واشنطن - رولا عيسى
عندما كنا أطفالا، كان يبدو لنا أن العطلة الصيفية مستمرة إلى الأبد، كما كنا نشعر عند انتظار فترة الأعياد بأن الوقت يمرُّ كالدهر. ولكن ما هو السبب وراء شعورنا بأن الوقت اصبح سريعاً كلما تقدّمنا في العمر، فالأسابيع والشهور والفصول كلها تنتهي بسرعة مذهلة.
فقد كشف بحثٌ أن الوقت يمرُّ بسرعة أكبر لكبار السنّ، مما يجلعنا نشعر بأننا مشغولين. فهناك العديد من النظريات التي تحاول تفسير سبب مفهومنا لسرعة الوقت كلما تقدّمنا في العمر منها:
- تباطىء التمثيل الغذائي لدينا كلما تقدّمنا في العمر
قامت نظرية حول التغيير التدريجي للساعات البيولوجية الداخلية للإنسان، فعملية التمثيل الغذائي في الجسم تتباطأ كلما تقدّمنا في العمر لتتناسب مع تباطؤ ضربات القلب والتنفس. أما بالنسبة الى أجهزة الضبط البيولوجية لدى الأطفال فتنبض بسرعة أكبر، مما يعني أن التنفس وضربات القلب لديهم تكون أسرع وبالتالي يشعرون أن الوقت يمضي بطيئاً.
- المعلومات الحسّية الجديدة تؤدي إلى إبطاء الوقت
تشير نظرية أخرى الى أن مرور الوقت يرتبط بكمية المعلومات الحسّية الجديدة. لذلك تستغرق أدمغتنا وقتاً أطول لمعالجة المعلومات، ما يمنحنا الشعور بأن الزمن يمرّ ببطء، وهذا من شأنه أن يساعد على شرح الحركة البطيئة التي تحدث كثيراً لأشخاص قبل تعرّضهم لحادث ما بسبب أن الظروف غير المألوفة تعني وجود الكثير من المعلومات الجديدة.
- الإعتياد يجعل الوقت يمرّ أسرع
تقول النظرية أنه كلما تقدَّمنا في العمر نصبح أكثر دراية بالأشياء المحيطة. فنحن لا نلاحظ تفاصيل بيوتنا وأماكن العمل، ولكن بالنسبة الى الأطفال فيكون العالم مكاناً غير مألوف بالنسبة إليهم، ما يعني أن الأطفال يقومون بعمل شديد لاستيعاب الأفكار العقلية للعالم الخارجي. وتقترح هذه النظرية أن هذا الأمر هو الذي يجعل الوقت يمرّ ببطء عند الأطفال عكس كبار السن العالقين في روتين دائم.
- إنخفاض مستويات مادة الدوبامين
تقول هذه النظرية إن افراز مادة "الدوبامين" الكيميائية تساعدنا على قياس الوقت. فبعد سن الـ 20 عاماً، وصولاً الى عمر الشيخوخة، تنخفض مستويات مادة الدوبامين في الجسم، ما يجعلنا نشعر بأن الوقت أصبح أسرع.
- لا يتمّ قياس الوقت على مقياس خطي
يشير الإنخفاض الواضح في طول الزمن مع تقدّمنا في العمر، إلى وجود مقياس "لوغاريثمي" للوقت. وتًستخدم الجداول "اللوغاريثمية" بدلاً من المقاييس الخطية التقليدية عند قياس الزلازل أو الصوت. ولأن الكميات التي يتمّ قياسها من الممكن أن تختلف بدرجة كبيرة، فنحن بحاجة إلى قياس أوسع من أجل معرفة الزمن الحقيقي.
- العام الواحد يمثل نصف حياة طفل عمره عامين
بالنسبة الى طفل يبلغ العامين من عمره، يكون العام هو نصف حياته، وهذا هو السبب لشعوره بطول مدة إنتظار عيد ميلاده. أما بالنسبة الى شخص عمره عشرة أعوام، فيمثل العام الواحد 10% فقط من حياته، لذلك يجعل الإنتظار أقلّ. أما حين يبلغ الـ 20 عاماً من العمر، فسيكون العام الواحد بالنسبة إليه يمثل 5 % من حياته. ونظرا لهذه النظرية فإنه ليس من المستغرب أن الوقت يبدو أسرع كلما تقدّمنا في العمر.
أرسل تعليقك