دمشق ـ العرب اليوم
ازدادت خلال الآونة الأخيرة حدة الهجمات الإسرائيلية على سورية، حيث قصف الجيش الإسرائيلي عدة مواقع داخل دمشق أسفرت عن وقوع قتلى ومصابين، ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن شخصا قُتل وأصيب ثلاثة جنود في "عدوان إسرائيلي" على ريف دمشق، وقالت الوكالة إن وسائط الدفاع الجوي السورية تصدت "لعدوان إسرائيلي" بالصواريخ في سماء دمشق. وقال مراقبون إن "تكثيف إسرائيل لهجماتها على سورية تأتي بسبب عدة عوامل، منها محاولة تثبيت موقفها واستغلال فرصة المرحلة الانتقالية قبل تسلم بايدن الرئاسة الأميركية"، وزادت وتيرة الهجمات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، حيث تسبب قصف اسرائيلي ليل الخميس الجمعة على منطقة مصياف في ريف حماة الغربي بمقتل ستة أشخاص بحسب عدة مصادر.
وذكر المصدر، وفق ما نقل الإعلام الرسمي السوري، أنه "في تمام الساعة الواحدة والنصف (22:30 ت غ) من فجر اليوم، نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من شمال الجليل، استهدف وحدة من دفاعنا الجوي في منطقة النبي هابيل" في ريف دمشق، وأضاف "تصدت وسائط دفاعنا الجوي لبعض صواريخ العدوان الذي أسفر عن ارتقاء شهيد وجرح ثلاثة جنود ووقوع خسائر مادية". ولم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي. واكتفى متحدث باسم الجيش بالقول لوكالة الأنباء الفرنسية "لا نعلق على تقارير ينشرها الإعلام الأجنبي"، وقال الدكتور على الأحمد، السياسي السوري، وعضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، إن "تكثيف العدوان الإسرائيلي على سورية مرتبط بعدة عوامل منها داخلية للكيان بسبب الأزمات الداخلية ومرحلة إعادة ترتيب الواقع الحكومي وقضايا الفساد".
وأضاف الأحمد أن "هناك أيضا انتخابات الرئاسة الأميركية، وما أفرزته من نتائج لفوز بايدن، ومحاولة إسرائيل تثبيت حالتها في المنطقة من خلال عدم السماح لسورية بالتعافي داخليًا، وخلق حالة من الوهن لدى الشارع السوري بأنه غير قادر على ردع أي عدوان من أجل التأثير على حالته النفسية". وتابع السياسي السوري: "الكيان الإسرائيلي يعتبر سورية الجسر الواصل بين إيران وحزب الله، ويريد دائمًا ضرب هذا الجسر لقطع وعدم السماح بالاتصال المباشر ما بين إيران والعراق وسورية ولبنان، وهو أحد الأهداف الرئيسية دائمًا لدى العدوان". وأكد الأحمد أن "تكثيف الهجمات الإسرائيلية على سورية يأتي من أجل زيادة هذه العوامل، ويحتاج الكيان إلى تكثيف هجماته من أجل تحقيق الأهداف المرجوة".
وقال المحلل السياسي السوري، فريد سعدون، إن "هناك مرحلة انتقالية قبل تسلم إدارة الرئيس الأميركي بايدن الحكم، وتشكيل إدارة جديدة، ربما تكون مختلفة كليًا عن إدارة ترامب، فهي مرحلة الفرصة الضائعة، وتحاول كل دولة لديها أجندات أن تحققها قبل ذلك، لتحقيق مكاسبها"، وأضاف سعدون أن "هناك العديد من المؤشرات على ذلك، منها التصعيد الإسرائيلي في سورية، وكذلك دخول غواصة إسرائيلية لمياه الخليج للضغط على إيران، واستغلال المواقف لترسيم الحدود البرية والبحرية مع لبنان". وتابع المحلل السياسي السوري: "إسرائيل تحاول أن تستغل هذه الفترة التي ربما لا تتكرر مرة أخرى لتعزيز موقفها التفاوضي، والضغط من أجل مصالحها في المرحلة المقبلة، فهناك وقت ضائع يحاول الجميع استغلاله".وكثفت إسرائيل في الأعوام الأخيرة وتيرة قصفها في سورية، مستهدفة بشكل أساسي مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله".
قد يهمك ايضا:
إسرائيل تتوعد برد باهظ جدًا على أي هجوم من إيران وشركائها
الجيش الإسرائيلي يشن غارة على قطاع غزة
أرسل تعليقك