إسلام آباد ـ أعظم خان
ظهرت مقدمة أخبار باكستانية، حاملة ابنتها في حضنها تكريما للفتاة التي تبلغ من العمر 6 سنوات التي تم اختطافها واغتصابها وقتلها يوم الثلاثاء، والتقطت صور لزينب أنصاري على دائرة تليفزيونية بكاميرات ويقودها رجل غامض بعيدا وعثر عليها فيما بعد وهي يظهر عليها علامات الاغتصاب ومخنوقة على كومة من القمامة على بعد ميل من منزلها، وزينب هي الطفلة السادسة التي اخُتطفت واغتصبت وقتلت في مدينة كاسور في العام الماضي، وتعتقد الشرطة المحلية أن عمليات القتل قد يكون لها مرتكب جريمة واحد.
وذكرت صحيفة "توداي شو" الصادرة اليوم الجمعة من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم الخميس أن خمسة ضحايا سابقين لهم علاقة بمتهم واحد ورجال الشرطة يعتقدون أن زينب قد تكون رقم ستة. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية أن الضحايا الآخرين قد ألقوا أيضا بجوار صناديق، وفي الليلة الماضية، خصصت كيران ناز النشرة الإخبارية في الساعة السابعة مساء على تلفزيون سماء لزينب، وانتقدت السلطات لأن القاتل لا يزال يتحرك بحرية. قالت السيدة ناز "اليوم أنا لست كيران ناز، اليوم أنا أم، وهذا هو السبب في أنني أجلس مع ابنتي ، ليس لدي أي شيء آخر للحديث عنه اليوم، باستثناء زينب"، كما قالت في نهاية مقطع ما يقرب من دقيقتين.
وأدى هذا القتل إلى غضب جامح في باكستان، وقد هزت الاحتجاجات الجماهيرية العنيفة كاسور الواقعة في مقاطعة البنجاب لمدة يومين، وألقى مئات المتظاهرين القذائف على مستشفى، وهاجموا منزل سياسي محلي واحد على الأقل، واشتكوا من تقاعس الشرطة، وفى يوم الأربعاء لقي متظاهران على الأقل مصرعهما عندما أطلقت الشرطة النار على حشد من المتظاهرين عندما حاولوا اقتحام مبنى حكومي في كاسور، وقال محمد ساجد المتحدث باسم شرطة كاسور "إن هناك ما يصل إلى ألف متظاهر في الشوارع، ولقد ألقوا الحجارة على مباني المستشفى الحكومي والشرطة ونائب مكتب المفوض، ويتم نشر الأمن لمحاولة السيطرة على الوضع"، وكان المتظاهرون قد اتهموا الشرطة بالفشل في التصرف حيال جرائم قتل الأطفال، وقال ساجد انه تم القبض على 20 من المشتبه بهم، لكن المحققين لم يتمكنوا من إيجاد أي قرائن حتى الآن".
واختطفت زينب وهي في طريقها إلى درس القرآن الكريم في حين كان والداها في مكة المكرمة يؤدون مناسك الحج، وقال والدها أمين الأنصاري في مطار إسلام أباد لدى عودته إلى البلاد: "لن ندفن زينب حتى يتم القبض على القاتل"، وزعم أن الشرطة لم تتعاون في العثور على ابنته" إذا كانت الشرطة قد تصرفت على الفور، قد يكون تم القبض على الجاني ". وقال غلام رسول، عم زينب، يوم الخميس إن "الشرطة لا تتعاون معنا، نحن نريد العد، نريد أن يتم إحضار الجاني أمامنا، نحن لا نريد إحضار شخص بريء ليكون هو الجاني ويُعدم فقط لغلق هذه القضية"، وأعرب الباكستانيون عن صدمتهم على وسائل الإعلام الاجتماعية باستخدام "العدالة لزينب". ومن بين أولئك الذين أعربوا عن غضبهم نجم الكريكيت والسياسي عمران خان الذي كتب على "تويتر"، أنّ "الاغتصاب والقتل المدانين والمروعين لزينب الصغيرة يعرض مرة أخرى مدى ضعف أطفالنا في مجتمعنا، هذه ليست المرة الأولى التي تحدث مثل هذه الأعمال المروعة، علينا أن نعمل بسرعة لمعاقبة المذنبين وضمان أن نقدم لأطفالنا أفضل حماية".
وكتبت مالالا يوسفزاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، أنها كانت "حزنت جدا لسماع خبر زينب"، مضيفة: " يجب أن يتوقف هذا، يجب على الحكومة والسلطات المعنية اتخاذ إجراءات"، وطالب رجل الدين النائب طاهر القادري الذي شارك في جنازة الفتاة بحل الحكومة المحلية قائلا إنه ليس لها الحق في البقاء في السلطة بعد مقتل زينب الأنصاري، وفى خطاب ألقاه أمام الآلاف من المشيعين، اتهم رئيس وزراء البنجاب، شهباز شريف، بالفشل في "حماية أرواح وشرف الفتيات الأبرياء في المقاطعة"، وأصدر إنذارا إلى السيد شريف والسيد سناء الله للتنازل عن منصبه بحلول 17 يناير / كانون الثاني لتجنب الاحتجاجات في الشوارع، ويعد رجل الدين منافسا سياسيا قويا لحزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الحاكم، وقد قاد مظاهرات عنيفة في العاصمة إسلام أباد منذ عام 2014 بعد أن قتل 8 من مؤيديه في مسيرات مناهضة للحكومة في لاهور عاصمة مقاطعة البنجاب.
أرسل تعليقك