أظهرت دراسة جديدة أنه يتوجب على الأمهات اجراء فحوص للاكتئاب ما بعد الولادة لمدة تصل الى سنة بعد الانجاب، نظرا لأن هذه الحالة تؤثر على أم من بين كل خمس أمهات جدد، وعادة ما تبدأ خلال الشهر الأول من فترة ما بعد الولادة، ويمكن أن تظهر الأعراض في أي وقت خلال السنة الاولى.
ولا تدرك العديد من النساء أنهن يعانين من اكتئاب بعد الولادة، لأنه يمكن أن يتطوّر تدريجيا"، ويبقى عادة غير مكتشفة ولا تعالج، ويتمثل التحدي الرئيسي بالنسبة للاطباء في تمييز الاكتئاب ما بعد الولادة من الاكتئاب العادي الذي يمثل حلقات قصيرة من تقلب المزاج والبكاء والذي يصيب 80% من الأمهات الجدد، وفي كثير من الاحيان تكون هذه الحالة أسوأ في الأسبوع الأول بعد الولادة.
وتكمن الصعوبة في تحديد عدد مرات تقلب المزاج للكشف عن الاكتئاب ما بعد الولادة، وأوضح الباحثون والأطباء النفسيون أنه من الضروري توظيف معالجين في عيادات الاطفال لمنع النساء من السقوط في شرك الاكتئاب.
وأشارت الدكتورة ايرين سميث من جامعة بيتسبرغ " ما يزال اكتئاب ما بعد الولادة قابل للتشخيص والعلاج، على الرغم من الاجماع واسع النطاق على انتشاره ووجود بعد النتائج المدمرة له."
ووجدت الدكتورة سميث في مراجعة للأبحاث السابقة أن العديد من حالات الاكتئاب ما بعد الولادة لا يمكن تحديدها وما يقرب من نصف الحالات التي يتم تشخصيها لا تسعى صاحبتها لتلقي العلاج، وتساهم هذه الحالة في اعاقة ترابط الاطفال حديثي الولادة مما يؤثر سلبا على نمو الطفل السلوكي والعاطفي.
ويوصي أطباء التوليد والأطفال بإجراء فحوصات للكشف عن اكتئاب ما بعد الولادة، ويجري هذه الفحوصات الأطباء الذين يقدمون الرعاية الروتينية للأمهات والرضع، وحلل فريق الدكتورة سميث الأدلة على أدوات الفحص والتوقيت والمكان، ووجدت الدراسة أن الفحص فورا بعد الوضع يكون أقل دقة، ولكنه يحسن الوصول الى الرعاية الصحية.
ولا يمكن للفحص الواحد أن يكشف عن هذه الحالة التي تتطور مع الوقت، وتحتاج ايضا النساء اللواتي لم يعانين منها مع الحمل الاول الى الفحص في المرات اللاحقة، وهناك العديد من الاستبيانات المتاحة التي تحدد بدقة الحالة.
ويعتبر أشهر هذه الاستبيانات استبيان أدنبرة لقياس الاكتئاب ما بعد الولادة والذي وضع في عام 1987 للمساعدة على تحديد النساء المصابات بالاكتئاب ما بعد الولادة والذي لا يستغرق الكثير من الوقت.
ويسأل الاستبيان المرأة التي وضعت طفلها اذا كانت تشعر بالحزن أو باليأس في الأيام السبعة قبل الاستبيان، وإذا كانت تشعر بالخوف أو الذعر بلا سبب وجيه، ويستخدم المهنيون الصحيّون الاستبيان كجزء من الجهود لمساعدة النساء اللواتي يناضلن من الناحية النفسية للوصول الى المساعدة والدعم اللذين يحتجنه.
ويمكن اجراء الفحص في العيادات ومكاتب الاطباء أو غيرها من العيادات التي توّفر الرعاية للنساء الحوامل وأسرهن، ويعتبر هذا الاستبيان الأكثر منطقيّة وسهولة في الفحص، وتابعت الدكتورة سميث أيضا أنه ينبغي ايلاء اهتمام وثيق للأمهات الجدد صاحبات تاريخ سابق في الاكتئاب، والمعرّضات لزيادة فرصة الاكتئاب الى 25% في المرات اللاحقة من الانجاب.
ويجب على المرأة أن تخضع لحالة تقييم للصحة العقلية والارادة، ويمكن يشمل العلاج علاجا نفسيا للحالات البسيطة، وقد يوصى بالدواء للنساء ذات الاعراض المتوسطة أو الشديدة، واسترسلت الدكتورة سميث " يعتبر فحص اكتئاب ما بعد الولادة مهما للكشف عن المرض، وسيسهل التشخيص المبكر العلاج."
ويحث الباحثون الاطباء النفسيين على التعرف على نهج الفحص المستخدم في منطقتهم، وأن يكونوا في حالة تأهب لاحتمال اصابة النساء بحالات اكتئاب ما بعد الحمل، والنساء الحوامل على حد سواء.
وأكدت " عندما يستخدم الفحص لوحده فهو لا يزيد من احتمال تلقي النساء العلاج والمتابعة." وأجرى الباحثون هذه الدراسة لتسليط الضوء أكثر على ضرورة تحسين متابعة الناس في العلاج لفترة أطول بعد التشخيص، ونشرت الدراسة في مجلة هارفارد للطب النفسي.
أرسل تعليقك