صورة من الارشيف لتظاهرة للمعارضة اليمنية الجنوبية
صنعاء ـ علي ربيع
استبعدت مصادر في المعارضة اليمنية الجنوبية، مشاركة نائب الرئيس الأسبق المقيم في الخارج، علي سالم البيض، في أي اجتماع لا يعترف بشرعية البيض قائدًا لها نحو استعادة الدولة التي كان يترأسها في الجنوب قبل العام 1990، في حين يواصل ممثلون عن فصائل المعارضة تحركاتهم لإكساب مطالبهم بانفصال الجنوب
عن شماله تأييدًا دوليًا، وسط تضارب للأنباء بشأن سبب مغادرة القيادي الجنوبي البارز أحمد الصريمة للعاصمة صنعاء، التي يشارك فيها على رأس فصيل جنوبي واسع في أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد منذ 18آذار/مارس الماضي.
وكشفت مصادر في "الحراك الجنوبي" المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، في حديث لـ"العرب اليوم"، فضلت عدم ذكر اسمها، عن أن خلافات حادة تسود وجهات نظر أبرز القيادات اليمنية الجنوبية المقيمة في الخارج، بشأن طبيعة المؤتمر الذي يتم التحضير له ليجمع المعارضين الجنوبيين في الخارج على طاولة واحدة، لهدف توحيد رؤاهم بشأن مستقبل جنوب اليمن، وأن البيض يرفض أي مؤتمر للجنوبيين لا يعترف به قائدًا للمعارضة (الحراك الجنوبي)، المطالبة باسترداد الدولة التي كان يترأسها في جنوب اليمن قبل أن تتوحد مع الشمال في العام 1990.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن "الرئيس الأسبق في جنوب اليمن علي ناصر محمد، ورئيس الوزراء الأسبق حيدر العطاس، ومعهما قيادات جنوبية أخرى، يشترطون في المؤتمر المرتقب للمعارضة الجنوبية، أن يكون منفتحًا على كل الخيارات والآراء، بما فيها التراجع عن مطلب الانفصال الفوري، والانضمام إلى الحوار الوطني الذي يقام في العاصمة صنعاء، لتبني مطلب الدولة الكونفدرالية بين الشمال والجنوب عبر مخرجاته المرتقبة، وأن كثيرًا من القيادات اليمنية الجنوبية في الخارج باتت تستشعر أن الخطر على مستقبل جنوب اليمن يكمن في المواقف المتطرفة التي يتبناها البيض، والتي تصطدم، بحسب قولها، بمواقف المجتمع الدولي بشأن مستقبل اليمن، فضلاً عن ارتباطات البيض بدول غير مرحب بها في المنطقة مثل إيران".
ويُقيم البيض في بيروت، ويدير قناة تلفزيونية تتبنى مطالب الانفصاليين في جنوب اليمن، وشغل منصب نائب الرئيس اليمني، بعد الوحدة بين الشمال والجنوب في 1990، لكنه عاد وأعلن الانفصال في العام 1994، مما أدى إلى نشوب حرب بين قوى الوحدة وقوى الانفصال، منيت فيها الأخيرة بالهزيمة، وفر على إثرها البيض إلى الخارج مع قيادات جنوبية أخرى آزرته في الصراع، فيما رفض التيار الذي يتزعمه البيض، مع قادة آخرين في الخارج المشاركة في الحوار الوطني الدائر في صنعاء برعاية دولية وأممية، في حين وافقت فصائل جنوبية أخرى على الانضمام إليه، بغية الخروج بتوافق عن شكل الدولة المقبلة في اليمن، وطبيعة العلاقة بين الشمال والجنوب.
وتبذل الأمم المتحدة، ممثلة في مستشار الأمين العام ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، جهودًا مستمرة في إقناع القيادات اليمنية الجنوبية في الخارج بالانضمام إلى الحوار الوطني، كما تسعى إلى ترتيب لقاء لهم يتفقون فيه على تبني مواقف موحدة إزاء مستقبل "القضية الجنوبية".
والتقى ممثلون عن التيارات الجنوبية في الخارج، الأربعاء، المبعوث الأممي بنعمر في نيويورك، في سياق الترويج لمطالبهم بشأن استعادة "دولة الجنوب اليمني"، وإنهاء الوحدة مع الشمال، في حين أفادت مصادر مطلعة، أن المبعوث الأممي طلب منهم الاتفاق بشأن مكان وموعد لقاء يجمع القيادات كافة في الخارج، لتوحيد وجه نظرهم بشأن القضية الجنوبية بما لا يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولي الأخيرة بشأن العملية الانتقالية في اليمن.
وتضاربت الأنباء عن سبب مغادرة القيادي الجنوبي البارز أحمد الصريمة للعاصمة صنعاء، التي كان يشارك فيها على رأس فصيل جنوبي واسع ضمن أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل المنعقد منذ 18آذار/مارس الماضي، حيث تم تعيينه نائبًا لرئيس المؤتمر إلى جانب 5 نواب آخرين، كما تم التوافق بين الأطراف السياسية المشاركة في الحوار ليترأس الفريق المكلف بملف القضية الجنوبية.
وقالت مصادر مطلعة، "إن الصريمة غادر منسحبًا من الحوار، لسبب رفض الرئيس اليمني الموافقة على تعيينه نائبًا له في رئاسة البلاد، في حين أكد الأمين العام لمؤتمر الحوار، الناشط الجنوبي الدكتور أحمد بن مبارك، في تصريحات نقلتها مصادر حكومية يمنية في صنعاء، الأربعاء، أن الصريمة غادر إلى العاصمة العمانية مسقط للعلاج، نافيًا الأنباء التي ترددت عن انسحابه من مؤتمر الحوار الوطني.
ومن المقرر أن يستمر الحوار الوطني في اليمن، الذي بدأ قبل نحو 5 أشهر أخرى، يناقش فيها المتحاورون الذين يمثلون غالبية القوى والأحزاب السياسية اليمنية، أبرز الملفات الشائكة، وصولاً إلى توافقهم المفترض بشأن كتابة الدستور الجديد، وشكل الدولة ونظام الحكم، وقضايا العدالة الانتقالية، وبما يكفل إنهاء النزعة الانفصالية في الجنوب والتمرد الشيعي في الشمال، وانتهاء بإقامة انتخابات عمومية في شباط/فبراير من العام 2014.
أرسل تعليقك