تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة
آخر تحديث GMT18:21:21
 العرب اليوم -

3 من النشطاء السوريين متهمون بالدعوة للمساواة والعدل وسيادة القانون

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج "العين الساهرة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج "العين الساهرة"

برنامج "العين الساهرة"
دمشق - جورج الشامي

بعضها إثماً وضلالاً عن البعض الآخر، فالمحرض على الإرهاب إرهابي، والتكفيري إرهابي، والمضلل إرهابي، والقاتل المسلح إرهابي، جميعهم ينهلون من مستنقع واحد، ويخدمون غرضاً خسيساً واحد، ومقصلة التاريخ لن ترحم منهم واحد، سوريّة الإباء والمقاومة رغم أنوف الأعداء ستبقى سوريا المجد والكبرياء"، وبعيداً عن ركاكة النص اللغوية والنحوية، فإن الفكر المقدم يلخّص بشكل واضح وجليّ، طريقة تفكير المؤسسة الإعلاميّة الحكوميّة في سوريّة، وبطبيعة الحال المؤسسة السياسيّة، التي لا تقبل أي طرف آخر، وتضع الجميع مهما كانت صفتهم أو طريقة تفكيرهم في خانة "الأعداء الإرهابيين التكفيريين".

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة
في هذه الحلقة من البرنامج الأسبوعي الذي يقدم عادةً "اعترافات العصابات الإرهابية المسلحة التي تقتل وتشرد وتعدم وتعيث فساداً في الأرض، اختلفت الرؤية، وتغيرت الأطروحات، وقدَّم البرنامج هذه المرة، اعترفات 3 ناشطين إعلاميين، شابين وفتاة بالتعاون مع جهات أجنبية لبث التظاهرات والعمل مع "الجهات الإرهابيّة التي تدمر سوريّة، إضافة إلى تلفيق الأحداث، ونشر الأخبار والأحداث المغرضة عبر الإعلام العربي والعالمي، خصوصًا عبر قناتي "سكاي نيوز"، و"الأورينت"، اللتان حسب الاعترافات زودتا المعترفين بالأجهزة والمعدات، والمال، والحشيش.
واعتاد الإعلام العربي والعالمي منذ انطلاق الثورة السوريّة على ناشطين إعلاميين من سوريّة، لمنع الحكومة السوريّة أي قناة عربية أو أجنبية من دخول الأراضي السوريّة وتغطية الأحداث، باستثناء قنواتها المحلية، إضافة إلى بعض القنوات اللبنانية والإيرانية والروسية المؤيدة للنظام والحكومة في دمشق.
وكما عادة التلفزيون السوري في برامجه جاءت الاعترافات ملقنة، وبعيدة عن الواقع، ومشتتة، وغير متزامنة فيما بينها، ولا يوجد فيها أي اتساق مع الحدث، إضافة إلى أنها قديمة ومتأخرة، "حيث تتحدث في معظمها عن بداية الحراك قبل ثلاث سنوات". وكثرت الاستنكارات والاستهجانات من قبل الناشطين والسياسيين السوريين والعرب، ورفعت اللافتات في التظاهرات في أنحاء سورية والتي تتضامن مع الثلاثي الشاب، ونشرت البيانات التي توضح الخلل في هذه الاعترافات، وأبرزها أنّ الشابة متطوعة في الهلال الأحمر، ولا علاقة لها بالحراك الثوري، وحازم وأحد الشابين يعمل فنان ولم يشارك في أي تظاهرة، أما الآخر فهو صحافي مستقل تهمته الوحيدة أنه حاول تشكيل تجمع سياسي سلمي تحت اسم "تجمع سوريّة للجميع".

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة
وخصص البرنامج ما يقارب 20 دقيقة للمعترفين الثلاثة واعترافاتهم بنقل الأحداث في دمشق وريفها للقنوات المغرضة المشاركة في هدر الدم السوري، وخصصت الدقائق الخمسة الأخيرة للمعلق جعفر أحمد الذي استعرض المضبوطات، من أجهزة تصوير وحواسب، و20 غرامًا من الحشيش، وتتجول الكاميرا بين المضبوطات من كاميرات عالية الجودة، تظهر الزينت" التي يزيد عمرها عن 20 عامًا، ولم تعد تستخدم في أي مكان في العالم، وعلى ما يبدو أنها وضعت بالخطأ من قبل معد البرنامج.
وكان المقطع الأكثر غرابةً، في الـ 25 دقيقة، عندما استعرض المذيع المضبوطات من لافتات ورقية تستخدم في المظاهرات، منها "لكل شخص حق الاعتراف بالوجود القانوني، لا يجوز النفي التعسفي، لا يجوز الاسترقاق أو الاستعباد، المساواة والعدل، سواسية أمام القانون"، وهو ما دفع العديد من المتابعين للسخرية من المعد والمذيع، خصوصًا أنّ ما تحمله هذه اللافتات بشكل كامل تدعو لسيادة القانون، والعدالة والمساواة، واعتبر البعض أن هذه الحلقة من البرنامج تدين في المقام الأول النظام السوري الذي يعتقل ويبث اعترافات لشبان سوريين يدعون لأهداف وأطروحات سامية.
ويستعرض البرنامج في الدقائق الأخيرة كتيب تكتيكات الحراك الثوري السوري، والذي ضبط بحوزة المعرفين الثلاثة، حسب المذيع، والذي يحوي طرق سلمية للتعبير عن الرأي، كالأغنيات الساخرة، أو صبغ البحرات بالأحمر كطريقة للاعتراض على القتل. إضافة إلى تمكن القوات الأمنية في سورية "بعد المتابعة الجدية" من ضبط "هارد" يبين تواصل "المكتب الإعلامي" المكون من الناشطين الثلاثة مع "عصابات الجيش الحر" في دمشق وريفها، رغم أن الإعلام السوري ينفي بشكل متواصل وجود أي عناصر للمعارضة المسلحة في دمشق.
وسلّطت هذه الحلقة من برنامج "العين الساهرة" الضوء بشكل كبير، على الانتهاكات التي يتعرض لها الإعلاميون في سوريّة من قبل السلطات، بعيداً عن صدق مشاركة المعترفين الثلاثة من عدمها والتي ثبت بالدليل أنها في الغالب غير حقيقية وملفقة، ولكن سيناريو الحلقة الذي أُعد ونُفذ في فرع الأمن الجنائي في دمشق، يدين أولاً الحكومة السورية، والأفرع الأمنية التابعة له، التي ترفض أن ينقل أي حدث لجهات معارضة أو مختلفة معها بالرأي للخارج، وتعتقل الإعلاميين، وتعرضهم للتعذيب.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة تناقضات متباينة يُقدمها الإعلام الحكومي على شاشة برنامج العين الساهرة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 18:14 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حماس تعلن عدد الرهائن الذين قتلوا في حرب غزة
 العرب اليوم - حماس تعلن عدد الرهائن الذين قتلوا في حرب غزة

GMT 17:20 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة
 العرب اليوم - هنا الزاهد توجه رسالة مؤثرة إلى لبلبة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab