مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا
آخر تحديث GMT00:24:25
 العرب اليوم -

الوالدان يدفعان لتعليم أبنائهم اللعب بالسكاكين وإشعال النيران

مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا

مدارس الغابات
لندن ـ كاتيا حداد

دخل مفهوم مدارس الغابات إلى بريطانيا من نظرائها المغامرين في الدول الاسكندينافية، حيث يتعلم الأطفال إشعال النيران والتعامل مع السكاكين والبحث عن التوت والفطر في إطار المناهج الدراسية في تلك المدارس، وذلك بغرض أن يقدر الأطفال قيمة الجمال وخطورة الموقف في الوقت نفسه.

ويدفع الآباء 12 إسترلينيًا لجلسة لمدة ساعتين بحيث ينطلق أطفالهم في الهواء الطلق في الغابات ولديهم مطلق الحرية للقفز في البرك وتسلق الأشجار واللف في الوحل أيضًا إذا أرادوا.

مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا

وتدير جاكلين ألبرت (45 عامًا) مدرسة الغابات في كوبهام في ساري منذ عام، حيث استأجرت مساحة 28 فدانًا من الغابات واتخذت قرارها لبناء مرفق تعليمي في الهواء الطلق بعد تعلم إعدادات مماثلة في السويد.

وتحرص السويد باعتبارها دولة اسكندنافية على تعليم الأطفال استكشاف العالم الطبيعي حتى أن بعض دور الحضانة ليس لديها مبان مادية فعلية، ولكن يجتمع الأطفال في الغابات أو في أحد الأماكن الخشبية، ويتعرض الأطفال لعناصر ربما تكون أشد قسوة في الشتاء عن تلك الموجودة في بريطانيا بداية من الفجر حتى الغسق.

وبدأت مدرسة ألبرت بعشرة أطفال فقط في عمر ما قبل المدرسة وهو السن الذي يحظى برغبة في الابتعاد عن "الآي باد" والهواتف الذكية، وزاد عدد الأطفال بسرعة إلى 60 طفلًا تتراوح أعمارهم بين الأطفال الصغار الذين يتعلمون المشي حتى عمر 12 عامًا، ولا يوجد هناك حد أقصى للعمر، إلا أن ألبرت أشارت إلى أن العديد من المراهقين لا يشتركون في المدرسة.

مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا

وأوضحت ألبرت أن الوالدين عادة يخافون من السماح لأولادهم بالمغامرة في الخارج، مضيفة: "نحن جميعًا نتجنب المخاطر، وكان الأطفال يلعبون في الشوارع في الأيام الماضية، إلا أننا نخاف عليهم من اللعب في الشوارع أو حتى السماح لهم بالمشي في الملعب المحلي، أعتقد أن خوفنا أصبح مبالغًا فيه نوعًا ما ومن أجل هذا أنشئت مدارس الغابات كرد فعل".

ويربط الأطفال وشاحًا أصفر حول الأشجار في المدرسة بمساحة 28 فدانًا في بداية كل فصل دراسي لخلق حدود المسافة الخاصة بهم، ومن ثم يجب عليهم عدم تجاوز هذه المساحة ويسمح لهم بفعل ما يروق لهم داخل المساحة المخصصة لهم.

ويعد السؤال الذي يتبادر إلى ذهب الآباء عند تسجيل أبنائهم في المدرسة هو ما يتعلق بسلامتهم، ويتم مراقبة كل شيء يفعله الأطفال من خلال خبراء مختصين ومدربين.

وتقدم مدرسة ألبرت خدماتها إلى الآباء والمدارس المحلية التي تدفع رسوم الخدمة مع ضمان حصول الصغار من خلفيات محرومة على فرصة لتجريب مدرسة الغابات أيضًا، وتلتزم المدرسة بتعليم الأطفال الثقة بالنفس من خلال الحرية وتعلم حدودهم عن طريق التعرض لأخطار محتملة في ظل إعدادات محكومة وتحت السيطرة.

وأفادت ألبرت: "يحتاج الأطفال إلى قضاء بعض الوقت في الخارج ونحن لا نقلق بشأن الجراثيم، وأسوء ما يمكن أن يحدث هو وجود بعض الوحل في أيديهم ونحن نعطيهم الماء والصابون والمناشف، ونخبر الآباء أن يجعلوا أبنائهم يرتدون ملابس قديمة حيث يعودون إلى المنزل وهم مغطون بالوحل، وهناك في المدرسة مطبخ من الطين يحبه الأطفال كثيرًا حيث يصنعون وعاء للشاي من الطين ويصل الطين إلى المرفقين".

وتعتقد كريستينا سبونر، وهي أم لولدين هما دومينيك وعمره (عامين) وأوسكار وعمره (ستة أسابيع) من منطقة كوبهام، أن مدارس الغابات تعتبر علاجًا للمشاكل الحديثة، مضيفة: "بالنسبة للوالدين يعتبر الأسهل هذه الأيام هو وضع الطفل أمام الشاشة لإبقائه مشغولًا، ونعيش هذه الأيام في بيئة أكثر حضرية حيث أصبحت الحدائق أصغر، وغالبًا لا نقضي الكثير من الوقت في الخارج ربما بسبب الطقس أو لأنا نشعر بالدفء أكثر عندما نكون في الداخل إلا إذا كان لدينا كلب ونحصل على تمشية معه في الخارج".

وأوضحت سبونر التي حظيت بطفولة مغامرة في كينيا، أنه على الرغم من أن دومينيك يشعر بالتعب بعد ساعة واحدة في جلسة مدرسة الغابات إلا أنها لا تندم على قضاء اليوم في الخارج.

وتابعت: "عندما يكون الطقس ممطرًا أو متجمدًا نستطيع إيجاد دافع للذهاب إلى المدرسة حيث يكون هناك دفء من حريق النار بالإضافة إلى المشروبات الدافئة وبعض الأنشطة الممتعة التي نتطلع إليها، وتسمح مدرسة الغابات لطفلي بفرصة اللعب بأية ألعاب لا يمكنه ممارستها في المنزل مثل الميكروسكوب والنظارات المكبرة والشبكات".

وأشارت سبونر إلى وجود رسالة بيئية تساعد مدارس الغابات في تعليمها للأطفال عن طريق وقوعهم في حب الطبيعة ما يجعلهم يستمرون في الحفاظ عليها وحمايتها.

وتعتبر مدارس الغابات بالنسبة لآباء آخرين فرصة لتعلم مهارات حقيقة في وقت مبكر، وتأخذ جيني واتسون ابنها توم (20 شهرًا) لحضور جلسات الأطفال الصغار في مدرسة الغابات.

وذكرت واتسون أن الجلسة تستحق رسومًا تقدر بـ 12.50 إسترلينيًا، مضيفة: "أود أن أقول إنه من المفيد أن تدفع لطفلك ليتمتع بأنشطة في الهواء الطلق أكثر من الأماكن المغلقة، وهناك هيكل منظم في المدرسة ويتعلم توم أمورًا خاصة بالسلامة والتحمل والمواسم الطبيعية، إنه ليس مجرد تجمع في الغابات وفقط".

واعترفت الدكتورة بيسي بالنتاين (42 عامًا) بأهمية الأنشطة التي تمارسها ابنتها إلين (3 أعوام) في مدرسة الغابات، مضيفة: "كنت واحدة من المشككين في فائدة هذه المدرسة وكنت أقول لماذا علي أن أدفع في حين أنه يمكنني الذهاب إلى الغابة بنفسي، ولكن غيرت رأيي لأن هناك العديد من المهارات والأنشطة التي لم أفكر فيها من قبل، وأحبت ابنتي إشعال النيران وعمل  مكانس الهالوين وطبخ المعجنات الملفوفة".

ولفتت بالنتاين إلى أنه في الأيام الممطرة لا يمكن إتمام بعض الأنشطة بالطريقة نفسها التي تحدث عنها في الأيام المشمسة، لكنها بدأت تعتقد مثل الاسكندينافيين أنه ليس هناك مكان للضعفاء.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا مفهوم مدارس الغابات يدخل إلى بريطانيا من نظرائها في اسكندنافيا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان
 العرب اليوم - يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab