القاهرة - العرب اليوم
بدأت مصر إجراء تحقيقات عاجلة في ملابسات الحريق الذي نشب، مساء أول من أمس، في محمية سالوجا وغزال الطبيعية بأسوان (جنوب مصر)، للوقوف على أسباب الحريق، وحصر الخسائر البيئية الناتجة عنه، متعهدةً بإعلان نتائج التحقيقات خلال 24 ساعة، وسط توقعات بتعرض أشجار المحمية النادرة للضرر.وسيطرت قوات الحماية المدنية على الحريق الذي نشب، حسب البيانات الأولية، في منطقة الزراعات بمحمية سالوجا وغزال، حيث تم الدفع بلنشات نهرية محمّلة بماكينات إطفاء نقالي، ونقل سيارات الإطفاء الكبيرة عن طريق عبّارة إلى موقع الحريق، مع إخلاء جميع العاملين بإدارة المحمية.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في بيان صحافي أمس، «ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على الحريق»، معلنةً «تشكيل لجنة عاجلة من المحمية لحصر الأضرار».بدوره أحال اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، الحريق إلى النيابة العامة للوقوف على أسبابه، وحصر الأضرار، وخلال جولة تفقدية لمتابعة الجهود المبذولة على الأرض لمواجهة تداعيات الحريق، منح محافظ أسوان، اللجنة المختصة والمكونة من قيادات وزارة البيئة والحماية المدنية والبحث الجنائي، مهلة 24 ساعة، لإعادة تقرير مفصل عن أسباب اندلاع الحريق، وحجم الخسائر، تمهيداً لرفعه لمجلس الوزراء، ووزارة البيئة، والنيابة العامة، وفقاً لبيان صحافي من محافظة أسوان، وطالب المحافظ بـ«وضع خطة من إدارة المحميات الطبيعية لإعادة المحمية لطبيعتها، ومعالجة الأشجار والحفريات التي تأثرت بالحريق».
وتعد «سالوجا وغزال» أصغر المحميات المصرية من حيث المساحة، حيث لا تتجاوز مساحتها نصف كيلومتر، وهي واحدة من المزارات السياحية، خصوصاً تلك المرتبطة بمراقبة الطيور، وتم إعلانها كمحمية طبيعية، بموجب القرار رئيس الجمهورية رقم 928 لسنة 1986، وتقع بمنطقة الشلال الأول على بُعد نحو 3 كم شمال خزان أسوان، وإلى الجنوب منها توجد جزيرة سهيل، أما في الشمال فتوجد جزر أسبونارتي وأمون والحديقة النباتية، وتعني «سالوجا» أشلاء باللغة النوبية، أما غزال فهو اسم أحد النباتات التي كانت تنمو على الجزيرة. وتشتهر المحمية بوجود حيوانات مثل السلاحف، والجمال، والماعز، والحمار البري، والضباع، والثعلب الأحمر، ويعيش بها 60 نوعاً من الطيور، كما يوجد بها أكثر من 90 نوعاً من النباتات.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات لحصر الأضرار الناتجة عن الحريق، قال إكرامي الأباصيري، مدير عام محميات المنطقة الجنوبية بالفرع الإقليمي لجهاز شؤون البيئة بأسوان، في تصريحات صحافية، إن «النيران التهمت أجزاء كبيرة من المحمية، لا تقدَّر بمال، خصوصاً مع ما تضمه المحمية من أشجار نادرة».وأكد الدكتور إبراهيم عبد الجليل، الخبير البيئي ورئيس جهاز شؤون البيئة الأسبق، أنه «لا يمكن التكهن بأسباب الحريق في المحمية، لكن أحياناً تكون الحرائق ناتجة عن أسباب طبيعية متعلقة بارتفاع درجات الحرارة والجفاف، مثل الحرائق التي تحدث في أوروبا وأميركا وغيرها من دول العالم».
وأضاف عبد الجليل، في تصريحات أن «سالوجا وغزال كغيرها من المحميات الطبيعية في مصر تعد مقصداً سياحياً، تحاول مصر الاستفادة منها حالياً، عبر تنشيط السياحة البيئية التي تلقى رواجاً على مستوى العالم»، لافتاً إلى «توجه الدولة حالياً لمراعاة اعتبارات البيئة في التنمية، تنفيذاً لاستراتيجية مصر 2030 التي تتزامن مع الاستعدادات الجارية لاستضافة قمة المناخ (كوب 27) المقرر عقدها في شرم الشيخ نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والعمل على قيادة الدول الأفريقية في مجال البيئة والمناخ».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
وزارة البيئة المصرية ضم محميتي وادي الحيتان ورأس محمد للقائمة الخضراء
وزارة البيئة المصرية تُنظّم ورشة العمل الأولى لآليات دمج التنوع البيولوجي
أرسل تعليقك