واشنطن ـ رولا عيسى
يسود التوتر في الجزء الشمالي الشرقي من دولة جنوب أفريقيا بين الحكومة والأهالي في حقول سوتبانسبيرغ، وذلك في محاولة من الناشطين والمزارعين لإيقاف إنشاء منجم تعدين سطحي في المنطقة، حيث يرون أن إنشاء المنجم سيتسبب في أضرار كبيرة للمنطقة.
ويقع المنجم على بُعد 30كم شمال بلدة مخادو. وتأمل الشركة الجنوب أفريقية بأن تستخرج من المنجم نحو 5,6 مليون طن من فحم الكوك الصالح للاستخدام المحلي وأيضًا للتصدير، وتدعم الحكومة المشروع الذي تراه مصدرًا جيدًا لتقدم الدولة وكذلك الشعب المحلي. ولكنّ مستوطني المنطقة يرون أن تنفيذ المشروع سيعود بالضرر على الأهالي كما سيفتح المجال لسلسلة من المشروعات التي قد تؤثر على الثقافات وتستنفد المصادر الحيوية.
وتفتح مشكلة المنجم المجال للحديث عن سياسات الطاقة في جنوب أفريقيا في الأعوام المقبلة، فالدولة تعرضت لنقص هائل في مجالات الطاقة في السنوات الماضية مما أدى إلى غضب عارم، ولكن استخدام الدولة للطاقة المتجددة قضى على المشكلة، مع ذلك فإن إنتاج الدولة من الفحم يمثل ربع أو ثلث إنتاج الدولة من الطاقة. لذلك فإن الحكومة وشركة فحم أفريقيا "CoAL" يسعيان لتأمين طاقة الدولة لقرون مقبلة من خلال إنشاء مثل هذه المشروعات، فالشركة أكدت على أهمية الفحم الذي يعد أرخص مصدرًا للطاقة يمكن استخدامه، على الرغم من خطط الدولة بتقليل استهلاكه.
وانتقد العديد من الخبراء المشروع، إذ ذكر توبياز أسقف نيامز، رئيس المجلس العلمي الاقتصادي الجنوب الأفريقي لأبحاث الطاقة "كنا نستخدم الطاقة النظيفة والرخيصة، ولكن ذلك لم يعد موجودًا"، وأضاف: " يجب أن نستخدم الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما ينبغي أن نستخدم الغاز الطبيعي النظيف".
وكانت جنوب أفريقيا تعهدت أن تقلص العوادم الكربونية بواقع42 % بحلول عام 2025، وتصدّر شركة "CoAL" للفحم نصف العوادم الكربونية في الدولة. وتنشئ الدولة محطتي وقود تعملان بطاقة الفحم ويتوقع أن يكونا من أكبر المحطات في العالم، وستحتاجان للوقود الذي يمكن استخراجه من محافظة مبومالانجا، ويقترح الخبراء استخراجه من مناطق أخرى مثل ليمبوبو وسوتبانسبيرغ ووتربيرغ الذي يدور فيها صراع بين المصدرين والمواطنين، فقد قال خبير في المناجم إن الحكومة تعمل على ترخيص استخراج الفحم من تلك المناطق، ويحتوي الفحم في ليمبوبو على وقود يمكن استخدامه في صناعة المعادن.وتشير التقديرات إلى احتواء جنوب أفريقيا على فائض فحم يصل إلى 53 مليون طن يكفيها لمدة 200 سنة، لذلك فإن ربع أو ثلث إنتاج الفحم يُصدر إلى الخارج، وأكثر من نصف الصادرات تذهب إلى الهند.
ويعتقد المواطنون، أن من أضرار المنجم قلة المياه التي تعتبر مشكلة كبيرة في جنوب أفريقيا فقد عانت ليبوبو من نقص حاد في المياه، وقد تعهدت "CoAL" أن تنشئ مناجمها بطريقة تجعلها تستهلك القليل من المياه وكذلك أن تعمل على إيجاد مصادر جديدة للمياه. كما تؤكد الشركة على أن هدفها هو مساعدة المجتمعات المحلية وإتاحة فرص عمل جديدة، فالشركة ستوفر 1200 فرصة عمل جديدة، كما ستنشئ مركزًا لتدريب المتقدمين للعمل في المناجم.
أرسل تعليقك