واشنطن - رولا عيسى
سجل مرصد "بلو هيل" على بعد بضعة أميال جنوب مدينة بوسطن الأميركية، أعمق غطاء ثلجي في تاريخه استمر 130 سنة، وهو الغطاء الذي وصل عمقه الى 46 بوصة "إنش". في فبراير/شباط من العام 2015، تمَّ تسجيل أعلى غطاء ثلجي في مدينة "بانجور" في ولاية "مين" الأميركية والتي بلغت 53 بوصة. وجدير بالذكر أن المواقع الجبلية تشهد أحيانا أكثر عمقًا لكثافة الثلوج حيث تسجل ثلاثة أرقام. تلك الأرقام مثيرة للإعجاب على وجه اليقين، ولكن على افتراض أن لديك عصا قياس طويلة بما فيه الكفاية للوصول إلى الأرض تحت كل الثلج، تخيل مدى صعوبة القياس.
منذ عام 1890، اعتمدت دائرة الارصاد الجوية الوطنية على شبكة من المراقبين المتطوعين، الملتزمين بالمبادئ التوجيهية ، من أجل التوصل إلى أرقام قياس الثلوج في المنطقة. فهناك أكثر من 8700 مراقب يقومون بالتعاون في جميع أنحاء البلاد ويرسلون بيانات الطقس يوميًا، وبعضهم عمل في هذا المجال لمدة 75 سنة!
جدير بالذكر أن عملية قياس الثلج عملية غير دقيقة بطبيعتها، ولكن الالتزام بالمبادئ التوجيهية تساعد أولئك الذين يقومون بذلك على الدقة والاتساق مع سجلات الطقس على المدى الطويل. والاتساق يمكن القول بأنه يحمل نفس أهمية الدقة. ولتحقيق ذلك الأتساق والدقة يجب معرفة عدة أشياء، أولا، نحن بحاجة إلى التفريق بين عمق الثلوج وسقوط الثلوج. ويجب أن يكون عمق الثلج مقياسًا لمتوسط العمق في مكان معين والمناطق المحيطة بها مباشرة. وعادة ما تكون مقربة إلى أقرب عدد صحيح.
وللحصول على عدد تمثيلي، فالراصد بحاجة الى القياس في موقع فيه الحد الأدنى من الانجراف (وليس دائما من السهل العثور عليه)، وينبغي حساب متوسط قياسات عدة للحصول على العدد النهائي. غالبا ما تكون 10 قياسات لسهولة الحساب.
القياس الدقيق أمر حيوي كي نتمكن من حساب تقديرات معقولة لكمية السائل الواردة في أكوام الثلوج. ففي بعض الأحيان، يمكن أن يذوب الثلج في نهاية المطاف، والذوبان السريع يسبب مشاكل وفيضانات. كما يساعد أيضا، في تحديد نماذج علماء المياه "للتنبؤ بمنسوب المياه بشكل دقيق معتمدين على جمع البيانات الأولية بشكل جيد (وتحسن بيانات الأقمار الصناعية ساعد في خفض اعتمادها على أي قياس فردي).
عمق الثلج هو مجموع الثلوج الفردية، في حالة عدم حدوث أي تسامي – هي عملية تحول الثلج إلى بخار أو الذوبان. ومع افتراض أن قياس عمق الثلج خطأ، بالطبع، فالعمق لا يزال لم يتجاوز مجموع كل تساقط الثلوج بسبب عملية ضغطها فوق بعض. حيث أن تساقط ثلوج مرتين بقيمة 10.5 بوصة تتراكم فقط لتشكل عمق 17 بوصة. وتسمي تلك العملية بالانضغاطية.
وتساقط الثلوج هي كمية الثلوج التي تتراكم خلال فترة زمنية معينة، عادة ما يكون لفترة 24 ساعة. في عالم مثالي ستنتهي هذه الفترة على مدار 24 ساعة في منتصف الليل، ولكن الغالبية العظمى من المراقبين المتعاونين مع دائرة الارصاد الجوية الوطنية تتخذ الملاحظة اليومية في الصباح. ولقياس تساقط الثلوج بشكل صحيح، يكون المراقب في حاجة الى سطح مستوى. وكما هو الحال مع عمق الثلوج، وقياس تساقط الثلوج ينبغي أن يكون بمنأى عن الانجراف.
وتقترح دائرة الارصاد الجوية الوطنية استخدام لوحة جليد، وهي سطح أبيض من شأنها أن يمتص أشعة الشمس، والحفاظ عليها مساوية لدرجة حرارة الهواء المحيط بالمكان، مع الأخذ في الاعتبار أن الاتساق أمر بالغ الأهمية، والهدف هنا هو جعل القياس الذي يمثل المنطقة المحيطة وبما يتفق مع الآخرين إجراء قياسات تساقط الثلوج.
لذا، دعونا نقترح ثلاثة سيناريوهات شائعة. هنا في الشرق، نتعرض في كثير من الأحيان للتعامل مع الثلج الذي يتحول إلى مطر أثناء وجود عاصفة. فإذا تخيلنا سقوط ثلج بمقدار 6.0 بوصة ، ثم شبر واحد من المطر المتجمد الذي يتحد مع الثلوج ويصنع عمق 4 بوصة. وعلى السطح لدينا شبر واحد من الامطار المتجمدة التي تتحد مع مزيد من الثلوج لتصل الى 2.6 بوصة عمق بحلول نهاية فترة المراقبة.
ما يجب أن يتم تسجيله كمقدار لتساقط الثلوج اليومي؟ وما هو عمق الثلج؟
في هذه الحالة، عندما يتحول الثلج الى مطر متجمد، يجب أن يتم مسح الجليد والحصول على أقصى عمق للثلوج، والتي تعتبر 6 بوصات في هذه الحالة. يتم القيام بالشيء نفسه مع المطر المتجمد وهذا سيضيف بوصة إلى تساقط الثلوج. لا تتم إضافة الامطار المتجمدة إلى مجموع تساقط الثلوج اليومي لأنها تتحول الى سائل عندما تصل إلى الأرض. وهكذا، يكون تساقط الثلوج اليومي 7.0 بوصة، في حين يتم تقريب عمق الثلوج في المرصد إلى 3 بوصات.
في الحالة التي يكون فيها، سقوط الثلوج بشكل كثيف على ثلاث مرات في اليوم مثلا: واحدة بعد الظهر، بمقدار إغداق 1.5 بوصة قبل الذوبان تمامًا، سيكون تساقط الثلوج اليومي 4.5 بوصة، ويفترض هناك أن المراقب قام بقياس كل تراكم قصيرة الأجل. ولكن لأن معظم المراقبين من المتطوعين لا يقومون بهذا دائما، للأسف.
واذا افترضنا ان الثلج يسقط بشكل ثابت على مدار 24 ساعة بمعدل 2.0 بوصة في الساعة. فإن تساقط الثلج اليومي سيكون بمعدل 48.0 بوصة. هذا يتوقف على درجة الحرارة وكمية السائل في الثلج، والتي يمكن أن تختلف بين حوالي ربع بوصة وثلاث بوصات من الماء السائل لكل 10 'من الثلوج. ومن الناحية المثالية ، فإن المراقبين الذين ذهبوا إلى الجليد كل ست ساعات وسجلوا 10.5 بوصات، 9.3 بوصات، 11.5 بوصة و 10.8 بوصات سيكون قياس تساقط الثلوج الصحيح رسميا 42.1 بوصة. قبل عدة سنوات، قام مراقب في نيويورك بقياس 77.0 بوصة من الثلوج في فترة 24 ساعة، وهو ما قد كسرت الرقم القياسي لأشد موجات تساقط ثلج في يوم واحد في تاريخ الولايات المتحدة.
أرسل تعليقك