أجرى الباحثون دراسة على 38 بالغًا ممن يعانون من ضعف الإدراك الوعائي ، وهو ثاني أكثر أمراض الخرَف شيوعًا بعد مرض الزهايمر ، ووجدوا أن أولئك الذين اعتادوا المشي لثلاث ساعات أسبوعيًا شهدوا تحسنًا في وظائف المخ.
وكشفت تقارير الفريق الكندي في المجلة البريطانية للطب الرياضية ، إنه بعد ستة أشهر، ظهر تحسنًا ملحوظًا في زمن رد الفعل وغيرها من علامات تحسن وظائف المخ ، قائلًا إن أبحاثهم تشير إلى أن المشي السريع المنتظم يمكن أن يقلل من خطر تطوير مرض الخرف الوعائي.
ويشير ضعف الإدراك الوعائي إلى ضعف طفيف في التفكير أو خرف متقدم ، بسبب نفس أنواع تلف الأوعية الدموية التي تصاحب أمراض القلب في مكان آخر من الجسم، كما أن المخ يتطلب تدفق الدم لتقديم المواد الغذائية اللازمة والأكسجين إلى أنسجته ، حيث أن التمارين الرياضية قد تفيد الدماغ من خلال زيادة عوامل النمو وهى مواد تعزز نمو الخلايا والتمايز والبقاء على قيد الحياة.
وقالت تيريزا ليو أمبروز ، كبير الباحثين في الدراسة "من الثابت تمامًا أن التمارين الرياضية العادية تحسن من صحة القلب والأوعية الدموية والصحة الدماغية ، بالتحديد فإن الرياضة تساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري النوع الثاني ، وارتفاع الكوليسترول".
وأشارت ليو أمبروز، الباحثة في مختبر الشيخوخة ومعالجة ضعف الإدراك الوعائي في جامعة "بريتيش كولومبيا" فى مدينة فانكوفر الكندية ، إلى أن هذه الأمراض المزمنة لها تأثير سلبي على الدماغ، فهي من الممكن أن تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ.
وعين فريق البحث بقيادة ليو أمبروز، 38 من كبار العمر ممن يعانون من ضعف الإدراك الوعائي ، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين، وتابعت المجموعة الأولى برنامجًا لتمارين الـ"أيروبكس"، يتألف من ثلاث مرات أسبوعيًا لمدة ساعة واحدة خلال ستة أسابيع ، في حين استمرت المجموعة الأخرى برعايتها المعتادة ، بالإضافة إلى ذلك ، أعطيت كلتا المجموعتين معلومات عن ضعف الإدراك الوعائي ونصائح لنظام غذائي صحي.
وقبل بدء برنامج التمرين وفي نهاية الستة أسابيع ، خضع المشاركين كافة إلى التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، بالإضافة إلى الاختبارات الأخرى التي تقيس النشاط العصبي والقدرة المعرفية، وأظهرت النتائج أن المجموعة التي خضعت لتمارين الأيروبكس، شهدت تحسنًا كبيرًا في أوقات ردود الفعل على الاختبارات المعرفية ، بالإضافة إلى تغييرات في نشاط الدماغ جعلتها صحية أكثر ، بالمقارنة لم تظهر المجموعة الأخرى أي تغييرات.
وبينت ليو أمبروز "عمومًا، يبدو أن ممارسة الرياضة إستراتيجية واعدة لتعزيز الصحة المعرفية لدى كبار السن ، في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لفهم كيفية تحقيق أكبر الفوائد منها ، والعوامل التي قد تؤثر عليها ، أنا لا أعرف ما إذا كانت التمارين الرياضية يمكن أن تمنع ظهور المرض من الأساس، ولا توجد دراسة لتحديد ذلك".
ومع ذلك، الدراسات القائمة تشير إلى أن النشاط البدني يقلل من خطر تطوير الخرف ، علاوة على ذلك، فإن التمارين الرياضية فعالة في الحد من عوامل الخطر المرتبطة بالمرض، مثل ارتفاع ضغط الدم. "
وأبرز الدكتور جو فيرغيز ، مدير مركز مونتيفيور أينشتاين للشيخوخة في مركز مونتيفيور الطبية في نيويورك ، والذي لم يشارك في الدراسة "نظرًا لحجم العينة الصغير، يحتاج المرء إلى توخي الحذر بشأن تفسير نتائج هذه الدراسة التجريبية، ومع ذلك، فمن المشجع أن نرى أن ممارسة التمارين الرياضية لمدة ستة أشهر حسنت جوانب معينة من الإدراك وأظهرت تغييرات في التصوير الوظيفي للدماغ ، يبدو أن تأثير التمارين الرياضية هو تحسين الوظائف التنفيذية المطلوبة للتخطيط والتفكير ".
ونوه جو فيرغيز "إذا تأكدت النتائج في الدراسات الكبيرة، فقد يكون لها آثارًا في تقديم المشورة في ممارسة المرضى من كبار السن الرياضة لتقليل عوامل خطر المرض لحماية الدماغ".
أرسل تعليقك