عناصر من الجيش السوري الحر
عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق ـ جورج الشامي
استطاعت لجان التنسيق المحلية مع انتهاء الثلاثاء توثيق 118 قتيلاً بينهم تسع عشرة سيدة وواحد وعشرين طفلاً وثلاثة قتلى تحت التعذيب، وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده ستزود المعارضة السورية بعربات مدرعة ودروع واقية من الرصاص، داعيًا إلى فتح تحقيق عاجل بشأن استخدام أسلحة كيميائية
في سورية ومحاسبة الجناة، في حين حدث قصف في القنابل الكيميائية في جوبر في دمشق، فيما أسقط "الحر" طائرة نوع ميغ في المنصورة في الرقة، حذّر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من أن سورية ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس بشار الأسد الآن. في غضون ذلك دعا "الائتلاف" حكومة تسيير الأعمال اللبنانية إلى منع "حزب الله" من تنفيذ عمليات داخل سورية، مطالبًا مقاتلي المعارضة السورية بـ"ضبط النفس"، وعدم استهداف مناطق لبنانية، في حين دعا رئيس الائتلاف معاذ الخطيب "جبهة النصرة" إلى فك ارتباطها مع تنظيم "القاعدة"، مجددًا التأكيد على رفض قوى الثورة في سورية فكر تنظيم "القاعدة".
يتزامن هذا مع مرسوم أصدره الرئيس السوري بشار الأسد، الثلاثاء، يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخه، وذلك عشية احتفال البلاد لعيد جلاء.
في حين استهدف الجيش السوري "الحر" القوات الحكومية في ملعب العباسيين ومطار المزّة العسكري في دمشق، وأدت مواجهات القصير إلى مقتل قائد من "حزب الله" اللبناني، بينما أكد قيادي في "جبهة النصرة" مطلب الدولة الإسلامية، وأنها لا ترفض السلام مع إسرائيل.
واستطاعت لجان التنسيق المحلية مع انتهاء الثلاثاء توثيق 118 قتيلاً بينهم تسع عشرة سيدة وواحد وعشرين طفلاً وثلاثة قتلى تحت التعذيب: تسعة وأربعين قتيلاً في حلب معظمهم في حي الصاخور, تسعة عشر قتيلاً في دمشق وريفها, ستة عشر قتيلاً في درعا, أربعة عشر قتيلاً في ادلب, سبعة قتلى في الرقة, خمسة قتلى في حمص, خمسة قتلى في دير الزور, وثلاثة قتلى في حماه.
ووثقت اللجان 273 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران سجل من خلال 16 نقطة في مختلف أنحاء سورية، وقام النظام بقصف صواريخ أرض أرض في دير الزور, أما القصف بالقنابل العنقودية فقد سجل في سراقب في إدلب والقنابل الكيميائية في جوبر في دمشق، فيما أسقط "الحر" بإسقاط طائرة نوع ميغ في المنصورة في الرقة، أما قصف الهاون فقد سجل في 108 نقطة، تلاه القصف المدفعي فقد سجل في 92 نقطة، والقصف الصاروخي رصد في 39 نقطة في مختلف أنحاء سورية، وتم إطلاق 15 صاروخًا من نوع غراد فقط على مدينة بصرى الشام.
فيما اشتبك الجيش الحر مع جيش النظام في 138 نقطة قام من خلالها "الحر" بإسقاط طائرة نوع ميغ في المنصورة في الرقة، وسيطر على معامل السكر أيضًا, وفي بصرى الشام تصدى "الحر" لمحاولة لجيش النظام لاقتحام المدينة، وكبدهم خسائر كبيرة، وفي العتيبة تمكن "الحر" من التصدي لمحاولة اقتحام من قبل عناصر النظام، وقتل عدد من عناصره وجرح آخرين, أما في حرستا فقد استهدف فرع المخابرات الجوية بقذائف الهاون, وفي برزه في دمشق استهدف "الحر" مقرات لقوات النظام, وتم استهداف مطار حلب الدولي بقذائف الهاون من قبل الجيش "الحر"، وفي تدمر في حمص تصدى الجيش الحر لمحاولة اقتحام لمنطقة البساتين، وألحق خسائر كبيرة بقوات النظام، أما في معرة النعمان في إدلب فاستهدف "الحر" قوات النظام من على مشارف قرية بابوليين وإجبارهم على التراجع.
وأبلغ هيغ مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، حسب صحيفة "ديلي ميل"، أن "بريطانيا ستمنح المعارضة السورية 34 عربة، بما في ذلك 5 عربات مصفحة رباعية الدفع، و20 مجموعة من الدروع الواقية من الرصاص، وإنها ستسعى إلى إنهاء الحظر، الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سورية، خلال الاجتماع الذي سيعقده وزراء خارجية دوله أيار/مايو المقبل، من أجل إتاحة المجال أمام تزويد المتمردين في سورية بالأسلحة".
وأضاف وزير الخارجية البريطاني أنه "سيمارس ضغوطًا أيضًا على نظرائه، خلال الاجتماع الذي ستعقده مجموعة أصدقاء الشعب السوري في مدينة إسطنبول التركية السبت المقبل"، مشيرًا إلى أن حكومة بلاده "لم تتخذ أي قرار نهائي بشأن تسليح المتمردين السوريين"، مشددًا على أن "الجماعات المعتدلة في المعارضة السورية تفتقر إلى الأسلحة، التي يحصل عليها النظام ومتطرفو تنظيم القاعدة بسهولة"، وموضحًا أن "بريطانيا تشعر بقلق متزايد من وجود أدلة على استخدام أسلحة كيميائية في سورية، ولا يمكن أن تكون سياستنا ساكنة في مواجهة هذه الكارثة المتنامية، ويجب أن يواجه استخدام هذه الأسلحة في سورية برد دولي جدي".
ونسبت الصحيفة إلى مصادر في الحكومة البريطانية قولها "إن المملكة المتحدة وفرنسا تريدان رفع حظر الأسلحة إلى سورية من قبل الاتحاد الأوروبي، للمساعدة في إقناع روسيا بوقف تسليح نظام الرئيس بشار الأسد".
من جهة أخرى، حذّر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من أن "سورية ستغيب عن الخريطة إذا تنحى الرئيس بشار الأسد الآن"، وقال المقداد في مقابلة مع صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن "الرئيس الأسد لن يتنحى، ولن تكون هناك سورية إذا فعل، وستغيب عن الخريطة إذا غادر الآن، قبل أن نوافق على خطة سياسية بين جميع السوريين".
وأضاف متهمًا الأردن بأنه "يمارس لعبة خطرة من خلال السماح بمرور إمدادات الأسلحة عبر أراضيه إلى الجماعات المتمردة في سورية، ويأمل ألا يتورط بصورة أكبر، لأن القوى نفسها التي تقتل الأبرياء في سورية موجودة على أراضيه أيضًا"، واصفًا بريطانيا وفرنسا بأنهما "مستعمرون جدد"، وذلك نتيجة لتقديمهما الدعم السياسي والعسكري لمقاتلي المعارضة، الساعين للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، كما هاجم تركيا ومن وصفهم بـ "الأغبياء العرب"، مستفردًا بالسعودية وقطر، على قيامهم بـ "خدمة المصالح الغربية".
واتهم المقداد إسرائيل بـ "التدخل في الصراع الدائر في البلاد"، مشيرًا إلى "أن عملاء لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) قُتلوا في محافظة درعا القريبة من الحدود الأردنية"، حيث تردد بأن قوات المعارضة حققت تقدمًا في الأسابيع الأخيرة، وأضاف أن "هناك مؤامرة كبيرة ضد سورية، لإجبارها على تغيير سياساتها تجاه الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وتغيير مواقفها من القضايا العربية، وإقامة حكومة تخدم مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".
وفي شأن استخدام أسلحة كيميائية، قال نائب وزير الخارجية السوري "إن حكومة بلاده ليس لديها شك بأن المتمردين استخدموا هذه الأسلحة في خان العسل قرب حلب، وستوافق فقط على إجراء تحقيق حقيقي من قبل الأمم المتحدة، لعدم تكرار ما حدث في العراق بشأن مزاعم أسلحته ذات الدمار الشامل"، مضيفًا أن "اللعبة واضحة، ويريدون من ورائها تغطية ما حدث في حلب وإثارة قضايا وهمية".
وأشار المقداد إلى أن "بريطانيا وفرنسا كانتا راضيتين عن دعم تنظيم القاعدة، بصورة مباشرة أو غير مباشرو، لكنهما صارتا خائفتين الآن، بعد تدفق الأوروبيين إلى سورية للقتال إلى جانب القاعدة، وأرادتا أن يأتي هؤلاء إلى سورية ليُقتلوا فيها، غير أنهما غيرتا رأيهما حين بدأ بعضهم بالعودة إلى بلادهم"، موضحًا أن "لندن وباريس تتسامحان مع القتل في سورية، وتبالغان بما تقوم به حكومتنا، لكنهما لن تستطيعا الدفاع عن هذا الموقف إلى ما لا نهاية"، وأضاف أنه "شعر بالتفاؤل من الاعتراض القوي من قبل ألمانيا والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي للمحاولات التي يبذلها هذان البلدان لتغيير شروط حظر الأسلحة إلى سورية"، ساخرًا من "إصرار بريطانيا على تزويد المعارضة المسلحة في سورية بمعدات غير فتاكة فقط"، مشددًا على أن "هذه المعدات أدوات للحرب، حتى ولو أنها ليست أسلحة"، وبَيَّنَ أن "المزاعم بشأن تحقيق المتمردين في الآونة الأخيرة مكاسبًا في درعا، والحديث عن معركة وشيكة في دمشق، يصب في إطار الحرب النفسية، وهو مجرد دعاية".
واختتم حديثه بالقول أن "الجامعة العربية انتهى دورها، من خلال تسليمها مقعد سورية للمعارضة، في قمة الدوحة آذار/مارس الماضي"، محذرًا من أن بلاده "ستقوم بتسليم سفارة أي دولة في دمشق إلى اللاجئين، إذا أقدمت على محاكاة هذه الخطوة".
فيما دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، الثلاثاء، الحكومة اللبنانية إلى منع "حزب الله" (حليف دمشق) من تنفيذ عمليات داخل سورية، مطالبًا مقاتلي المعارضة السورية بـ"ضبط النفس"، وعدم استهداف مناطق لبنانية.
ويأتي هذا الموقف بعد قصف مقاتلين معارضين في منطقة القصير وسط سورية، معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل في شرق لبنان، ما أدى إلى مقتل شخصين، الأحد، وقال مقاتلون معارضون أن الخطوة أتت ردًا على قتال الحزب إلى جانب الحكومة السورية.
ودعا الائتلاف "الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها، والإيقاف العاجل، بكل الوسائل الممكنة، لجميع العمليات العسكرية المنسوبة لحزب الله، في المواقع القريبة من الحدود السورية"، وذلك في بيان أصدره، وأضاف "آن الأوان للحكومة اللبنانية التي إتخذت سياسية النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله بالشؤون السورية"، كما دعا الجيش اللبناني، الذي حذر من الرد على مصادر النيران، إلى "ضبط النفس والتزام الحكمة في التصرف".
واعتمدت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، التي يحظى "حزب الله" وحلفاؤه بالأكثرية فيها، سياسة "النأي بالنفس"، حيال النزاع السوري المستمر منذ عامين، وسط انقسام حاد بين مؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد ومعارضين له.
وتفيد تقارير أمنية عن عمليات تهريب سلاح ومسلحين عبر المناطق الحدودية اللبنانية، ذات الغالبية السنية، في الشمال والشرق، إلى المعارضة السورية.
في المقابل، تفيد تقارير أخرى أن "حزب الله" يرسل مقاتلين إلى سورية لدعم القوات الحكومية، لا سيما في القصير في محافظة حمص، الواقعة مقابل الهرمل اللبنانية.
واتهم الائتلاف الحزب بقصف قرى سورية، والسيطرة على بعضها، ما "قد يدفع بعض كتائب الجيش الحر إلى الرد على ذلك العدوان المتكرر"، ودعا "كتائب الجيش الحر في ريف حمص الغربي إلى ضبط النفس، واحترام الحدود السيادية للبنان"، محذرًا من أن "اندلاع مواجهات بين الطرفين يعرض سكان المناطق الحدود إلى مخاطر كبيرة، يمكن تجنبها بتحكيم صوت العقل، ووقف الخروقات والعدوان".
وكان قياديان ميدانيان في منطقة القصير قد أبلغا أن المجموعات المقاتلة المعارضة قصفت الهرمل الأحد، ردًا على قصف من "حزب الله"، ورفض لبنان، إثر اجتماع وزاري أمني، القصف الذي يطاول أراضيه من طرفي النزاع السوري، مقررًا إعداد مذكرة لرفعها إلى جامعة الدول العربية، وتعرضت مناطق لبنانية حدودية لقصف من القوات الحكومية في أوقات سابقة، كما قصف النظام السوري بالطيران ثلاث مرات أطراف بلدة عرسال، ذات الغالبية السنية.
من جانبه، دعا رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب "جبهة النصرة" إلى "فك ارتباطها بتنظيم القاعدة"، وجدد التأكيد على "رفض قوى الثورة في سورية صراحة لفكر تنظيم القاعدة".
وفي كلمة له، الاثنين، أمام مؤتمر "الإسلام والعدالة الانتقالية في سورية"، المنعقد في مدينة إسطنبول التركية، وجه الخطيب ما وصفها بـ"نصائح لله" إلى "جبهة النصرة"، مشيرًا إلى أن "الشباب المجاهدين في الجبهة يتعرضون إلى كيد عظيم، لذلك فإن عليكم أن تفكوا ارتباطاتكم مع هذا التنظيم (القاعدة)، وارتباطاته من أولها إلى آخرها"، كما طالب "جبهة النصرة" بتغيير اسمها "مهما كان الأمر ثقيلاً، وأن تكون للجبهة قيادات واضحة ومرجعيات ترتبط بمرجعيات سورية معروفة".
ومن نصائحه أيضًا للجبهة أن "يكون هدفها إعانة الناس على الحق، وعدم الدخول في جزئيات ليس وقتها، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم إدخال البلاد في متاهات"، مجددًا "رفضه لأي فكر من خارج البلاد، من قبل من سماهم المجاهيل"، مشيرًا إلى "وجود ثلاثة أقسام للقاعدة، في العراق اثنان وصفهما بالكبيرين، وواحد أصغر، وأوضح أن "القسم الأول جاء من أفغانستان، بعد أن اخترقته مخابرات عالمية، والثاني مخترق من إيران، وقد تم من خلاله تصفية شخصيات أهل السنة في العراق، أما القسم الصغير من قاعدة العراق، فهو مرتبط بالمخابرات السورية وزعيمه أبو القعقاع".
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أن "الأسد أصدر المرسوم التشريعي (رقم 23)، القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 16 نيسان/أبريل 2013".
وينص المرسوم أيضًا على أن "تستبدل عقوبة الإعدام بعقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، وعقوبة الأشغال المؤبدة بعقوبة الأشغال الشاقة الموقتة لمدة 20 عامًا"، ويستثنى من أحكام المرسوم "جرائم تهريب الأسلحة والمخدرات".
كذلك ينص المرسوم على "العفو عن كامل العقوبة لمرتكبي جرائم الفرار الداخلي"، مستثنيًا "من سلم نفسه خلال 30 يومًا، بالنسبة للفرار الداخلي، و90 يومًا، بالنسبة للفرار الخارجي، والعفو عن ربع العقوبة لمن انضم من السوريين إلى منظمة إرهابية".
وكان الأسد أصدر، في كانون الثاني/يناير 2012، مرسومًا بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة، على خلفية الأحداث التي وقعت من تاريخ 15 آذار/مارس 2011 (تاريخ انطلاق الاحتجاجات السلمية في سورية)، وحتى 15 كانون الثاني/يناير 2012، واشتمل المرسوم "جرائم حمل وحيازة الأسلحة والذخائر من قبل المواطنين السوريين دون ترخيص، والعقوبات المنصوص عليها في قانون التظاهر السلمي، بالإضافة إلى جرائم الفرار الداخلي والخارجي، المنصوص عليها في قانون العقوبات العسكرية"، محددًا سقفًا زمنيًا أنه "لن يستفيد المتوارون بأحكام هذا العفو العام إلا إذا سلموا أنفسهم خلال مدة أقصاها 31 كانون الثاني/يناير 2012".
وانتقد القيادي في جبهة "النصرة" السورية أبو حفص الإدلبي، الذي كان موجودًا في مستشفى تركي للعلاج من إصابته في المعارك، في حديث صحافي "موقف الغرب من جبهة النصرة"، مستغربًا إدراجه إياها على قائمة الإرهاب، متسائلاً "بأي حق تقول أميركا أن جبهة النصرة إرهابية، وهي التي دافعت عن أهلنا وأولادنا، في حين تجاهلوا جرائم النظام"، وأضاف "نريد دولة إسلامية في سورية تحكم بشرع الله، لأن المجتمع الدولي يقف متفرجًا أمام الجرائم التي يرتكبها جيش الرئيس السوري بشار الأسد"، متعجبًا من عدم تسليح الجيش "الحر"، سيما وأن الغرب يريد الديمقراطية في بلاده.
وأشار الإدلبي إلى أننا "رأينا ديمقراطية الغرب في ليبيا، حيث ساعدوا الشعب على إسقاط النظام، واليوم يقسمونها ككعكة فيما بينهم"، معتبرًا أن "الدول الغربية لا يهمها مصالح الشعوب، بل همها أن تحافظ على مصالحها الشخصية".
وهاجم الإدلبي كذلك "الائتلاف" المعارض، معتبرًا أنه "هذا الائتلاف هو دمية وضعها الغرب للسيطرة على سورية، وجعلها دولة علمانية، تحمي مصالحها الخاصة وحدود إسرائيل"، مؤكدًا أنه "لسنا ضد السلام مع إسرائيل، فكما نريد نحن حقوقنا هم يريدون حقوقهم".
ميدانيًا، ارتفعت حصيلة القتلى إلى 80، بينهم خمس سيدات واثنا عشر طفلا، منهم أحد عشر في دمشق وريفها, ستة في درعا, خمسة في الرقة, أربعة في حلب, ثلاثة في إدلب, ثلاثة في دير الزور, وقتيل واحد في حمص.
وأعلن اتحاد تنسيقيات الثورة السورية مقتل قائد عسكري من "حزب الله" اللبناني، وعشرين عنصرًا آخرين، في مواجهات مع الثوار في مدينة القصير في ريف حمص.
أما في دمشق فأعلنت شبكة "شام" الإخبارية أن الجيش "الحر" استهدف القوات الحكومية المتمركزة في ملعب العباسيين، وثكنة كمال مشارقة، ومطار المزّة العسكري، وفرع المخابرات الجوية، ومجمع ثمانية آذار، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في حي جوبر وفي مخيم اليرموك، الذي تعرض لقصف مدفعي، وسُمع دوي انفجار في منطقة الفحامة في العاصمة، ناتج عن انفجار عبوة ناسفة في سيارة، ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر، في حين دارت اشتباكات بين المقاتلين والقوات الحكومية، فجر الثلاثاء، قرب فرع المخابرات الجوية، على طريق درعا - دمشق القديم.
وتعرضت بلدتي ببيلا والمليحة ومزارع خان الشيح ودروشا في
محافظة ريف دمشق لقصف من قبل القوات الحكومية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، ترافق مع اشتباكات في محيط مجمع "تاميكو" قرب بلدة المليحة، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وقتل مواطنان اثنان، أحدهما سيدة، متأثران بجراح أصيبا بها جراء القصف الذي تعرضت له مدينتي دوما والمعضمية، كما تجدد القصف من قبل القوات النظامية على مدينة المعضمية، صباح الثلاثاء، فيما قصفت القوات الحكومية بلدتي العبادة وحتيتة الحرش وأطراف مدينة يبرود، فجر الثلاثاء، ودارت اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب والقوات الحكومية في منطقة السبينة، من بعد منتصف الليل، وفي دوما قال ناشطون إن الطائرات الحربية الحكومية ارتكبت مجزرة، بعدما قصفت تجمعات سكنية في المدينة.
وفي الجنوب السوري، تتعرض بلدتي خربة غزالة ومعربة في محافظة درعا للقصف من قبل القوات الحكومية، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، في حين قصفت، بالمدفعية الثقيلة، أحياء درعا البلد، ومدينة بصرى الشام وبلدات والكتيبة والمسيفرة والشيخ مسكين.
وفي الغرب السوري، نفذت القوات الحكومية في محافظة حماة حملة دهم واعتقال عشوائي في أحياء الفراية والبرازية والمنطقة الصناعية، طالت عددًا من المواطنين، في حين تجدد القصف العنيف، بالمدفعية وراجمات الصواريخ، على مدن الرستن والحولة وبساتين تدمر، في محافظة حمص، بينما شهدت محافظة اللاذقية قصفًا، براجمات الصواريخ، على قرية ساقية الكرت وأوتستراد حلب - اللاذقية.
وفي الشمال السوري، أسفرت الاشتباكات في محافظة حلب عن مقتل أربعة مقاتلين من "جبهة النصرة"، من جنسيات غير سورية، في حين تعرض، الاثنين، قائد لواء مقاتل في حلب لمحاولة اغتيال برصاص مسلحين مجهولين، في منطقة الأنصاري في حلب، ما أسفر عن إصابته بجراح خطرة، واستهدف الجيش "الحر" مطار حلب الدولي، بقذائف الهاون، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في محيط المطار، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب في محيط بلدة بابولين في محافظة إدلب، في محاولة من الكتائب لاستعادة السيطرة، وإحكام الحصار، على معسكري وادي الضيف والحامدية، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وقصفت، بالمدفعية الثقيلة، مدينة معرة النعمان وبلدة كفرومة.
وفي الشرق السوري، تعرض محيط مطار دير الزور العسكري، والأحياء المحررة في المدينة، لقصف من قبل القوات الحكومية، أدى إلى سقوط جرحى في صفوف مقاتلي الكتائب، وتعرضت بلدات موحسن والمريعية وخشام في ريف ديرالزور لقصف أدى إلى سقوط جرحى، وأضرار مادية.
وتجددت الاشتباكات في محافظة الرقة، في محيط (الفرقة 17) في ريف الرقة، رافقها أصوات انفجارات عدة، وأنباء عن خسائر في صفوف الطرفين.
من جانبها، وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ستة وستين شخصًا بنيران قوات النظام، الاثنين، فيما أعلن المجلس المحلي في حي برزة أن دبابات جيش النظام قصفت الجامع الكبير في الحي ودمرت جزءًا منه.
أرسل تعليقك