بيروت - العرب اليوم
لليلة الثالثة على التوالي تشهد بيروت صدامات عنيفة، وتتحول الطرقات المحيطة بساحتي الشهداء ورياض الصلح إلى ساحة حرب، بعد محاولات متكررة من قبل أنصار "حركة أمل" وميليشيات "حزب الله"، لاقتحام الساحات حيث يتجمهر المتظاهرون.
وقرابة منتصف ليل أمس توجهت مجموعة كبيرة تضم أكثر من مئتي شاب من أنصار أمل وحزب الله من منطقة "الغندق الغميق" باتجاه جسر الرينغ في محاولة للوصل إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، فتصدت لها قوة مكافحة الشغب وعناصر الجيش اللبناني الذي عزز من تواجده في المنطقة.
وحصل كر وفر وصدامات بين الجانبين لأكثر من ثلاث ساعات، واستخدمت القنابل المسيلة للدموع، بينما لجأ انصار أمل وحزب الله إلى رشق قوى الأمن والمتظاهرين وللإعلاميين بالحجارة والمفرقعات وإحراق سيارتين وتكسير ممتلكات خاصة وعامة، ما أدى إلى إصابة العشرات بجروح.
وأعلن الدفاع المدني أن عناصره عملت على معالجة وتضميد إصابات 43 مواطنا ونقل 23 جريحا للمستشفيات لتلقي العلاج، وتزامنت التطورات في بيروت مع اعتداءات من قبل مجموعات "مشبوهة" على خيم وتجمعات المتظاهرين في أكثر من منطقة لبنانية.
ففي بلدة الفاكهة البقاعية شرقي البلاد، أقدمت مجموعة على حرق خيم المتظاهرين، وإطلاق النار في الهواء قبل أن تفر إلى جهة مجهولة، وفي صيدا جنوبي البلاد، اقتحمت مجموعة من الشباب خيم المتظاهرين في ساحة إيليا، واعتدوا على الأشخاص فيها، وحطموا الخيم، ودعا المتظاهرون في صيدا إلى الإضراب العام اليوم استنكارا على الاعتداء الذي تعرضوا له.
وتأتي المحاولات المتكررة لترهيب المتظاهرين والاعتداء عليهم في الساحات في وقت تتعقد فيه أكثر مسألة التكليف والتشكيل بعد تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة من الاثنين إلى يوم الخميس نتيجة عجز الحريري عن تأمين الغطاء والدعم من الكتل النيابية المسيحية لتكليفه بتشكيل الحكومة، وعدم التوافق على أي شخصية أخرى لتسميتها يوم الخميس في حال جرت الاستشارات كما هو مخطط لها.
ويستنكر الشارع عملية المماطلة المستمرة وعدم احترام المسار الدستوري لتكليف والتشكيل فيما الأزمة المالية والاقتصادية باتت تهدد لقمة عيش اللبنانيين دون أي مسار واضح لكيفية إحداث خرق في الفراغ الحكومي المستمر منذ خمسين يوما.
قد يهمك أيضًا
تجدد التوتر في بيروت بعد مواجهات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب
غضب يقطع عدد من الطرقات في لبنان بعد يوم واحد من استخدام "القوة المفرطة"
أرسل تعليقك