باريس-العرب اليوم
كشفت دراسة فرنسية جديدة أن المرأة تجد صعوبة في الإقلاع عن التدخين أكثر من الرجال، على الرغم من أنها تدخن في العادة عدداً أقل من السجائر.
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" نتائج الدراسة التي فحص الباحثون فيها أكثر من 35 ألف مدخن، رجالاً ونساءً، ممن استخدموا وسائل الإقلاع عن التدخين - مثل منتجات استبدال النيكوتين، والتدخين الإلكتروني، وجلسات العلاج الفردية.
وكان متوسط عدد السجائر التي يتم تدخينها يومياً 23 سيجارة للنساء و27 سيجارة للرجال - لكن 55% من الرجال امتنعوا عن التدخين مقارنة بـ52% من النساء.
ومن المثير للاهتمام، أن حوالي 56% من النساء لديهن اعتماد شديد على النيكوتين مقارنة بـ60% من الرجال.
وكشفت مشرفة الدراسة إنغريد ألاغبي بجامعة بورغوندي أن النساء يدخن في العادة عدداً أقل من السجائر، وهن أقل اعتماداً على النيكوتين من الرجال، ومع ذلك يجدن صعوبة أكبر في الإقلاع عنه.
وأرجعت السبب إلى مجموعة من العوامل المساهمة المحتملة مثل: ارتفاع معدل انتشار القلق والاكتئاب وزيادة الوزن أو السمنة بين النساء.
وقارنت الدراسة بين المشاركين فيها نساء ورجالاً بين عامي 2001 و2018 في فرنسا، وشملت ما يقرب من 38 ألف مدخن تراوح أعمارهم بين 18 عاماً فما فوق، من بينهم 43.5% من النساء.
وكان متوسط عمر النساء في الدراسة 48 سنة، بينما كان متوسط عمر الرجال 51 سنة.
وكشفت النتائج أن كلاً من الرجال والنساء معرضون لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وكان ارتفاع الكوليسترول أكثر شيوعاً عند الرجال مقارنة بالنساء (33% من العينة مقارنة بـ 30%، وأيضاً كان ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً عند الرجال - 26% مقابل 23% للنساء، وكذلك مرض السكري 12% للرجال مقابل 10% للنساء.
علاوة على ذلك، كانت النساء (37.5%) أكثر عرضة للإصابة بأعراض القلق أو الاكتئاب من الرجال (26.5%).
في سياق متصل، تعتقد لويز روس، الخبيرة في المركز الوطني للإقلاع عن التدخين والتدريب في بريطانيا أن التدخين له "صلة عاطفية قوية" بالنساء.
وأضافت أن النساء يلجأن للتدخين للراحة بين المهام المتعددة التي يقمن بها مثل رعاية الأطفال الصغار أو رعاية الأقارب أو القيام بالأعمال المنزلية.
ونوهت روس التي تساعد الناس في الإقلاع عن التدخين بأن النساء غالباً ما يصفن السجائر بأنها «أفضل صديق».
وأوضحت: "عندما يقرر الرجال الإقلاع عن التدخين، فإنهم غالباً ما يتخذون وجهة نظر عملية وواقعية للغاية - يقررون فقط أنهم سيمتنعون ويقلعون ويحاولون ذلك".
من جانبه، أوضح جاكوب جورج، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية والعلاج في جامعة دندي أن تلك البيانات تعزز بشكل أكبر الحاجة إلى التركيز على الإقلاع عن التدخين لدى النساء، مشيراً إلى تحسن صحة الأوعية الدموية عندما يتحولن من تدخين السجائر إلى أجهزة مساعدة بديلة مثل السجائر الإلكترونية.
وكانت دراسات سابقة قد ذكرت أن السجائر الإلكترونية يمكن أن تؤدي إلى إدمان النيكوتين ولا تقلل بالضرورة من فرصة تلف القلب والرئة.
لكن روس قالت إنها "مسرورة دائماً برؤية شخص ما يدخن السجائر الإلكترونية vaping" لأنه يعني أنه لا يدخن، وهناك اختلاف كبير.
ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة بريستول البريطانية عام 2020، فإن الشعور بالوحدة يجعل الإقلاع عن التدخين أكثر صعوبة.
التفسيرات المحتملة للنتيجة تشمل أن السجائر هي مصدر الراحة أو التخفيف من القلق، أو توفير نشاط مألوف يمكن أن يملأ فترات زمنية طويلة.
وأشارت دراسة حديثة أخرى إلى أن التدخين يزيد من خطر الإصابة بفيروس كورونا عن طريق تثبيط الاستجابة المناعية للجسم.
قد يهمك ايضًا:
أرسل تعليقك