات الحياة هي عندما ترى دموع والديْها الفخوريْن بها وهما يبكيانها أحيانا، وتتابع "لا أبكي معهما، فهذا يؤدي لإحباط أو تراجع إلى الخلف". وفي المقابل، فإن أجمل لحظات العمر بالنسبة لهدى حينما تركب طائرة، فهذا يقربها من حلم طالما راودها منذ طفولتها. بالفم والقدم وتقول هدى إنها في سفرها الأخير إلى إسطنبول برفقة والديها كانت تتمنى لو أتاح لها القبطان الجلوس مكانه ولو دقيقة، وتضيف -وهي واثقة- "سأحقق حلمي بتعلم الطيران رغم كل العوائق". لكنها تمارس حاليا حلما آخر حققته وهو الرسم المهني، وهنا أيضا كانت البداية صعبة وتشير إلى أنها بعد انتقالها للتعلم في كلية الفنون بالناصرة قبل عشر سنوات، استغرب معلم الرسم طلبها تعلمه وهي مبتورة اليدين. وما لبث أن أدهشته قدراتها ودقتها، بل إنه طلب من زميلاتها الاستعانة بالخبرة التي ترجمتها في الرسم بفمها وقدمها. وتوضح أنها رسمت حتى الآن 20 لوحة، وهي تستعد لمعرضها الفني الأول في مركز محمود درويش بالناصرة أيار القادم. معرض فني وبفضل تصميمها، وضعت هدى لوحات فنية أنجزتها بالماء، وبالرصاص أو الكريليك، وهي تعتمد على عينها المجردة -بدلا من مسطرة الرسامين- لتحديد الأبعاد والقياسات. كما تتميز هدى عن بقية الرسامين باستخدام فمها تارة وقدمها تارة أخرى للرسم، موضحة أن كل لوحة تستغرق من يومين حتى شهرين بحسب نوعها. وتنعكس روح هذه الرسامة المتفائلة في تسميات لوحاتها، مثل "جمال بلادي" و"الأمل" و"الورد"، وغيرها. القدرات الخارقة كما بذلت جهودا كبيرة حتى حازت في 2009 موافقة وزارتيْ الصحة والمواصلات لتعلم قيادة السيارات، بعدما قوبلت طلباتها بالرفض عشر سنوات. وهنا لم تستكن هدى ولم تضعف، فواصلت تحديها حتى حازت رخصة قيادة، على غرار ما حدث لفتاة بنفس حالتها بعدما تعلمت القيادة بالرجلين. وتشير هدى إلى أنه أحيانا يقع ذوو الاحتياجات الخاصة ضحية أهل يخجلون من أبنائهم ويغلقون الأبواب عليهم، وهي تسدي لهم نصيحة قائلة "دعم أبنائكم واجب، وعليكم مساندتهم في مواجهة التحديات، ولا تكونوا شركاء في الظلم الواقع عليهم".( وتؤمن أن الطاقة الكامنة لدى من تسميهم "ذوي القدرات الخارقة" أضعاف ما تكون لدى الأصحاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدى زعبي ترسم بلا يدين وتحلم بالطيران هدى زعبي ترسم بلا يدين وتحلم بالطيران



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab