جنوح 150 حوتًا ذا زعانف قصيرة على شواطئ أستراليا
آخر تحديث GMT07:24:30
 العرب اليوم -

تعتبر ظاهرة معتادة وليست غريبة في تلك المنطقة

جنوح 150 حوتًا ذا زعانف قصيرة على شواطئ أستراليا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جنوح 150 حوتًا ذا زعانف قصيرة على شواطئ أستراليا

الحوت التجريبي ذو الزعانف القصيرة
سيدني - العرب اليوم

 يعتبر الحوت التجريبي ذو الزعانف القصيرة هو نوع كبير من الدلفين ذي الجسم الرمادي الداكن والرأس المنتفخ. إنه حيوان اجتماعي يقضي حياته برفقة الآخرين. وهذا، للأسف، هو أيضًا كيف يموت في بعض الأحيان.قبل أيام قليلة، جنح حوالي 150 حوتًا نحو شواطئ أستراليا، ولم يتمكن سكان المنطقة سوى من إنقاذ أربعة حيتان فقط. وهذه الظاهرة ليست غريبة في تلك المنطقة.

فقبل تسع سنوات – يشير يونغ – مات 80 حوتًا في نفس المكان. وتكرر الأمر قبل ثلاث سنوات بموت حوالي 20 حوتًا. بيد أن أكبر كارثة موت جماعي للحيتان وقعت في صيف عام 1996، إذ مات حوالي 320 حوتًا شمالي البلاد.لا تعاني أستراليا بمفردها من هذه المعضلة – يشدد يونغ – فمنطقة فيرويل سبيت في نيوزيلندا تشهد حوادث مماثلة بانتظام. فقد جنح ما يقرب من 650 حوتًا نحو الشاطئ في فبراير (شباط)، أنقذ منها 400. وتعتبر كيب كود بقعة ساخنة أخرى، إذ تشهد في المتوسط جنوح 226 حوتًا ودولفينًا نحو الشاطئ كل عام. كما توفي أكثر من 300 حوت في مضيق تشيلي في عام 2015، في حين أن 29 حوتًا جرفوا على سواحل بحر الشمال الجنوبي في عام 2016.

لكن أكبر عملية جنوح جماعي نحو الشاطئ في التاريخ سجلت قبل قرن من الزمان – يضيف يونغ – عندما جنح ألف حوت نحو الشاطئ في جزر تشاتام. وثمة حفريات تاريخية تتراوح أعمارها بين 6 و9 ملايين عام في تشيرو بالينا في تشيلي تشير إلى أن ما لا يقل عن 40 حوتًا قد جنحوا نحو الشاطئ.ومع ذلك، هناك شيء مثير للقلق للغاية حول جنوح الحيتان نحو الشاطئ – يستطرد يونغ – إذ إن الحيتان ذكية ومتأقلمة للغاية على حياة البحر. فلماذا يغادرون العالم المائي ليخاطروا بالموت؟ ولماذا يفعل الكثير منهم ذلك في نفس الوقت؟ يتساءل يونغ. لا أحد يعرف حقًا. فهناك العديد من الفرضيات وعدد قليل من الإجابات الثابتة.

يؤكد يونغ أن الموقع عامل مهم في الأمر. إذ غالبًا ما تشتمل المناطق الساخنة المتعرجة مثل كيب كود وفيرويل سبيت على قطعة من الأرض على شكل خطاف تتدفق نحوها المياه. ولعل الشواطئ الرملية المنحدرة بلطف في هذه المواقع لا ترد الذبذبات الصوتية التي تصدرها الحيتان، مما يدفعها إلى الاعتقاد أنها في المياه العميقة. كما أن هذه المناطق هي بيئات لمصبات معقدة، حيث يمكن أن يجذب المد المتدفق بسرعة الحيتان التي تفتقر إلى الخبرة. ولهذا فإن حيتان المياه الضحلة نادرًا ما تنجرف نحو الشاطئ. وربما يفسر هذا أيضًا سبب عودة الحيتان قليلة الخبرة إلى الشاطئ بعدما يتم إنقاذها.

سبب آخر محتمل هو أن الحيتان تطارد فريسة في مياه غير مألوفة. أو أنها تهرب من الحيوانات المفترسة، أو أنها ضلت الطريق بسبب الطقس القاسي. وربما تكون ضعيفة بسبب الإصابات، أو الالتهابات الفيروسية، أو مجرد الشيخوخة، فتتجه إلى المياه الضحلة حيث يمكنها التنفس بسهولة أكبر.وقد تتأثر حتى بالأحداث الفلكية – يواصل يونغ حديثه – إذ إن المجال المغناطيسي للأرض هو بوصلة العديد من الحيتان، وقد تكون بوصلاتها الداخلية عرضة للشطحات المغناطيسية التي تسببها العواصف الشمسية. ترسل الشمس من حين لآخر تيارات من الجسيمات المشعة والإشعاعات، التي تنتج الأضواء الشمالية الرائعة، لكن ربما تكون مسؤولة أيضًا عن تشتيت الحيتان، وإرسالها إلى مياه خطرة. قد يبدو الأمر وكأنه احتمال مستبعد، لكنه أحد الأمور التي تحقق ناسا فيها بجدية.

وربما تكون بعض تلك الحيتان ضحايا للتسممات الطبيعية. يُعتقد أن الحيتان التي ماتت في تشيلي كانت ضحية للسموم المنطلقة من الطحالب الفتاكة، ويُعتقد أيضًا أن الطحالب الضارة قد تكون مسؤولة عن مقبرة الحيتان الأحفورية في سيرو بالينا.ولعل الحيتان منزعجة من النشاط البشري تحت الماء، من السونار البحري إلى المدفعية السيزمية المستخدمة في استكشاف النفط والغاز. كما أن التدريبات العسكرية البحرية لعدد من الدول ساهمت في جنوح الكثير من الحيتان. وكان آخرها ما حدث في البهاما عام 2000 – ينوه يونغ – الذي أدى إلى سلسلة من الدراسات والأوامر القانونية، واعتذار رسمي من البحرية الأميركية.

يسبب السونار البحري ضجة شديدة لدرجة أنه يمكن أن يسبب نزيفًا داخليًا وفقاعات غازية في أجساد الحيتان، مما يسبب انخفاضًا في الضغط، وهي الحالة نفسها التي تصيب الغواصين البشريين الذين يتجولون بسرعة كبيرة. حتى المستويات المنخفضة من السونار يمكن أن تضر الحيتان بإجهادها، مما يجبرها على الفرار إلى منطقة غير مألوفة. أخيرًا، تعيش الحيتان في مجموعات كبيرة. وربما نتيجة لذلك، يموتون معًا. إذا اتجه أحدها نحو الساحل لأي سبب كان، فمن المحتمل أن المجموعة بأكملها ستتبعه.

يختتم يونغ بالقول إن الكثير من هذه الفرضيات يصعب اختبارها، ناهيك عن إثباتها، ومن المحتمل أن العديد منها صحيح. سيكون من الخطأ ترك الطبيعة المفجعة لهذه الأحداث تغمر حقيقة أنها تختلف اختلافًا كبيرًا من حيث الأنواع المتأثرة، وموقعها، والظروف المحيطة بوفاتها. ويبدو من غير المحتمل أن تظهر نظرية واضحة تشرح سبب عمليات الجنوح الجماعية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جنوح 150 حوتًا ذا زعانف قصيرة على شواطئ أستراليا جنوح 150 حوتًا ذا زعانف قصيرة على شواطئ أستراليا



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab