الدلفين يثير قلق الصيادين المغاربة رغم صداقته للإنسان
آخر تحديث GMT12:15:32
 العرب اليوم -

الدلفين يثير قلق الصيادين المغاربة رغم صداقته للإنسان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الدلفين يثير قلق الصيادين المغاربة رغم صداقته للإنسان

الدلفين
الرباط - العرب اليوم

من صديق أليف للإنسان، معروف بوداعته وحبه للعب، تحول الدلفين إلى مصدر قلق للصيادين المغاربة بالسواحل الشمالية للمملكة. يُطلق عليه الصيادون اسم "نيغرو"، وهو الدلفين الأسود الذي يلحق أضرارا كبيرة بشباك صيادي سمك السردين في ميناء الحسيمة المغربي غربي المتوسط، ويزيد بالتالي من حدة الأزمة في قطاع صيد الأسماك المحلي. نظرة البحارة تغيرت خلال السنوات الأخيرة منذ أن أصبحت الدلافين تهدد بشكل كبير تجارتهم، بسبب استهدافها المتكرر لشباك الصيادين الذين يصطادون الأسماك الصغيرة من السطح مثل سمك السردين. وأصبحت هذه الدلافين تشكّل كابوسا حقيقيا للصيادين في ميناء الحسيمة وموانئ أخرى في الشريط الساحلي الشمالي للمغرب، لا سيما بالفنيدق والناظور والجبهة والمضيق. ثقوب بشباك الصيد يتوجه البحار حميد، 46 سنة، الذي يلقبه أصدقاؤه بالروبيو، كل صباح إلى ميناء الحسيمة، للبحث عن لقمة العيش. فبين الأمواج الهادئة للبحر الأبيض المتوسط، ثروة سمكية كبيرة يسعى البحارة إلى الظفر بها، وبيعها في سوق المرسى. أسماك متنوعة، يعرفها الروبيو ورفاقه كما يعرفون أصابعهم.  مسلحون بالعزيمة وبشباك طويلة، يركبون الموج لساعات، وكلهم أمل في أن يجود عليهم البحر بكنزه الثمين، لإطعام فلذات أكبادهم في آخر اليوم. سواعد مفتولة تلقي بالشباك في المياه وتجمع الأسماك المختلفة، معظمها سردين يعلق بين الخيوط.

لكن، خلال السنوات الأخيرة، أصبحت مهمة الروبيو وزملاؤه عسيرة، بسبب الدلفين الأسود. يروي حميد ": "أنا أشتغل هنا منذ أزيد من 23 سنة، وكبحارة فقد اعتدنا على التعايش مع الدلفين الأسود. لكن منذ حوالي عشر سنوات، بدأت هجمات النيغرو تتزايد، وأصبح يعيق عملنا". ويضيف البحار بحسرة: "لقد تكبدنا خسائر كبيرة بسبب الدلفين الأسود. عندما يهاجم شباكنا فإننا نخسر كمية كبيرة من السمك، بالإضافة إلى ذلك، فإن الشباك تتعرض للتلف، ونضطر إلى ترقيعها. كل هذا يضيع وقتنا ويجعلنا نخسر الكثير من المال".  على طول رصيف ميناء الحسيمة، ترى خياطي الشباك منهمكين في ترقيع وإصلاح ما أفسدته أسنان "النيغرو" الحادة، يبدؤون عملهم كل يوم من الصباح الباكر ويستمرون إلى غروب الشمس. تقتصر مهمة هؤلاء الرجال على إصلاح الثغرات والثقوب الكبيرة التي يتسبب فيها الدلفين الأسود، وهو ما يشكل عبئا كبيرا على كاهل الصيادين، فبدلا من توفير المال لمصاريف أساسية من قبيل إصلاح المراكب وزيادة الإنتاج، يضطرون لإنفاق مدخراتهم على إصلاح الشباك.

جمعيات بيئية تدخل على الخط أمام تصاعد هجمات الدلفين الأسود على شباك الصيادين، رصدت جمعيات مهتمة بحماية البيئة والثروات السمكية، لجوء بعض الصيادين إلى أساليب مشينة من شأنها الحد من تواجد "النيغرو" في البحر. 

وأشارت تقارير إعلامية إلى أنه تم رصد ارتفاع في حالات نفوق بين صنف الدلافين في السواحل الشمالية للمملكة، بعضها عُثر عليها مقطوعة الذيل وعليها آثار عنف، وهي ممارسة عادة ما يرتكبها بعض الصيادين عندما تعلق هذه الأنواع من الثدييات البحرية في شباكهم. في تعليقها على هذه الممارسات العرضية، دعت جمعية أبطال الفنيدق للصيد الرياضي تحت الماء وحماية البيئة إلى حماية الدلافين، مطالبة الحكومة بتعويض البحارة المتضررين، وإيجاد حل مناسب يحمي الدلافين. وحذر يونس البغديدي، رئيس الجمعية سالفة الذكر  ، من بعض الممارسات المنافية للأخلاق التي تستهدف هذه الدلافين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن معظم حوادث نفوق "النيغرو" عرضية وغير مقصودة، بحيث يعلق في الشباك ويبقى حبيسا بها ما يؤدي به إلى الاختناق.  وتابع البغديدي حديثه قائلا: "الدلفين الأسود مختلف عن الحيتان والأسماك الأخرى، فهو يحتاج للصعود إلى سطح الماء للتنفس وأخد كميات أكسجين من الهواء؛ وبالتالي عندما يبقى عالقا في الشباك لمدة طويلة فإنه يختنق".

كما دعا المتحدث إلى "إنشاء مشاريع تربية الأحياء المائية بمدينة الفنيدق، يستفيد منها بحارة المدينة عوض الصيد بالشباك والصنارة. وستشكل هذه المشاريع بديلا حقيقيا يضمن للبحارة قوتهم، كما سيساهم في حماية الثروة السمكية عن طريق ترشيد الصيد واعتماد ما يسمى بالصيد الإيكولوجي الذي يحترم التنوع البيولوجي". وعبر البغديدي  عن تفاؤله بخصوص مجريات سلسلة الحوارات التي تعقدها الجمعية مع الوزارة المعنية والبحارة، حيث إن هناك مؤشرات إيجابية تهم حماية الدلافين وضمان حقوق الصيادين. يذكر أن الاتحاد المغربي للصيد الرياضي تحت الماء والمحافظة على البيئة دعا أيضا إلى الحد من قتل الدلافين، بإطلاق مبادرة "أوقفوا قتل الدلافين"، من أجل الحد من هذه السلوكيات العدائية تجاه الثدييات البحرية، وحمايتها، باعتبارها تلعب دورا هاما في التوازن البيئي.

مشاورات لإيجاد حلول وانعقد في شهر يوليو الماضي، لقاء بين ممثلي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري وغرفة الصيد البحري المتوسطية ومسؤولين مركزيين من الوزارة الوصية على القطاع لتدارس إشكالية الحد من الأضرار التي يتسبب فيها "الدلفين الأسود" بالسواحل المتوسطية للمملكة. وأفاد بلاغ إخباري للغرفة المتوسطية بأن الاجتماع، تميز بتقديم عرض حول الأضرار التي يتسبب فيها "الدلفين الأسود"، لشباك الصيادين. وأشار المصدر ذاته إلى أن المسؤولين بقطاع الصيد البحري قدموا اقتراحا باعتماد نوع جديد من "الشباك السينية"، مبرزة أن هذا "حل مؤقت، وقد تم تجريبه وخلص إلى نتائج مهمة جدا". كما تطرق الاجتماع إلى ضرورة دعم الوزارة الوصية على قطاع الصيد البحري للمهنيين من أجل اقتناء هذا النوع الجديد من الشباك للحد من الخسائر المادية التي يتسبب فيها "الدلفين الأسود". وقد تم الاتفاق على تعميق المشاورات حول الموضوع والبحث عن داعمين لتمويل اقتناء الشباك وتدريب خياطي الشباك بالموانئ على تقنيات التعامل مع الشباك السينية من الجيل الجديد.

قد يهمك ايضا 

دلافين حدباء تزور جزيرة "السعديات" في الإمارات خلال عطلة نهاية الأسبوع

هيئة البيئة في أبوظبي تعلّق على مشروع نقل الجبال الجليدية إلى الإمارات

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدلفين يثير قلق الصيادين المغاربة رغم صداقته للإنسان الدلفين يثير قلق الصيادين المغاربة رغم صداقته للإنسان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab