الزّهّار يُؤكّد أنّ الرّد على اغتيال الجعبري كان بضرب تلّ أبيب وهدفنا غزو الاحتلال

غزة – محمد حبيب قال عضو المكتب السّياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الدّكتور محمود الزّهّار إنّ الاحتلال الصّهيوني لم يكن يعلم أن اغتيال قائد القسّام أحمد الجعبري سيقابله قصف "تل أبيب". وأضاف الزهّار في كلمة له خلال العرض العسكري الذي نظّمته كتائب القسّام في شارع الجلاء وسط غزة مساء الخميس "بدأ العدو هذه المعركة غدرا باغتيال القائد الجعبري، ظنّاً منه أن حماس ستسكت ولم يكن يعلم أن الردّ سيكون وفق معادلة "إذا كان الجعبري أولا عند الاحتلال فإنّ قصف تل أبيب أولاً عند القسام".
وتابع القيادي في حركة حماس "نتذكر في هذه الوقفة مؤسسي الحركة الشيخ أحمد ياسين والمقادمة والرنتيسي وأبو شنب والقادة كلهم"، مُبيّناً أن قيادة المقاومة كانت وسط شعبها في ظل معركة حجارة السجيل ولم تفارقه.
وأشار الزهار إلى أن الاحتلال الصهيوني بدأ يبحث عن تهدئة مع المقاومة الفلسطينية منذ اليوم الأول من معركة السّجّيل، موضّحا أن التّهدئة جاءت بشروط المقاومة.
ولفت الزهار إلى أن حركة حماس نجحت في المزاوجة بين الحكم والمقاومة، معتبرا أن اختطاف اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وحماس في سدّة الحكم كان أكبر دليل على ذلك.
وشدّد على أن حركته نجحت أيضا في الحفاظ على استقلال موقفها وقرارها، ولم تخضع لأي ضغوط عليها.
وفي تعليقه على اكتشاف الاحتلال نفق خانيونس قال الزهار "من حقنا أن نحفر في أرضنا لندافع عن شعبنا، فنحن لا نعترف بهذه الحدود، إنما حدودنا هي كل فلسطين".
وفيما يتعلق بملف المصالحة مع حركة فتح أكّد الزّهار أنّ حركته أدّت واجبها تجاه المصالحة وقدّمت تنازلات كثيرة من أجل تحقيقها، إلا أن حركة فتح أخلّت في تطبيق الاتفاقات.
وأوضح القيادي في حماس أنّ المصالحة لن تعني عودة اعتقال المقاومين أو استمرار التنسيق الأمني مع الاحتلال.
كما اتهم الزهار قادة حركة فتح بالتخاذل في كشف منفذي جريمة اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، داعيا في الوقت نفسه المفاوض الفلسطيني بالتوقف عن "العبث".
ودعا الزهار القوى والفصائل السياسية للمشاركة في إدارة قطاع غزة، مطالبا من أسماهم بـ" العابثين" بأن يكفوا عن إلقاء الأبرياء في التهلكة.
كما جدد عضو المكتب السياسي لحماس تصميم حركته على تحرير الأسرى جميعهم من سجون الاحتلال، مبينا أن نفق شرق خانيونس أكبر دليل على أن الحركة لن تنسى أسراها.
وفيما يخص الشأن المصري أكد الزهار أن حماس لم تعبث بأمن مصر، وحافظت على سلاحها مُصوّباً نحو العدو الصهيوني، معتبرا أن كل ما قيل علن الحركة ليس له أي أساس من الصّحّة.
ووعدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الاحتلال الإسرائيلي بعدم الأمان في أيّ بقعة من بقاع فلسطين المحتلة خلال أي مواجهة آتية، متعهّدة للأسرى في السّجون الإسرائيليّة بالاحتفال بتحريرهم قريباً، مُشدّدة على أنها بعد عام على حجارة السّجّيل أكثر قوة وبأضعاف مضاعفة.
وقال القيادي في كتائب الشهيد عز الدين القسام رائد سعد خلال كلمة القسّام في العرض القسّامي المهيب في مدينة غزة مساء الخميس "نؤكد أننا أقوى أضعافاً مضاعفة مما كنّا سابقاً، فالشّدائد لم تضعفنا ومن ورائنا أمة هي خير أمّة أخرجت للنّاس".
وفي رسالة وجهها للاحتلال توعّد القائد القسّامي الإسرائيليّين بعدم الأمان في أي بقعة من أرض فلسطين، مهدّداً بحرب ضروس ما لم يتوقف المغتصبين عن المساس بالمقدسات الإسلامية في القدس، وقال "كفّوا عن القدس فغضبنا أكبر مما تتخيلون وسترون ذلك عياناً".
وانتقد سعد المفاوضات التي تجريها سلطة رام الله مع الاحتلال الإسرائيلي، داعياً الفصائل العسكرية وخصوصا التابعة لحركة فتح وخصوصا في الضفة المحتلة أن يتجهزوا للمعركة الآتية، وقال "عدونا لا يفهم إلا لغة الجهاد والمقاومة ولا تخدعنكم المفاوضات التي لن تأتي إلا بالمزيد من الهزائم والتنازلات".
وتعهّد في ذكرى استشهاد الجعبري " مهندس صفقة وفاء الأحرار" للأسرى بالعمل حتى الاحتفاء بهم جميعاً وهم محررون، في إشارة إلى تنفيذ عمليات أسر جديدة ومبادلتهم بالأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
ووعد القيادي في كتائب القسام الشعب الفلسطيني أن يبقى القسام يعمل على التجهيز للزحف نحو القدس وقال" لن تثنينا شدّة عن مواصلة مشوارنا".
وفي إشارة على رفض كتائب القسام لحالة الحصار وتهديده بتقديم ما ينهي هذه الحالة اللا إنسانية المفروضة على غزة قال سعد "صبرنا لن يطول على الحصار الظالم ضد شعبنا"واختتم القائد رائد سعد كلمته بالقول "نحن على موعد قريب مع نصر أكبر من نصر حجارة السجّيل".
ونظّمت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" عروضًا عسكرية ضخمة جابت شوارع مدينتي خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة، إحياءً للذكرى الأولى لمعركة "حجارة السجيل".
وشهدت شوارع وأزقّة مدينتي رفح وخانيونس انتشارًا مكثفًا لعناصر القسام مُنذ الصباح الباكر، فيما جابت الجيبات العسكرية والدراجات النارية المُحملة بالعناصر المُلثمة والمدججة بالسلاح بمختلف أنواعه الشوارع، رافعة الأعلام الفلسطينية بجانب أعلام حركة حماس وكتائب القسام وجماعة الإخوان المسلمين.
وفي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، خرجت عشرات الجيبات العسكرية والدراجات النارية المُحملة بعناصر القسام في تمام الساعة العاشرة صباحًا من أمام موقع كتائب القسام غرب المدينة، بمسيرةٍ هي الأضخم للكتائب في المدينة، جابت شوارعها وأحياءها بشكلٍ شبه كامل، من شرقها حتى غربها ومن شمالها حتى جنوبها.
وارتدى عناصر القسام الأقنعة السوداء واللباس العسكري، فيما حمل المُلثمون أسلحةً تنوعت ما بين الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، وأسلحة نارية كـ "الكلاشنكوف، إم16، 250 وغيرها من الأسلحة الأخرى.
وصدحت العناصر المشاركة بالعرض الذي حمل عنوان "لبّيك يا أقصى" بالتكبير والتهليل، رافعين أصبع السّبّابة، فيما تعالت أصوات الأناشيد الوطنية والحماسية، التي تشدوا لحركة حماس والقسام والمقاومة الفلسطينية، وبعض رموزها أمثال الشهيد أحمد الجعبري.
وتعالت عبر مكبّرات الصوت التي وضعت على سيارة تقدمت موكب العرض، كلمات حماسية لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل ورئيس الوزراء إسماعيل هنية ورئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل رائد صلاح، والناطق الإعلامي باسم القسام أبو عبيدة، والقيادي بحماس مشير المصري.
وتميّز العرض العسكري المهيب بالالتفاف الجماهيري الحاشد حوله، حيث اصطف المواطنون وطلبة المدارس على جنبات الطرق وتوقف سائقو المركبات على المفارق ومداخل الطرق كي لا يعترضوا سير الموكب، فيما رفع المواطنون شارة النصر بأياديهم تحية لعناصر القسام الذين بادلوهم نفس الفعل.
وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا، انتهى عرض القسام، بعدما جاب أحياء "تل السلطان كندا، الشابورة، الشعوت، زعرب، غربة العدس، مصبح، الجنينة، السلام، البرازيل، يبنا، البلد، موراج، النصر، المشروع، الشوكة، أبو الحصين..".
وعند الساعة 12 ظهرا، بدأ عرض مماثل لأكثر من 100 جيب عسكري و200 دراجة نارية مُحملة بعناصر كتائب القسام بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، ترافقهم سيارة الإذاعة التي صدت بالتكبير والتهليل والتحية لشهداء كل منطقة يعبر منها الموكب.
وشهد العرض إقبالا شعبيًا كبيرًا، وبدا ذلك واضحا من خلال اصطفاف المئات من المواطنين على جنبات الطرق العامة والفرعية التي مر الموكب منها.
وتميّز عرض خان يونس عن غيره من العروض التي تمت بباقي المدن، حتى عن تلك العروض التي سبقته في المدينة، من خلال الكم الكبير من العناصر التي شاركت به، والتنظيم والترتيب والانضباط والأسلحة المعروضة.
وجاب موكب العرض الذي تخللته الأناشيد الحماسية والوطنية "خان يونس البلد، عبسان الكبيرة والصغيرة وبلدتي بني سهيلا وخزاعة، القرارة، المعسكر، حي الأمل، المشروع، قيزان النجار، جورة اللوت، العمور، الفخاري، محررة موراج، معن، الشيخ ناصر".