السعودية تقود حقبة خضراء بأضخم مشروع للتشجير عالمي
آخر تحديث GMT09:14:56
 العرب اليوم -

السعودية تقود حقبة "خضراء" بأضخم مشروع للتشجير عالمي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السعودية تقود حقبة "خضراء" بأضخم مشروع للتشجير عالمي

مبادرة تشجير واسعة
الرياض - العرب اليوم

تواصل السعودية مسيرة البناء والتطوير نحو «رؤية 2030» التي أُطلقت في عام 2016، مستهدفة تحقيق نقلة نوعية في عدة مجالات، من بينها حماية البيئة والاستجابة الظاهرة للتغير المناخي. ويمثل إعلان مبادرة «السعودية الخضراء» استكمالاً لتنفيذ هذه الرؤية، من خلال أضخم مشروع تشجير عالمي تحت اسم «الشرق الأوسط الأخضر».

وتعد مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» التي أعلن عنها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لزراعة 50 مليار شجرة إضافية أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم.

يقول الدكتور خالد العبد القادر، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، لـ«الشرق الأوسط» إنه خلال السنوات الأربع الماضية، زاد الاهتمام بالغطاء النباتي في المملكة، مما نتج عنه زيادة بنسبة 40 في المائة، ورفع مساحة تغطية المحميات الطبيعية من 4 في المائة إلى 16 في المائة.

وتهدف مبادرة «السعودية الخضراء» في مجال التشجير إلى توحيد الجهود، والعمل المشترك لمواجهة التحديات البيئية وفق «رؤية 2030». وسوف يواصل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر تحقيق مستهدف الغطاء النباتي، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الموائل البرية.

- التحديات البيئية

يتحدث العبد القادر قائلاً إن المملكة والمنطقة تواجهان كثيراً من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديداً اقتصادياً للمنطقة، حيث يسجل استنزاف 13 مليار دولار جراء العواصف الرملية في المنطقة كل سنة. ويضيف أنه -كما بيَّن ولي العهد- أن المبادرة ستتضمن عدداً من المبادرات الطموحة، من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل السعودية خلال العقود المقبلة، ما يعادل إعادة تأهيل نحو 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة ستسهم في الحد من التصحر، وانخفاض درجات الحرارة، وحماية التنوع الحيوي في جميع مناطق المملكة.

ويقول الدكتور العبد القادر إن «المياه هي أثمن مواردنا، لذلك نعتمد في التشجير على المياه المعالجة، وعلى حصاد الأمطار، وعلى السدود، وهناك برنامج استمطار سيوظف في هذا العرض. وقد وضعت مبادرة السعودية الخضراء أهدافاً وخططاً طويلة الأمد للحفاظ على هذا المورد الثمين. ونحن نعمل حالياً على زيادة الغطاء النباتي بهدف حماية نظامنا البيئي الطبيعي، وتحسين جودة الحياة للأجيال القادمة».

وبيَّن العبد القادر أن ري الأشجار الجديدة سيتم من خلال محطات معالجة وإعادة تدوير المياه، بالإضافة إلى استخدام تقنية الاستمطار الصناعي للتخفيف من الآثار السلبية على مصادر المياه غير المتجددة، مثل المياه الجوفية.

ويشير العبد القادر إلى أنه يجري العمل على تأسيس مركز للتغير المناخي، حيث يتم السعي لاعتماد تقنيات صديقة للبيئة، تسهم في تقليل استهلاك المياه، من بين 64 مبادرة أخرى ضمن الاستراتيجية الوطنية للبيئة في المملكة.

وحسب العبد القادر، ستوفر المشاريع والبرامج المتعددة في إطار مبادرة «السعودية الخضراء» فرص عمل مميزة لمواكبة النهضة الاقتصادية الواسعة التي تشهدها المملكة في إطار «رؤية 2030»، عبر إطلاق مزيد من المشاريع خلال السنوات المقبلة. وتعد المتنزهات الوطنية التي يعمل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر على تطويرها مورداً اقتصادياً مهماً في جميع المناطق.

وعما إذا كانت ستتحمل الأشجار الأنظمة البيئية، وخصوصيات التربة في مناطق السعودية، أكد العبد القادر أن الأشجار ستنمو ضمن الأنظمة البيئية الحالية، لافتاً إلى أن السعودية كانت تتمتع بطبيعة خضراء وغطاء نباتي متنوع جداً. وقد بدأت ظاهرة التصحر تتوسع بشكل كبير خلال السنوات الأربعين الماضية فقط، موضحاً أن الأشجار التي ستزرع ستكون محلية مختلفة في كل منطقة، حسب الظروف المناخية التي تناسبها. وشدد العبد القادر على اختيارهم لأشجار محلية قادرة على تحمل أقسى الظروف الصحراوية لزراعتها في المناطق ذات المناخ الدافئ والأمطار النادرة. وعن فوائد التشجير، قال إنه يمكن للأشجار أن تسهم في الحد من آثار التغير المناخي، إذ تساعد بشكل كبير على زيادة تماسك التربة وامتصاص الكربون. كما أن زراعة الأشجار هي الطريقة الأقصر للتصدي لظاهرة الاحتباس الحراري.

- تأثير التشجير

أوضح العبد القادر أن الغطاء النباتي سيؤثر على البيئة بصورة إيجابية، نظراً لدوره في تقليل تآكل التربة وتبخر المياه، وزيادة الاحتفاظ بالمياه، وعزل الكربون في التربة، مشيراً إلى أن السعودية كانت تتمتع تاريخياً بغطاء نباتي وافر، وأن زراعة 10 مليارات شجرة سيساعد في إعادة التوازن الطبيعي لبيئتنا، وتحسين جودة الحياة، فضلاً عن زيادة التنوع البيولوجي.

- الاستمطار الصناعي

ولفت العبد القادر إلى أن الاستمطار الصناعي أحد الوسائل المتقدمة للحصول على الكميات الكافية من المطر، مشيراً إلى أن المملكة تجري أبحاثاً واسعة في مجال الاستمطار الصناعي منذ عدة عقود، وأنها أقرت العام الماضي خططاً لاعتماد وتطبيق هذه التقنية بهدف زيادة معدلات الأمطار المحلية بنسبة 20 في المائة تقريباً. وتتضمن تقنية الاستمطار الصناعي تحليق طائرات خفيفة نحو قاعدة السحب، وإطلاق مشاعل تحتوي على كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم والماغنيسيوم التي تساعد في تكثيف بخار الماء في السحب، وتحويله إلى قطرات ثقيلة بما فيه الكفاية للتساقط في صورة أمطار صناعية.

وحسب العبد القادر، يمكن أن يساعد الاستمطار الصناعي في تخفيف الضغط على محطات تحلية المياه ومصادر المياه غير المتجددة، وتأمين كميات وافرة من المياه لأغراض الزراعة والتشجير، مما يساعد في تحقيق أهداف مبادرة السعودية الخضراء وجميع برامج التشجير.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"يلا على الأردن" مبادرة جديدة للترويج لسياحة المغامرات في الأردن

"متجر الطبيعة" يضم الحلي والأعشاب والصابون من مختلف المحميات الأردنية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية تقود حقبة خضراء بأضخم مشروع للتشجير عالمي السعودية تقود حقبة خضراء بأضخم مشروع للتشجير عالمي



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 18:45 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس الفرنسي في الرياض

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة
 العرب اليوم - هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab