تخشى جميع النساء من سماع تشخيص الطبيب عندما يتعلق الأمر بسرطان الثدي، فواحدة من بين ثمانية نساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض في مرحلة ما من حياتهن، كما يتوقع إصابة ما يقرب من 300 ألف حالة كل عام في الولايات المتحدة الأميركية، أما في بريطانيا فإن عدد الحالات المصابة بسرطان الثدي يبلغ حوالي 55 ألف حالة.
وتناول عدد لا يحصى من الدراسات العلمية التحقق من عوامل الخطر وتحديد الحالات التي تسقط ضحية لمثل هذا المرض، ومن منهن تمكنت من الإفلات، ومع ذلك فإن الخبيرة في شؤون إنقاص الوزن والاستشارية التابعة إلى خدمة الصحة الوطنية الدكتورة سالي نورتون، أدلت لصحيفة "الدايلي ميل" بأن نمط الحياة يلعب دورًا مهمًا في الإصابة بالعديد من أنواع السرطان.
وتؤمن نورتون شخصيًا بأن اعتناء المرأة يقيها من الإصابة بالأمراض، ولعل من بين الأمثلة على ذلك هو سرطان الثدي، فمن دون شك قد ينتقل سرطان الثدي في العائلة عبر الجينات الوراثية، وهو ما سيصعب معه القيام بشيء حياله، حيث وجد بأن بعض النساء التي تحمل جينات "BRCA" تزداد لديهن مخاطر الإصابة بالمرض.
ومن جانبها أثارت نجمة هوليوود آنجيلينـا جولي الوعي عندما كشفت قبل عامين أنها قررت القيام باستئصال وقائي للثديين، بعدما تنبأ لها الأطباء بأن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي تزداد لديها لتصل إلى 87%، فيما تعد نسبة الإصابة بسرطان المبيض 50%.
وأضافت الدكتورة نورتون، أنه إذا كانت الجينات تلعب دورًا في الإصابة بسرطان الثدي، فإن نمط الحياة يزيد أيضًا من مخاطر الإصابة بالمرض، وفيما يأتي إجابات لبعض التساؤلات حول المرض لكشف عدم صحة بعض ما يحيط بسرطان الثدي من خرافات.
- كم من حالات الإصابة بسرطان الثدي تعود إلى حمل جينات وراثية ؟
فقط ثلاثة من بين 100 نوع من أنواع السرطان ترجع إلى مشاكل جينية محددة، ولكن وجود أحد الأقرباء من الدرجة الأولى في العائلة مثل الأم أو الشقيقة مصاب بمرض السرطان من الممكن بأن يضاعف من مخاطر الإصابة.
وفي حال أن كان هناك العديد من الأقرباء المصابين بسرطان الثدي أو الأمعاء وبخاصة في سن الشباب، فمن المهم التوجه إلى الطبيب وتوضيح ذلك.
- كم عدد النساء اللواتي يتعرضن للإصابة بسرطان الثدي ؟
يعد سرطان الثدي الأكثر شيوعًا فيما بين النساء، بحيث تصاب واحدة من بين ثمانية، فيما تعد نسبة النساء اللواتي هن أقل من 50 عامًا إلى واحدة من بين خمسة.
- إذا كانت السيدة تعاني ورمًا في الثدي، ما مدي احتمال بأن يكون ذلك سرطان ؟
ليس بالضرورة أن يكون التورم في الثدي دليلًا على الإصابة بمرض السرطان بحسب ما تقول دكتورة نورتون، فالتورم سببه العديد من الأشياء منها الدورة الشهرية والخراجات والعدوى أو الكتل الحميدة، وقد تكون هذه التورمات كبيرة نسبيًا كما أنها ربما تكون غير مؤلمة.
ويمكن إزالة التورمات الحميدة التي تظهر في الثدي إذا لزم الأمر، ولكن في بعض الأحيان يمكن القضاء عليها عن طريق استخدام بعض أنواع العلاج، على أن أي تورم لابد وأن يقوم الطبيب بفحصه، خصوصًا في حال كان صعبًا وغير منتظم، ولا يمر بأي تحسن بعد انقضاء الدورة الشهرية، ما يتسبب في تجعد الجلد أو يكون مرتبط مع تغييرات تطرأ على حلمة الثدي.
- ما هو الوقت المناسب لإجراء فحص من أجل التحقق عما إذا كانت هناك إصابة بسرطان الثدي ؟
في بريطانيا، فإن الفترة التي يمكن فيها الذهاب إلى الطبيب لإجراء فحص والتحقق من عدم وجود سرطان بالثدي هي ما بين 50 و70 عامًا، ولكن يجري وضع معايير جديدة ليغطي الفحص النساء من عمر 47 وحتى 73 عامًا، كما أنه بالإمكان الاستمرار في طلب الفحص حتى بعد هذا السن.
وتجري الأشعة إما باستخدام الأشعة السينية التي يتم الاستعانة بها في الكشف عن التشوهات الصغيرة، أو باستخدام الموجات فوق الصوتية أو الرنين المغناطيسي، على أن الأشعة السينية تعد أقل جودة في إيجاد مشاكل حول كثافة الثدي.
- كم مرة يجب الكشف على الثدي ؟
إنه لأمر جيد إجراء الكشف عن الثدي مرة واحدة شهريًا، ما يمكن للمرأة التي تقوم بالفحص كل شهر من معرفة ما هو طبيعي بالنسبة لها، ما يجعلها أكثر ثقة عند اكتشاف أية تغييرات تطرأ على الثدي.
ويمكن للمرأة أيضًا إجراء الفحص بنفسها لأي تورمات باستخدام اليدين المغمورتين بالصابون خلال الاستحمام وكذلك أمام المرآة مع رفع اليدين أعلى الرأس ومن ثم وضعها على الفخذين للمساعدة في التعرف على التغييرات التي تطرأ في الجلد.
- هل الوزن الزائد يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي ؟
بالطبع، فالوزن الزائد له دور كبير في الإصابة بسرطان الثدي وأنواع أخري أيضًا من السرطان، فالدهون تنتج هرمونات من بينها الأستروجين، الذي يعتقد بأنه جزء رئيسي من الطريق المؤدي إلى سرطان الثدي، ومن ثم فكلما كان الوزن زائدًا فإن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي تزداد بالتبعية.
كما أن زيادة الوزن من شأنها أيضًا أن تقلل من عدد الدورات الشهرية "ما يقلل من كمية هرمون الأستروجين الصادر من المبايض"، ولعل هذا ما يفسر المفارقة في أن زيادة الوزن يمكن أن تقلل فعليًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي قبل سن اليأس، ولكن تزداد بعد انقطاع الطمث عندما تكون الدهون مصدر أكثر أهمية للأستروجين من المبايض.
- هل يمكن أن يتسبب مزيل العرق في الإصابة بسرطان الثدي ؟
لم يتم التوصل على وجه اليقين إلى دور مزيل العرق في الإصابة بسرطان الثدي، حيث لم تظهر بعض الدراسات أي تزايد في خطر الإصابة بالمرض، بينما أشارت بعض الدراسات الأخرى إلى أن من شأنها زيادة مخاطر الإصابة بالمرض نتيجة استخدام مركبات الألمنيوم في مضادات التعرق، نظرًا لأنها تمنع الغدد العرقية من القيام بوظيفتها بصفة مؤقتة ومن ثم تتراكم في أنسجة الثدي وينتج حينها بعض الآثار الخاصة بهرمون الأستروجين.
- هل تسبب حمالات الصدر الإصابة بالسرطان ؟
من الخرافات التي خرجت بها بعض الدراسات العلمية الفقيرة، هي أن حمالات الصدر يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، بعدما استندت إلى أن حمالات الصدر الضيقة تقلل من التصريف اللمفاوي من الصدر ما يتسبب في تراكم السموم التي يمكن أن تؤدي بدورها إلى الإصابة بالسرطان.
- ماذا عن المشروبات الكحولية والتدخين ؟
للأسف يعد التدخين عاملًا رئيسيًا في الإصابة بسرطان الرئة، ولكن تزداد معه خطورة الإصابة بأنواع أخرى من السرطان بما في ذلك سرطان الثدي وعنق الرحم والمعدة والفم والمثانة والمبيض، كما تم الربط بين سرطان الثدي مع الإسراف في تناول المشروبات الكحولية، حيث أن وحدة إضافية في اليوم يمكن أن تزيد معها مخاطر الإصابة بالسرطان بنحو 10%.
أرسل تعليقك