الرئيس محمود عباس وسلام فياض
غزة – محمد حبيب
دعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" خالد البطش، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاعتبار استقالة رئيس الوزراء سلام فياض مقدمة لتطبيق اتفاق القاهرة وتشكيل حكومة وفاق وليس تشكيل حكومة بديلة برام الله فقط.وقال البطش في تصريح صحفي الأحد تلقى "العرب اليوم" نسخة منه: "بصرف النظر عن الموقف
من د.سلام فياض الذي حاول جون كيري أن يرسل برسالة لبقائه في منصبه وبغض النظر عن الكفاءة المزعومة في إدارة الشأن المالي للسلطة الفلسطينية والتي ثبت بالأرقام عكسه تماما وبالمليارات ، وتعسفه بحق الموظفين بغزة الذين جلسوا في بيوتهم بقرار سياسي منه فان تقديم الاستقالة قرار حكيم من فياض الذي يشعر بأن خريفه قد بدأ ولا بد من أن تتساقط أوراقه في هذا الجدل والصراع في دوائر السلطة من جهة وبين حركة فتح وفياض من جهة أخرى"- كما وصف.
وتساءل البطش:"هل ستكون استقالة د.فياض مقدمة لتشكيل حكومة وفاق وطني برئاسة أبو مازن" مشددا انه إذا كان قبول الرئيس أبو مازن للاستقالة في هذا السياق فهذه إشارة قوية على المضي قدماً في ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسات والمرجعية الوطنية وتجاوز أثار الانقسام للمضي قدماً في المشروع التحرري من الاحتلال .وأكد البطش ان على الرئيس ابو مازن اتخاذ قرارا بتشكيل حكومة (وفاق وطني ) تطبيقاً لاتفاق المصالحة في القاهرة 4/5/2011م واتفاق الدوحة لاحقاً, وبالتأكيد ستكون الفاتورة السياسية واحدة وسيتداخل اللوم الدولي مع العتب الأمريكي وستأكل التصريحات التحذيرية والتخويفية على الدعم المالي بعضها بعضاً.وشدد البطش أن المطلوب إنهاء الانقسام وتشكيل حكومة واحدة والفرصة الآن مواتية سواءً عند "حماس" أو عند أبو مازن وحركة "فتح" يتزامن ذلك مع إصرار الراعي المصري على تحقيق تطبيق اتفاق القاهرة .
من جهته أكد فيصل أبو شهلا النائب في المجلس التشريعي عن حركة "فتح" وعضو مجلسها الثوري للحركة، أن استقالة سلام فياض، تقود الفلسطينيين إلى تشكيل حكومة توافق وطني من المستقلين، لافتاً إلى أنها ستكون جزءً من المصالحة والتوافق الوطني وتشكيل الحكومة، وأنها مقدمة لإنهاء الانقسام في الشارع الفلسطيني.وعبر أبو شهلا في تصريح صحفي الأحد عن أمله أن يكون هناك إسراع في اللقاءات لانجاز تشكيل الحكومة، بالذات بعد انتهاء حركة "حماس" من انتخاب قيادتها السياسية ووضوح الأمور.وقال: "اعتقد أن الأسباب التي أخرت إنجاز هذه الحكومة، انتهت ويجب أن يكون الآن وقت تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وهذا أمر ضروري جدا لتشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات".
ونفى أبو شهلا أن تكون استقالة فياض جاءت بسبب صراع داخلي لحركة "فتح" أو على خلفية المصالحة، وإنما هو شأن وطني ديمقراطي، مضيفاً: "هي جاءت على خلفيات عديدة أهمها كان هناك خلافات شديدة مع فياض حول سياسته الاقتصادية والموازنة التي أعدها لـعام 2013".وأضاف أن كافة الكتل والقوائم في المجلس التشريعي كانت قد أصدرت بيان وعقدت مؤتمر صحفي، بأن فياض لم يعرض ميزانية عام 2013 على المجلس التشريعي لإقرارها ودراستها، لافتاً إلى أنه كانت هناك ملاحظات عديدة على الشق الاجتماعي أو الاقتصادي، وحجم الديون الموجودة.
وبين أن هناك أسباب أساسية تسببت في الخلاف مع فياض، أهمها، وبسبب قطع الكهرباء وقطع رواتب الموظفين بدون ترتيب، وموضوع موظفين 2005، منوهاً أنهم كثيرا ما أبلغوه بعدم جواز قراراته العشوائية.وشدد أبو شهلا على ضرورة ممارسة الدور الديمقراطي في الاختلاف والانتقاد والمراجعة، وقال: "لا نعد أحدا فوق المساءلة أو التغيير".وأكد أن حركة فتح والمجلس الثوري يؤيدون استقالة فياض، مضيفا "نحن فوضنا الأمر للرئيس أبو مازن بأخذ القرار الملائم بعدما عرضنا عليه الملاحظات وتحفظاتنا على ما تقوم به حكومة رام الله، والرئيس أخذ ما رآه مناسبا".
من جانبه دعا الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، الرئيس محمود عباس إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، بعد قبول استقالة رئيس الحكومة سلام فياض.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي الأحد دعا فيه الصالحي رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية إلى تقديم استقالته وبأسرع وقت، لإفساح المجال لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وطالب الصالحي الرئيس محمود عباس إلى دعوة اللجنة العليا لمنظمة التحرير المنبثقة عن اتفاق القاهرة للاجتماع، وكذلك المجلس التشريعي، من أجل مناقشة آليات تشكيل الحكومة التوافقية في الفترة القادمة. وقال الصالحي انه من الجيد أن استقالة الحكومة قد تمت فعلا وقد قبلت من الرئيس، خاصة بعد التدخل السافر من الإدارة الأمريكية مما يجعل أية نتيجة غير ذلك اهانة للجميع للرئيس ولرئيس الوزراء وللشعب الفلسطيني بأسره. وأضاف بالرغم من عدم الترابط بين استقالة الحكومة وبين موضوع المصالحة حيث لم يكن هذا سببا في الاستقالة أو تعطيل المصالحة،إلا انه جاء عمليا في مساحة التوقيت المفترض لإجراء مشاورات تشكيل حكومة التوافق الوطني . وأشار الصالحي لقد كان التاريخ المستهدف لتشكيل هذه الحكومة والاتفاق على موعد إجراء الانتخابات مرتبطا بإنهاء عملية تسجيل الناخبين ،وقد انتهت فعلا بجهد مقدر من قبل لجنة الانتخابات في الموعد المقرر وهو 10 نيسان 2013، ولذلك فان الحكومة الجديدة المطلوبة الآن هي حكومة التوافق الوطني، وان الجهد المطلوب الآن هو في هذا الاتجاه ،ولذلك فإننا ندعو إلى أن لا تزيد فترة تصريف الأعمال للحكومة الراهنة عن أسبوعين إلى ثلاثة،وان تستنفذ هذه المدة من اجل إنهاء مشاورات تشكيل حكومة التوافق .
ودعا ألصالحي إسماعيل هنية للاستقالة من موقعه كرئيس حكومة حماس في غزة بغض النظر عن موضوع شرعيتها فائلاً "في هذا السياق فإننا ندعو حركة حماس إلى السير في ذات الاتجاه وان يستكمل الرئيس مشاوراته لتشكيل حكومة التوافق خلال أسبوعين إلى ثلاثة، وان يقوم بدعوة لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير للانعقاد خلال هذه الفترة للاتفاق على تحديد موعد الانتخابات خلال مدة 3 -6 شهور وفقا لاتفاق القاهرة وبحيث يتسنى إصدار مرسومي الرئيس بتشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات وفقا لما تم الاتفاق عليه. كما طالب الصالحي الرئيس بدعوة المجلس الشريعي بكامل أعضاءه لدورة جديدة خلال مدة 30-45 يوما من اجل استئناف إعماله إلى حين إجراء الانتخابات وفقا للقانون.
واشار الصالحي إلى أن تركيز الجهد في هذا الاتجاه له دلالات هامة، فهو يعكس الاستجابة لمتطلبات الشعب الفلسطيني ورغبته في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، والنوق إلى تجديد الشرعيات وانتظام عملها بعد أن تعطل بسبب الانقسام وقاد إلى ما قاد من تراجع ملموس على صعيد الحريات، وتفرد السلطة التنفيذية وغياب الرقابة التشريعية ،وإصدار قوانين تعسفية ومتخلفة بحق المرأة أو الحريات الشخصية كما يجري في قطاع غزة الرئاسية والمبالغة في استخدام المادة 43 لإصدار المراسيم . وأضاف أن تركيز الجهد في هذا الاتجاه يقطع الطريق على استمرار المساعي لتكريس الفصل بين الضفة والقطاع واستخدامه مبررا لمواجهة تحقيق هدف الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة والقطاع وعاصمتهاالقدس،وكذلك من اجل استخدامه في تمييع التمثيل الفلسطيني الواحد والانقضاض على منظمة التحرير وبرنامجها وطابعها التمثيلي الموحد للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده.
هذا وأكد امين مقبول، امين سر المجلس الثوري لحركة فتح بعد ساعات على قبول الرئيس محمود عباس لاستقالة الدكتور سلام فياض ان حركة فتح مرتاحه جدا لاستقالة فياض من منصبه كرئيس حكومة فلسطينية، وذلك بسبب الازمات الاقتصادية وفشله في ادارتها- كما وصف.
وقال مقبول في حديث اذاعي الأحد ان حكومة فياض فشلت فشلا ذريعا في ادارة الدفة الاقتصادية، وحملت السلطة الفلسطينية ديونا هائلة، اضافه الى فشلها في توفير رواتب الموظفين على مدى اشهر طويلة، مؤكدا ان فتح بالفعل مرتاحة لهذه الاستقالة .
وحول الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة القادمه قال مقبول انه من المبكر الخروج للاعلام بهذه الاسماء، ولكن المشاورات لاتزال تجري على قدم وساق، مؤكدا ان حماس منشغلة بتوزيع الحقائب على اعضاء مكتبها السياسي، وتحتاج الى اسبوعين للانتهاء من هذا الموضوع .
كما دعا عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" صائب عريقات حركة "حماس" إلى "البدء في تنفيذ بنود اتفاق الدوحة بين الحركتين".
وأمل عريقات في تصريح لاذاعة "صوت فلسطين" الرسمية "في تحقيق المصالحة الفلسطينية الان والبدء في تشكيل مشاورات لتشكيل حكومة من المستقلين والتكنوقراط يقودها الرئيس محمود عباس".
وشدد على "الحاجة للتوجه الى الانتخابات العامة بعد ان اعلنت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية انها اتمت تحديث سجل الناخبين في الضفة الغربية وقطاع غزة"، لافتا إلى ان "ان تشكيل الحكومة هذا يأتي تمهيدا لاجراء الانتخابات في فترة تصل الى 90 يوما" معتبرا ان هذا هو الطريق السليم الذي يتعين اتباعه الان
أرسل تعليقك