حذرت التقارير من دودة البهارسيا المنتشرة في أفريقيا والتي تسمى هناك حمى الحلزون، وذكرت منظمة الصحة العالمية أن دودة طفيلية تسبب للمرض، وأن أكثر من 61.6 مليون شخص أصيب بها وعولجوا في عام 2014 وكان معظمهم من أفريقيا, وحدَّثت بعض البلاغات عن حالات مماثلة في بريطانيا أيضا، نظرا لأن السفر الى أفريقيا أصبح أرخص وأسهل، ويأخذ الطفيل العديد من الأشكال المختلفة خلال أنماط حياته المعقدة، ويصيب الجسم عندما يكون على شكل يرقات ويعيش في البحيرات العذبة والأنهار.
ويصاب معظم الناس بالدودة أثناء استمتاعهم بالرياضات المائية، ولا تكاد هذه الدودة تكون مرئية بالعين المجردة وتدخل الى جسم الانسان من خلال الجلد في أقل من 10 دقائق، وفي المرحلة الاولى لا تؤدي الى أي أعراض واضحة باستثناء حكة في منطقة دخولها، وهي حكة معروفة باسم حكة السباحين.
ويعاني المصابون بها بعد ثلاثة الى ستة أسابيع من حمى، ويحدث هذا الامر عندما يبدأ الطفيل بالانتشار في جميع أنحاء الجسم، فتبدأ ردة الفعل التحسسية، وأوضح المحاضر والاستشاري في مدرسة ليفربول للطب نيك بيتشينغ " تعرف هذه المرحلة باسم حمى كاتاياما، وقلة من الناس تدرك هذه الاعراض، وعادة ما تتجاهلها لأنها ستذهب لوحدها."
ويصعب في هذه المرحلة ايضا التأكد من الاصابة بالدودة، نظرا لأن معظم الاختبارات المتاحة تظهر نتيجة سلبية خاطئة عند الفحص، ويبدأ المرض بعد ثلاثة أشهر من الاصابة الاولية بالتجذر في الجسم، وتبدأ بعده الاعراض الغير سارة مثل الاسهال الدموي والحمى والبول الاحمر أو الملون.
وتنتقل الدودة بعد نضوجها للإقامة في مراكزها المفضلة وهي الأمعاء أو الكبد، ويصل طول الناضجة منها الى 2.5 سم وتنتج ملايين البيوض التي تنتقل عبر مجرى الدم الى جميع انحاء الجسم أو تشق طريقها عبر الامعاء أو المثانة، ويمكن أن ينزل البيض مع البول أو البراز.
وأضاف الدكتور نيك " هذه النقطة التي يستطيع فيها الاختبار الجزم بأن الانسان مصاب بالبهارسيا." وتظهر فحوص الدم اثار مستويات الاجسام المضادة المحددة، ويمكن رؤية البيض في عينات البول أو البراز، ويشك أكثر من نصف الرجال الذين يعانون من هذا المرض أنهم مصابون به من خلال السائل المنوي الذي يظهر على شكل حبيبات، لأن البويضات تصل الى غدة البروستاتا وتطرد عن طريق العضو الذكري.
وأظهرت الدراسات أن البيوض الحية يمكن اكشف عنها في السائل المنوي قبل عدة أسابيع من ظهورها في البول أو البراز، ولبيوض البلهارسيا شكل محدد معروف، وعند التعرف على المرض يكون العلاج بسيط وفعال من خلال دواء يسمى برازيكوانتل الذي يقضى عليها.
ويجب تناول العلاج لان هذه الدودة تسبب مضاعفات على المدى الطويل تشمل سرطان المثانة أو الفشل الكلوي أو تليف الكبد، وهناك علاجات وقائية يمكن أن تساهم في الحد من عدد الحالات المصابة وتخفض معدل الوفيات في المناطق التي يعتبر الخطر فيها أعلى.
ويوصي الصيدلاني غيسون غيبس المسافرين بالابتعاد عن بحيرات المياه العذبة والانهار، وتعتبر بحيرة ملاوي الواقعة في شرق أفريقيا من اشهر الاماكن التي تأوي هذه الطفيليات، ويتعرض السباحون في هذه البحيرة الى خطر الاصابة بنسبة 75% بعد الاقامة أسبوع واحد هناك، واذا كانت السباحة لا مفر منها يمكن أن يساعد في تجنب الاصابة فرك الجلد بخفة بمنشفة خشنة للتأكد من سحقها.
وأوضح غيبس " هذا يقتل اليرقة التي تحاول اختراق الجلد." وتشير بعض الأبحاث أن مادة ديت الكيميائية يمكن أن تساعد على صد الطفيليات اذا فرك الجلد بها، ومن المستحسن أن يخضع الانسان الى فحص عند عودته من رحلته الأفريقية حتى وان لم تظهر عليه الاعراض، فهذا من وجهة نظر غيبس هي أفضل طريقة للتأكد فبعض الناس لديهم ردود فعل بسيطة جدا للطفيل وتخلط بينه وبين أعراض امراض أخرى, ولا يوجد الكثير من الفرص لهذا الطفيل كي ينتقل من شخص الى أخرن فهو يقضي جزء أساسي من دورة حياته داخل الحلزون في المياه العذبة خاصة به، وهذا النوع من المياه غير موجود في بريطانيا.
أرسل تعليقك