وادي المطوي الفلسطيني جنّة لوثتها مخلفات مستوطنات الاحتلال
آخر تحديث GMT00:34:39
 العرب اليوم -

وادي المطوي الفلسطيني "جنّة" لوثتها مخلفات مستوطنات الاحتلال

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وادي المطوي الفلسطيني "جنّة" لوثتها مخلفات مستوطنات الاحتلال

الاحتلال الاسرائيلي
القدس ـ العرب اليوم

بات نقاء "وادي المطوي" إلى الغرب من مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، مهددا بفعل مياه الصرف الصحي الناجمة عن المستوطنات الاحتلال الاسرائيلي ومناطقها الصناعية. كان الوادي يعد "جنة" سلفيت ومنطقة زراعية يقول السكان إنه يمثل سلتها الغذائية، ومقصدا سياحيا لهم لخصوبة أرضه وبساتينه ووفرة المياه فيه. ولكن بفعل الاستيطان الإسرائيلي بات الوادي مصدر وباء تنبعث منه الروائح الكريهة بفعل مياه الصرف الصحي لمستوطنة "أرئيل" ومنطقتها الصناعية التي تصب فيه، ما أسفر عن تركه من قبل الكثير من المزارعين.

وتعد "أرئيل" واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وتطمح "إسرائيل" إلى ضمها. وتجري مياه الصرف الصحي في مجرى لا يبعد بضعة أمتار عن مسرب مياه "نبع المطوي". إبراهيم سلامة (45 عاما)، من سلفيت قال: "في السابق كنا نقصد الوادي للاستجمام وقضاء يومنا فيه، نشرب من مياهه، لكن اليوم بات مكرهة صحية". وأضاف: "الاستيطان يسرق الأرض ويدمر كل شيء جميل فيها". بينما كان يعمل المزارع جمال الأحمد (60 عاما) على قطف ثمار مزرعته في الوادي قال للأناضول، إنه "من القلة الباقية في الوادي".

وأضاف: "كان الوادي يعج بالمزارعين، الغالبية هجرت الأرض لعدم قدرتهم على مكافحة الأمراض المنتشرة الناجمة عن مياه الصرف الصحي، والأوبئة التي بدأت تتزايد في السنوات الأخيرة". ويملك الأحمد عدة دونمات (الدونم يعادل ألف متر مربع). وأردف الأحمد: "إن "مخلفات كيميائية" تصب في الوادي، الأمر الذي أدى لقتل أشجار الزيتون، وتسبب بتلوث التربة والمياه". وقارن الأحمد بين مزروعاته اليوم وقبل 30 عاما قائلا: "كنا قبل 30 عاما نزرع المحاصيل الصيفية، ونعتمد على مياه نبع المطوي دون استخدام أية أسمدة كيماوية أو مبيدات حشرية".

وتابع: "اليوم مجبرون على استخدام المبيدات لمكافحة الأمراض ومع ذلك المنتجات ليست بالجودة السابقة". واتهم الأحمد السلطات الإسرائيلية، "بتدمير" البيئة الفلسطينية لدفع السكان إلى تركها وتهجيرهم منها. لكنه استدرك قائلا، إنه متمسك بأرضه ولن يتركها بالرغم من الخسائر المادية التي يتكبدها. وأشار الأحمد، إلى أنه وعدد من المزارعين توجهوا للقضاء الإسرائيلي قبل عدة سنوات لحماية أراضيهم من مخلفات المستوطنات، لكن دون جدوى.

بدوره يقول المزارع حسين نمر (62 عاما)، إن الأوبئة تتزايد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن مياه الصرف الصحي تصدر عنها روائح كريهة تسببت بانتشار البعوض والذباب والأفاعي والجرذان. وأضاف أن مياه النبع "تلوثت أيضا" بفعل تلك المخلفات. ويملك نمر قطعة أرض مروية يزرعها بمنتجات صيفية كالفاصولياء والبامية، والملوخية. وتتعرض البيئة في محافظة سلفيت إلى 3 أنواع من التلوث بفعل مياه الصرف الصحي للمستوطنات والمصانع الإسرائيلية، بحسب خالد معالي الباحث والمتابع لشؤون الاستيطان الإسرائيلي.

وأضاف معالي، أن التلوث الأول يتمثل في الروائح النتنة الصادرة عن تلك المخلفات مما يتسبب بتلوث الهواء ويجعل المنطقة بيئة طاردة للمزارعين والمستجمين، ومتسببة بأمراض صدرية (تصيب الجهاز التنفسي).  وأردف أن تلك المخلفات تسببت بتلوث للتربة، وأسفر عنها موت العديد من الأشجار في المناطق القريبة من مصب الوادي، وخاصة أشجار الزيتون. والتلوث الثالث، وفق معالي، يكمن في اختلاط مياه نبع "المطوي" بمياه الصرف الصحي.

ولا يستبعد الباحث الفلسطيني تلوث المياه الجوفية في المنطقة جراء اختلاط المياه. وقال: "هناك مخاوف حقيقية من وجود مواد مسرطنة في مخلفات المصانع"، مبينا أن تلك المصانع تنتج مواد بلاستيكية وأدوية، وأسمدة وغيرها. وتابع معالي: "إسرائيل تدفع بجعل الأرض الفلسطينية مكبا لنفاياتها".
وفي محافظة سلفيت، بحسب معالي، 25 مستوطنة، و4 مناطق صناعية إسرائيلية، وجامعة بحثية، و4 محميات طبيعية مهددة بالاستيلاء لصالح المستوطنات.

ولفت إلى أن "المطوي" شاهد حي على انتهاك إسرائيل للبيئة الفلسطينية، مشيرا إلى أن الحال يتكرر في أكثر من موقع في المحافظة، والتي تعد المتضرر الثاني بعد محافظة القدس من الاستيطان الإسرائيلي. وقال معالي: "الاحتلال استخدم التلوث البيئي وبطريقة ذكية ماكرة طرد من خلالها المواطنين من أراضيهم دون إطلاق نار". الحال في وادي المطوي ينطبق على كثير من الأودية والأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، بحيث يتخلص المستوطنون من مياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع في تلك الأودية.

وتشير تقديرات إسرائيلية وفلسطينية، إلى وجود نحو 650 ألف مستوطن يهودي في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، يسكنون في 164 مستوطنة، و116 بؤرة استيطانية.

قد يهمك ايضا:

مقتل فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في نابلس

هيئة الأسرى الفلسطينية تعلن وفاة مواطنة أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي جنوب بيت لحم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وادي المطوي الفلسطيني جنّة لوثتها مخلفات مستوطنات الاحتلال وادي المطوي الفلسطيني جنّة لوثتها مخلفات مستوطنات الاحتلال



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي

GMT 04:46 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6.1 درجة يضرب تشيلي

GMT 11:50 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الهلال السعودي يكشف سبب غياب نيمار عن التدريبات

GMT 19:57 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

أبل تدفع 95 مليون دولار في دعوى لانتهاك الخصوصية

GMT 14:07 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

المجر تخسر مليار يورو من مساعدات الاتحاد الأوروبي

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab