طائرة النقل العسكرية كازا 212 التي لعبت دورًا في نقل جنود المظلات إلى أفغانستان تقوم بمهمة في أفريقيا
واشنطن ـ يوسف مكي
كشفت محللون سياسيون مدى جدية الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب في أفريقيا، حيث يستعد "البنتاغون" لإنفاق الملايين من أجل إنشاء خدمة "التاكسي الطائر" تقوم بها شركات قطاع خاص، لنقل جنودها من الكوماندوز إلى كل مكان، بداية من ليبيا وحتى الكونغو. وأظهرت مذكرة حديثة صورة عقد أعدته وزار الدفاع الأميركية
بقيمة خمسين مليون دولار، ومن المنتظر أن يمنح لإحدى شركات المقاولات الخاصة خلال شهر آب/ أغسطس المقبل، ومن بين المهام الرئيسية التي سوف توكل إلى متعهدي تلك الشركات القيام بعملية نقل المصابين خلال العمليات التي تحيطها مخاطر كبيرة، وأن تكون الشركة المتعهدة قادرة على الانطلاق إلى المكان المحدد خلال ثلاث ساعات من إبلاغها المهمة، وهناك أيضًا مهمة نقل المعدات وجنود الكوماندوز من وحدة العمليات الخاصة عبر الصحراء في ما بين حدود 20 دولة أفريقية تقريبًا.
وسوف تقوم وزارة الدفاع الأميركية بإسناد مهام في وسط وشمال أفريقيا إلى المتعهدين المتواجدين في قاعدة عسكرية سرية في واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، ومن المرجح أن تكون تلك المهام بالتحديد في تشاد وليبيا ومالي وموريتانيا وغيرها من البلدان، بما فيها الجزائر والكاميرون ونيجيريا.
أما الدول الأقل ترجيحًا فهي الكونغو الديموقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وأوغندا، وهي دول يشتبه في اختباء زعيم المقاومة في أوغندا المعروف باسم جوزيف كوني فيها، والذي يعتبر نفسه المتحدث باسم الرب.
ويجيء بالإضافة إلى استهداف جوزيف كوني في الشرق الأفريقي تنظيم "القاعدة" في المغرب الإسلامي، الذي يمارس نشاطه في الشمال الأفريقي، ومن بين المستهدفين من تلك العمليات أيضًا مهربو المخدرات المتواجدون في كل مكان، بالإضافة إلى الجماعة الإرهابية المتواجدة في نيجيريا والمعروفة باسم "بوكو حرام"، وكلاهما مدرج في قائمة للقيادة الأميركية المختصة بالعمليات العسكرية في الدول الأفريقية.
ويأتي من بين المتطلبات الأخرى من المتعهدين أن تكون طائرتهم قادرة على حمل 1133 كيلوغرامًا من المعدات أو ما لا يقل عن ستة ركاب يحمل كل منهم معه سلاحه الخفيف وبعض الذخيرة، والقيام بطلعات طيران مدتها 1000 ساعة كل عام لمدة تزيد على أربعة أعوام.
وينبغي أن يكون المتعهدون قادرين على إسقاط حِزَم من المعدات والتجهيزات التي تعدها الحكومة الأميركية، والقيام بعمليات الإنزال المظلات.
وعندما يكون المتعهد بطائرته في الهواء فهو في حاجة إلى أن يكون قادرًا على إدارة العلمليات من الكثير من المناطق العاملة الأمامية، وأن تكون الطائرة قادرة على نقل ما لا يقل عن أربعة مرضى وطبيب في كل مرة.
ويُرجح أن تكون الطائرة متوسطة الحجم مثل الطائرة "كازا 212"، وهي الطائرة الوحيدة المتعددة المحركات، والقادرة بالفعل على القيام بالعمليات المطلوبة كافة وفقًا للمعايير القياسية.
وتقوم القيادة الأميركية المختصة بعمليات في أفريقيا باستخدام متعهدين ومقاولين للقيام بمهام رقابية وعمليات رصد من قاعدتها في واغادوغو، وفقًا لبرنامج تجسس يحمل اسم "رمال الغدير".
وتُعتبر هذه العمليات ضرورية من أجل الحفاظ للولايات المتحدة على موضع قدم عسكري صغير في أفريقيا.
أرسل تعليقك