غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق
آخر تحديث GMT23:08:02
 العرب اليوم -

غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق

غزلان الريم
بغداد _العرب اليوم

في وجه كارثي آخر لمأساة الجفاف والتصحر وشح الأمطار التي تضرب العراق، نفق عدد كبير من غزلان الريم المتبقية في محمية ساوة جنوبي البلاد، بينما يبحث الباقي منها عبثا عما يسد رمقها من جراء الجوع والعطش، مما قاد لانخفاض أعدادها من نحو 150 إلى أقل من 90 رأسا في شهر واحد فقط.

ونفق نصف هذه الغزلان منذ نهاية أبريل الماضي، ولا شيء يمكن فعله، فالأمطار كانت شحيحة هذا العام، وكذلك الدعم الحكومي بالأعلاف الضرورية لبقائها.

وانخفضت أعداد غزلان الريم في المحمية التي أنشئت عام 2007، من 148 رأسا إلى 87 خلال شهر، حسب الطبيب البيطري تركي الجياشي مدير مشروع محمية ساوه الطبيعية في محافظة المثنى.

ويرتبط غزال الريم تاريخيا بالصحراء العراقية التي تعد موطنه الأصلي، فضلا عن توزعه في دول أخرى بالمنطقة مثل ليبيا ومصر والجزائر.ويصنفه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) على أنه من الأنواع "المهددة بالانقراض"، فغزال الرافدين الذي "يصيد ما ينصاد"، وفق إحدى روائع الفنان العراقي الكبير كاظم الساهر، هو ينازع من الجوع والظمأ حد الموت.

وتعليقا على ما يحيط بغزلان الريم العراقية من مخاطر تصل درجة الانقراض والنفوق جوعا وعطشا، يقول الخبير البيئي العراقي عضو الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة أيمن قدوري: "الصراعات والأزمات السياسية والمالية التي ضربت عجلة الاقتصاد والزراعة في العراق، فضلا عن الأزمة المائية التي باتت تشكل خطرا يهدد النظام البيئي بصورة عامة في العراق والعالم ككل، كلها عوامل تلعب دورا في المخاطر التي تواجه الحيوان".

ويضيف قدوري لموقع "سكاي نيوز عربية": "يأتي هذا بالتزامن مع ما نشهده من أعنف مراحل التغير المناخي المتمثلة بارتفاع مرتقب بمعدلات درجات الحرارة بمقدار 1.5 درجة خلال السنوات الخمس المقبلة، بحسب تقارير المنظمة العالمية للأنواء الجوية".ويشرح: "الأمر سيصل بالواقع المائي والبيئي إلى ما لا يحمد عقباه، حيث يعاني العراق اليوم تدهورا اقتصاديا وزراعيا ومائيا وبيئيا مركبا تتضافر عناصر تعقيده، حيث الجفاف يضرب مسطحات البلاد المائية، وأبرزها ومن أندر بحيرات العراق، بحيرة ساوة في صحراء السماوة جنوبي البلاد".

ويشير المتحدث إلى أن "هذا الجفاف يعتبر دلالة على استنزاف مخزون المياه الجوفية، المورد الرئيسي لمياه البحيرة، والمتضافر مع ندرة الأمطار، بل وانعدامها على مدار سنتين".

ويسترسل قدوري في شرح عوامل الخطورة، بالقول: "جفاف ساوة مؤشر لخطورة الموقف بالنسبة للأحياء التي تقطن صحراء السماوة، لما يسببه من قلة الغذاء والمياه التي تروي ظمأ هذه الأحياء، وأبرزها بالتأكيد غزلان الريم، التي تعتبر علامة فارقة لصحاري جنوبي العراق".

ويتابع: "قبل عام واحد فقط، بدأت أعمال مضنية وبجهود استثنائية تمكن القائمون على محمية السماوة على إثرها من زيادة عدد رؤوس الغزلان من 3 أزواج لتبلغ قبل نحو شهر واحد من الآن ما يقارب 148 رأسا، لكن مع توالي الأزمات وتفاقم أزمة الجفاف ونقص المياه وعدم التفات الجهات الحكومية نحو دعم مستلزمات هذه المحمية، من توفير غذاء وماء وصرف المستحقات المالية المخصصة للحفاظ على ديمومة عناصر المحمية، بالأخص أنها تضم هذه الحيوانات المهددة بخطر الانقراض والمدرجة منذ 10 سنوات ضمن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة، نتيجة لكل ذلك تناقص العدد اليوم إلى أقل من 81 رأسا".ويوضح الخبير البيئي العراقي، أن "محمية ساوة لم تكن الوحيدة التي بدأت تفقد أعدادا كبيرة من غزلان الريم"، حيث تناقصت أعدادها بنسبة 38 بالمئة خلال الأيام القليلة الماضية على مستوى مختلف المحميات العراقية.

ويضيف: "تبقى اليوم محمية قره تبة الواقعة في شمال شرق محافظة ميسان، مهددة كذلك بفقدان عدد من هذه الغزلان، بعد أن قارب عددها 360 رأسا بسبب زحف وحش الجفاف باتجاه المجاري المائية في ميسان، ونقص تجهيز الأعلاف".

وعن السبل الكفيلة بتلافي المزيد من التدهور في النظم البيئية العراقية، يقول قدوري: "نعمل بجهود حقيقية لضمان حق العراق بالمحافظة على تراثه الطبيعي ومجاريه ومسطحاته المائية وتنوعه الأحيائي، وما زلنا نأمل من الجهات الحكومية أن تبادر باتجاه بلورة ووضع حلول حقيقية، من خلال موقف وطني جاد لحلحلة الأزمات التي أوصلت البيئة العراقية إلى الحضيض".

يذكر أن العراق يعد واحدا من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، خاصة مع تزايد الجفاف واحتباس الأمطار وارتفاع درجات الحرارة القياسية، التي تتجاوز لأيام طوال من فصل الصيف نصف درجة الغليان.


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الطبيعة تقسو على غزلان الريم وتدفعها للهلاك

 

اكتشاف حفر لصيد الغزلان والخنازير بعصور ما قبل التاريخ فى بريطانيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق غزلان الريم تنازع الموت جوعا وعطشا بسبب الجفاف في العراق



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab