ستوكهولم - منى المصري
ارتفعت حالات "حمى الكلأ"، بسبب إنتاج النباتات لمزيد من حبوب اللقاح لفترة أطول، مما دفع العلماء إلى التحذير، في الأعوام الأخيرة، من انتشار وباء الحساسية في دول العالم المتقدمة.
وكشفت دراسة حديثة أن السبب في ذلك يعود إلى كل شيء، بدءًا من تنظيف المنازل فيما يعرف بـ"النظافة الفرضية"، وصولًا إلى زيادة التلوث في المناطق الحضرية، إلا أن أحدث الأبحاث في السويد، ألقت باللوم على ارتفاع مستويات حبوب اللقاح. ووجد الباحثون أن الحساسية ترتفع من حبوب اللقاح من 26 % إلى 39 % بين البالغين خلال الفترة من عام 1992 إلى 2012. وفي الوقت نفسه، يسبب شعر الحيوانات الأليفة والأشياء الرطبة، زيادة الحساسية.
وأكد الأكاديميون، من "ساهلجرينسكا"، أن واحد من كل 4 أشخاص في السويد مصاب حاليًا بـ"حمى الكلأ" وهو نفس المستوى في بريطانيا. وأوضحت الباحثة في الدراسة ليندا اكيرلجونغ، قائلة "نحن لا نؤكد أن أي تغييرات ذات دلالة إحصائية فيما يتعلق بالحساسية للحيوانات ذات الفراء أو العث أو العفن". ووفقًا لمؤلفي الدراسة، فإن مرضى الربو، الذين يعانون بقوة من الحساسية إزاء حيوانات الفراء أو الرطبة، تزال لديهم الحساسية حتى خلال فترة موسم حبوب اللقاح.
وأشار الطبيب أندرس بيجيري، الذي أجرى الدراسة، إلى أن مستويات حبوب اللقاح من العشب والبتولا زادت خلال فترة الدراسة الخاصة بموسم حبوب اللقاح، وهو تفسير محتمل للزيادة الفريدة في التوعية من حساسية حبوب اللقاح. ولفت الباحثون إلى أن الأنواع النباتية قادرة على إنتاج المزيد من حبوب اللقاح خلال فصول الصيف الدافئة، إذ تزيد متوسط درجة الحرارة في الصيف بنسبة 1.5 درجة منذ السبعينات. ولحساب الزيادة في حساسية حبوب اللقاح، استخدم القائمون على الدراسة، وخز الجلد واختبارات الدم لأكثر من 788 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 60 عامًا في السويد.
وكان المبحوثون جزءًا من مجموعة قوامها 18 ألف شخص شاركوا في استطلاع أكبر على أمراض الربو والحساسية. وقُورنت النتائج بعينة استطلاع الجمعية الأوروبية لصحة الجهاز التنفسي، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 46 عامًا من نفس المنطقة في الفترة من 1991و 1992. وكشف القائمون على الدراسة، في نتائجهم المنشورة في الدورية الطبية للحساسية التجريبية، أن الزيادة في الإصابة بحساسية حبوب اللقاح تحتاج إلى التوعية من تأثير الحساسية في هذا الموسم". وأضاف "هناك زيادة واضحة في تركيزات حبوب اللقاح مع ارتفاع في درجات الحرارة خلال فصلي الربيع والصيف".
وأضافوا "في الوقت الذي يُعرف أن التلوث يزيد الحساسية من حبوب اللقاح، فترتفع مستويات تلوث أكسيد غازات النيتروجين وثاني أكسيد النيتروجين وخاصة في السويد". ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين كانوا على تواصل مع الحيوانات الأليفة والحيوانات الأخرى في مرحلة الطفولة كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بالحساسية إزاء حبوب اللقاح. وعلى الرغم من إجراء الدراسة في السويد، فمن المرجح أن تنطبق نتائجها على بريطانيا، حيث تزيد كمية حبوب اللقاح بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الأعوام الأخيرة، وفقًا لمركز "حبوب اللقاح الوطني" في جامعة "ووستر".
أرسل تعليقك