قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنّ المشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما في مصر كان حلمًا يراوده منذ أن كان وزيرًا للدفاع وبدأ يتحقق على أرض الواقع، وسيكون له آثارًا طبية مميزة على الدولة المصرية.
وأكد الرئيس السيسي خلال تفقده المعدات والمركبات والآلات الهندسية لجهات الدولة المختلفة المشاركة في مبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري: "حلم المشروع لم يتحقق خلال السنوات السبع أو الثماني الماضية.. لكننا لم نيأس، وسعينا بإصرار على التحرّك لتنفيذه، وخلال عام ونصف سنفتتح أول مصنع متكامل لهذا المشروع المهم".
وسيخدم المشروع 9 أمراض مزمنة أبرزها الكلى والكبد وبعض أمراض القلب والهيموفيليا والمناعة وسرطان الدم، بخلاف توفيره لاحتياجات مصر من مشتقات البلازما وسعي الدولة من خلاله للتصدير للبلدان الأفريقية.
ويقول أستاذ أمراض الدم بالقصر العيني محمد الدمرداش إنّ: "المشروع القومي لتصنيع البلازما هو أكبر من كونه مشروعًا، فهو يعتبر من أهم المشروعات التي تبنتها مصر في كل القطاعات الطبية مؤخرًا، وسيكون له مردود واسع وهام لعشرات الآلاف من المرضى".
و أنّ: "البلازما جزء من مشتقات الدم، وأهميتها أنها تعتبر المنقذ في علاج النزيف فهي تعتبر دواء منقذ للحياة عندما يحتاجها المريض في حالات معينة كالتواجد في العناية المركزة واحتياجه للبلازما بشكل ضروري".
وأوضح أستاذ أمراض الدم بالقصر العيني أنّه: "يجب على مصر التوعية لأهمية التبرّع وتحفيزهم عن طريق وسائل الإعلام المختلفة لكي يتم بعد ذلك فصل البلازما، واستخلاص كرات الدم الحمراء وعدد من المشتقات التي يحتاجها عدد من المرضى باختلاف احتياجاتهم".
ونوّه "الدمرداش" في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية" أنّ: "ثقافة التبرّع غائبة عند المجتمع المصري إلا قليلًا ويجب العمل على تغيير تلك المفاهيم الفترة المقبلة، وتوضيح أنّ التبرع بالدم ينشط النخاع العظمي لتكوين دم جديد".
وأعلنت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان خلال حضورها احتفالية تفقد المعدات الهندسية المشاركة في مبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصري، عن إطلاق المشروع القومي لتصنيع مشتقات البلازما 15 يوليو المقبل.
وأكدت وزيرة الصحة: "سيتم إنشاء مركزًا لتجميع البلازما لأغراض التصنيع في المستشفيات الجديدة ضمن مباردة حياة كريمة, وتم الانتهاء من تجهيز 10 مراكز، وسيرتفع عددها إلى 20 مركزًا بنهاية العام الجاري.
وأكدت خلال كلمتها: " "المشروع لا يوجد في أي دولة في الشرق الأوسط أو إفريقيا، ودول قليلة للغاية في العالم هي التي تمكنت منه. أسعار المواد مرتفعة جدا، ويتم استيراد 100% منها سنويًا، ولو توقف الاستيراد لسبب أو آخر كالجائحة التي نمر بها، سيكون هناك معاناة وفقدان للأرواح".
في الوقت نفسه يطالب عبدالله يوسف طبيب الرعاية المركزة والمدرب بالكلية المصرية لأطباء الرعاية الحرجة بالعمل على نشر ثقافة التبرّع لكي يتم فصل البلازما لمشتقات "من يريد البلازما فقط من مرضى يتم إعطاءها له، ومن يريد عوامل التجلط، أو جزء ما من عوامل التجلّط أو خلافه سيكون متاح له ذلك".
وتابع طبيب الرعاية المركزة في حديثه مع موقع "سكاي نيوز عربية": "المشروع لابد وأن يكون التجميع والتوزيع فيه وفقًا لضوابط محددة لمنع الاستغلال وسوء الاستخدام، وللحفاظ على المادة التي تم فصلها لكي يتم إمداد بها المستشفيات من خلال منصة ستكون مثل منصة الشراء الطبي الموحد".
وأردف المدرب بالكلية المصرية لأطباء الرعاية الحرجة، "في جنوب أفريقيا هناك دواء واحد فقط يستخدم أحيانًا لملء الدورة الدموية عندما يكون هناك ضعف في الدم والبلازما، الأساس من المشروع هو فصل البلازما بما يتناسب مع احتياجات المرضى".
وكانت الدكتورة نيفين النحاس مدير المشروع القومي لتجميع وتصنيع البلازما بوزارة الصحة قد أكدت أنّ "مدينة الدواء المصرية ستوفر استيراد البلازما من الخارج وتسد فجوة نقصها، فالمركز الواحد لتجميع مشتقات البلازما يكلف الدولة 30 مليون جنيه، فالمشروع حلم سيتحقق على أرض الواقع".
وأكدت "النحاس" في تصريحات تلفزيونية أنّ: "أول مرة يتم تصنيع البلازما في مصر، وعلى الرغم من استيراد مشتقات البلازما من الخارج إلا أنها لا تكفي بسبب نقصها عالميًا، فيتم استيرادها بنسبة بسيطة وأقل مما نحتاجه لمساعدة المرضى بالدولة".
ويقول أستاذ الكبد والأمراض المعدية بكلية طب قصر العيني سلامة السيد إنّ: "هذا المشروع الضخم والهام سيضمن حقوقًا وريادة لمصر على المستوى الأفريقي والعربي، بخلاف ذلك سيغطي احتياجات المرضى، وعدم الارتكان للاستيراد الصعب والذي يحتاج لمقومات طبية معينة بخلاف توفير ملايين الدولارات".
وتابع أستاذ الكبد والأمراض المعدية ان هناك مرحلتين يجب العمل عليهما لكي يتم تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من المشروع، وهي إنشاء عدد من المراكز في البداية لتجميع البلازما والتي لابد لها من مواصفات خاصة، واعتماد أن المتبرع بالبلازما مختلف عن المتبرع بالدم فالأول من الممكن أن يتبرع مرتين شهريًا بينما التبرع بالدم يكون مرة واحدة كل ثلاثة أشهر".
وأردف "السيد": "التبرع بالبلازما له اشتراطات صعبة نوعًا ما من بينها أن يكون هناك متبرعين بشكل منتظم حتى لا يتم إعدام الكيس، بخلاف الاختبارات المتكررة التي يخضع لها، بجانب عدم التبرع من خلال مراكز التبرع بالدم لأن هناك اشتراطات عالمية للمراكز الخاصة بتجميع البلازما ولها مساحات محدد ومسارات للدخول والخروج مثل مصانع الأدوية".
قد يهمك ايضا
بلازما الدم لعلاج مرضى "كوفيد-19" تمنح الأسواق أملًا
منظمة الصحة العالمية تؤكد أإن التجارب الدولية لعلاج كورونا ببلازما الدم غير قاطعة
أرسل تعليقك