المقاومة السورية ليست مؤهلة لإسقاط نظام الأسد رغم التسليح الأميركي
آخر تحديث GMT06:37:33
 العرب اليوم -

يتمتع بمزايا تجعله متفوقًا منها الأسلحة الكيميائية والسلاح الجوي

المقاومة السورية ليست مؤهلة لإسقاط نظام الأسد رغم التسليح الأميركي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المقاومة السورية ليست مؤهلة لإسقاط نظام الأسد رغم التسليح الأميركي

أحد عناصر المعارضة السورية

واشنطن  ـ يوسف مكي يتوقع محللون عسكريون أن المعارضة السورية لن تنجح في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، حتى وإن تم تسليحها من الغرب، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة الأميركية جدلها ونقاشها، بشأن إمكان تسليح المعارضة، الأمر الذي يعتقد هؤلاء المحللون بأنه لن يحدث. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تستطيع أن تمد المقاومة السورية بالكثير من المعدات الثقيلة، بداية من الصورايخ المضادة للطائرات، المحمولة على الأكتاف، وحتى أنظمة الاتصال، والسيارات المدرعة، الأمر الذي سوف يطيل أمد الصراع، على نحو يمنع بشار الأسد من القضاء على المقاومة السورية، إلا أنه من غير المحتمل أن يساعد على ترجيح كفة ميزان الحرب لصالح المقاومة السورية، كي تطيح تمامًا بنظام الأسد.  
وتشير صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن أوباما يدرس حاليًا أنواع الأسلحة، التي يمكن منحها للمقاومة السورية، والتي تشمل صواريخ أرض جو، ويتمثل الهدف الأميركي في شحن أسلحة للمقاومة السورية، ودعمها في الحرب الأهلية، من أجل إسقاط نظام الأسد، ولكن دون التزام عسكري قاطع تجاهها (المقاومة السورية).
ولا يعتقد الكثيرون من الخبراء الاستراتيجيين بواقعية هذا المنهج، وذلك في ضوء أن الأسد يتمتع بالعديد من المزايا، التي تجعله متفوقًا على المقاومة السورية، حتى ولو قرر أوباما منح المقاومة المزيد من الأسلحة، حيث يمتلك الأسد جيشًا قوامه يزيد عن 50 ألف جندي، كما أنه يتفوق بالسلاح الجوي، هذا فضلاً عما يمتلكه من أسلحة كيميائية، وحتى يمكن التغلب على تلك المزايا، فإنه لابد من تدخل حلفاء الولايات المتحدة، بسلاحها الجوي، وهي خطوة تحاول إدارة أوباما، لاسيما العسكريون، تجنبها.
ويقول الضابط السابق في البحرية الأميركية، والمحلل في معهد دراسات الحرب كريستوفر هارمر أن "النظام السوري لن ينهار حاليًا، كما أنه ليس على حافة الانهيار، وهو كلام يردده الجميع، على مدار 18 شهرًا، هو يتقلص، وقد يضطر إلى مزيد من التقلص والانكماش، ولكنه لن ينهار طالما كان قادرًا على السيطرة على الأسلحة الكيميائية التي يملكها"، ويضيف أن "هناك عددًا من أنظمة الأسلحة، التي يمكن للولايات المتحدة أن تمد بها المقاومة، بكميات ضخمة، وتكلفة أقل، ومن بينها نظام الإشارات اللاسلكية، الذي تستخدمه قوات الولايات المتحدة وحلفائها في نقل المعلومات، والمكالمات، والذي يمكن أن يعزز من وضع المقاومة، وهناك أيضًا سيارات (هامفيز)، والشاحنات حمولة 5 طن، والتي يمكن أن تخفف من حجم مشاكل النقل على جنود المقاومة، وتحميهم من  القوة الجوية التي يملكها الأسد، وكذلك الأسلحة المضادة للدبابات المدرعة، مثل (أيه تي 4) أو (أف جي إم جافيلين)، التي يمكن أن تهاجم العربات المدرعة، وصورايخ (ستينجر) المحمولة على الأكتاف، التي يمكن أن تنال من طائرات ومروحيات نظام الأسد، وتحرمها من التحليق فوق المناطق التي يسيطر عليها قوات المعارضة"، وأوضح أنه "من شأن هذه المجموعة من الأسلحة أن تشكل ضغوطًا هائلة على نظام الأسد، وتساعد على اقتناص حلب منه، وانحصار قواته في المناطق الساحلية ودمشق، وقد يستمر الوضع على هذا الحال المعلق، على نحو يضطر الولايات المتحدة إلى مزيد من التدخل في الصراع".
ويرى محللون أن "الإدارة الأميركية تعيش هاجس أنها تدفع دفعًا نحو التورط في حرب أهلية أخرى في الشرق الأوسط، وهناك خيار آخر، يدعو له بعض نواب الكونغرس، ويتمثل في استخدام الولايات المتحدة وحلفائها القوة الجوية، لتحييد القوة الجوية الأسدية، من خلال فرض منطقة حظر جوي، وإطلاق صواريخ (توماهوك) من الغواصات في البحر المتوسط، على أجهزة الدفاع الجوي السورية، التي تم تحديثها أيرًا، واستخدام نظام صورايخ (باتريوت) من تركيا، واستخدام طائرات (إف 15)، و(إف 16)، و(إف 22)، مع التأكيد على أهمية منع دخول الطيران الإيراني، بأسلحته، والطيران السوري إلى الساحة، لدعم القوات السورية".
ويعتقد هارمر أن "مجرد تحييد القوة الجوية السورية، سوف يفتح المجال أمام المفاوضات، أو انحسار القوة العلوية، في المناطق الساحلية، وهو احتمال أكثر ترجيحًا، بما يعني أن في نهاية المطاف انهيار نظام الأسد".
وعلى الجانب الآخر، هناك من المحللين من يرفض ذلك السيناريو، لما يكتنفه من مخاطر، أقلها احتكاك الطيران الأميركي مع الطيران الإيراني، الأمر الذي يجعل الرئيس أوباما في موقف لا يحسد عليه، حيث أنه لم يعد سرًا أن سورية تمثل حالة حرب لا يرغب الجيش الأميركي في خوضها، والذي يرى قادته أنها تنطوي على مخاطر بالنسبة للطياريين الأميركيين، كما أنها سوف تستغرق وقتًا أطول من الوقت الذي استغرقته الحملة على ليبيا.
ويحذر وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل من أن "الكونغرس بات في وضع موحل في سورية"، في حين قال أحد كبار المسؤولين في الجيش الأميركي أن "أميركا سبق وأن سقطت في مثل هذا الوضع، الذي لا نهاية له، وأنها ليست على استعداد للتورط في مثله ثانية، اضف إلى ذلك أن الجيش الأميركي يرى أن التدخل في سورية يتطلب 70 ألف جنديًا، لتأمين الأسلحة الكيميائية السورية وحدها، وهي قوة تفوق تلك التي كانت في أفغانستان، والسؤال الذي يطرح نفسه على الساحة هو ماذا لو فشل أوباما في إسقاط نظام الأسد، من خلال التدخل الجوي، وكيف سيقاوم الضغوط التي تدعوه للتدخل البري عندئذ؟، وفضلاً عن هذا وذاك، هناك أيضًا قضايا جوهرية، لا ينبغي تجاهلها، مثل مسألة من سيحكم سورية بعد سقوط الأسد، وكيف تمنع أميركا سقوط أسلحة المقاومة السورية في أيدي الجماعات المتطرفة، التابعة لتنظيم (القاعدة).
في كل الأحوال، فإن الخيارات المطروحة كافة أمام الولايات المتحدة، سوف تطيل أمد الصراع، على نحو يصعب وضع نهاية له، والخلاصة أن على أوباما أن يفكر كثيرًا قبل أن يبدأ في الحديث عن تجاوز "الخطوط الحمراء"، وما بعده.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة السورية ليست مؤهلة لإسقاط نظام الأسد رغم التسليح الأميركي المقاومة السورية ليست مؤهلة لإسقاط نظام الأسد رغم التسليح الأميركي



GMT 17:49 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 13 شخصا في هجوم نسب لقوات الدعم السريع في وسط السودان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab