لندن ـ كاتيا حداد
حذر العلماء من أن سوق حليب الثدي المتنامي على الانترنت، يزيد من المشاكل الصحية الخطيرة، وأعرب الخبراء البريطانيون عن قلقهم من أن الإقبال المتزايد على حليب الأم، من قبل البالغين المتعصبين باللياقة البدنية أو المصابين بالأمراض المزمنة، يزيد من انتشار الأمراض التي تهدد الحياة.
ويعتمد العديد من البالغين على تناول حليب الثدي، انطلاقا من الاقتناع بأن الفوائد الصحية التي يقدمها للأطفال يمكن أن تعزز لياقتهم البدنية وجهازهم المناعي، وتعتمد منتديات الانترنت على بيع الحليب من الأمهات المرضعات الذين لديهم حليب فائض للبيع، والذي يصل سعره إلى 50 جنيه إسترليني لكل نصف لتر أو أكثر، ويتم تقديم الحليب سواء طازج أو مجمد.
وبيّن أطباء بريطانيا أن سوق حليب الثدي غير مرخص ويزيد من الأخطار الصحية، وطالبوا عبر مقال في مجلة الجمعية الملكية للطب، القائمين على هذا الأمر التوضيح أن شراء الحليب على الانترنت ليس آمنا، في حين برز حليب الثدي البشري كأحدث المكملات الغذائية التي توصف بأنها طبيعية تماما وبأنها غذاء ملئ بالفوائد الصحية، وأصبح هوسا بين الكبار.
وتعتبر المواقع الإلكترونية، زاخرة بالمشاركات التي تعزز فوائد الحليب البشري في تقوية المناعة وتعزيز القدرة على التعافي، وفوائده الغذائية وبناء العضلات، وتسعى هذه المواقف لتحقيق ميزات تنافسية، لأن هذا الحليب يحقق عوائد مادية كبيرة.
وتزعم المواقع أن لحليب البشري يعزز الفوائد التي يحصل عليها الرياضيون في صالات الألعاب الرياضية، ويساعد على حل مشاكل الانتصاب، ويؤدي إلى حل مشاكل الهضم فضلاً عن أنه يحتوي على خصائص إيجابية لبناء المناعة، ويؤكد الخبراء بقيادة الدكتورة سارة ستيل من جامعة "كوين ماري" في لندن، أنه لا يوجد دليل يدعم هذه المزاعم.
وتظهر الأبحاث أن حليب الأم يحتوي على بروتين أقل من حليب البقر، ولا تدعم التجارب السريرية الادعاء بأن البالغين يتمتعون بالفوائد الصحية التي يحصل عليها الأطفال، والأخطر من ذلك، يقول الأطباء أن الحليب البشري يمكن أن يشكل خطرًا، في نشر الفيروسات مثل التهاب الكبد B و C وفيروس نقص المناعة ومرض الزهري، لأن لم يتم تعقيمه من الجراثيم.
وأوضح الباحثون أن الدراسة التي أجروها على حليب الثدي المباع على الانترنت، يحدد وجود البكتيريا التي يمكن اكتشافها في 93 % من العينات، حيث أكدت ستيل أن الكثير من الأمهات التي تبيع حليب ثديها عبر الإنترنت، خضعوا لاختبار الكشف عن الفيروسات أثناء الحمل، والكثيرات منهن لا يدركن أنه من الضروري القيام بالفحص المصلي بانتظام.
وأوضحت ستيل أن الأنشطة الجنسية وغيرها في فترة ما بعد الحمل قد تعرض المرأة لمجموعة من الفيروسات التي قد تمر دون قصد إلى المستهلكين من الحليب، وأضافت أنه بالرغم من أن بنوك الحليب هي آمنة للاستخدام، لأن المانحين يخضعون لفحوصات طبية دقيقة، إلا أن الكبار غير مؤهلين لتناولها، لافتة إلى أن شراء الحليب عبر الانترنت يمكن أن يعرض المستهلك للبكتيريا والفيروسات والملوثات .
أرسل تعليقك