أكثر آلام الظهر شيوعًا وأسبابها وطرق علاجها والتداعيات المترتبة على إهمالها

كشف الأخصائيون الطبيون النقاب عن ستة أسباب شائعة للإصابة بآلام الظهر، وطرق القضاء عليها دون الحاجة إلى الاستعانة بمسكنات الآلام، مشيرين إلى أنَّ 80% من الناس، يصابون بآلام الظهر في إحدى مراحل حياتهم.

وأكدت أبحاث علمية أنَّ "الباراسيتامول" الذي يستعمل كمسكن تقليدي لألام الظهر، لا تزيد فعاليته عن كونه علاج لالتهاب الأعصاب السكري، حيث أثبتت نتائج 13 تجربة بحثية، أنَّ "الباراسيتامول"، لم يساعد على تحسين مستويات  الألم، ووقت الشفاء، والنوم أو نوعية الحياة.

وبيَّن الطبيب المتخصص في أمراض العظام أنطونيو بولتون، أهم الأسباب الشائعة لمشكلة ألام الظهر، وكيفية التعامل معها من دون مسكنات الألم.

وأضاف بولتون: "تعتبر آلام أسفل الظهر هي مشكلة شائعة تؤثر على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، الذين يلجؤون بشكل اعتيادي إلى المسكنات، مثل الباراسيتامول، الذي أثبتت الأبحاث البريطانية عدم فعاليته في تسكين آلام أسفل الظهر، بينما كشفت دراسات أخرى أجريت على "الباراسيتامول" أن الذين يتناولون الدواء باستمرار، هم أكثر عرضة أربع مرات، لإلحاق الضرر بوظائف الكبد".

وتابع: "فضلًا عن أهمية اكتشاف بدائل المسكنات لألام الظهر، ولكن من الضروري أيضًا معرفة الأسباب الحقيقية وراء آلام أسفل الظهر، ويساعد التشخيص الصحيح، على اختيار التقنيات المناسبة أو العلاج للوصول إلى السبب الجذري، وقدرة سريعة على الشفاء".

وأشار إلى أنَّ آلام أسفل الظهر تنتج عن زيادة الضغط على الأنسجة الرخوة، والعضلات والأوتار أو الأربطة، أو المفاصل الأساسية، وترتبط آلام الظهر ببعضها؛ لأنها تحمل جميعًا أعراض مشابهة، مشيرًا إلى أهم ستة من مشاكل الظهر الأكثر شيوعًا، مع الأسباب وطرق العلاج:

    1. الشد العضلي:

تعد الإصابة الأكثر شيوعًا التي تحدث أسفل الظهر وتنتج عن رفع أوزان أثقل من اللازم، أو من إصابة رياضية، وتشمل الأعراض تشنج العضلات، وآلام شديدة، وتقيد في الحركة.

وتؤدي تمارين رفع الأوزان الثقيلة أو تمارين التمدد لزيادة الطول إلى توتر العضلات والأوتار والأربطة في المنطقة، ولذلك فإنَّ العلاج السريع الأكثر فعالية للشفاء من هذه الآلام يتم عن طريق وضع كيس من الثلج على المنطقة لمدة عشر دقائق على الأقل، مع التكرار مرات عدة حتى يهدأ.

وإذا كنت تشعر بأن العضلات لا تزال مشدودة، فيمكن وضع كيس به ماء ساخنة، للمساعدة على الاسترخاء، ولكن يفضل البدء والانتهاء بكيس الماء البارد لتقليل الألم، وتفضل الراحة حتى التماثل إلى الشفاء التام، مع تجنب قضاء ساعات طويلة في الجلوس والاستلقاء.

    2. الانزلاق الغضروفي أو "الديسك":

تعتبر هذه الحالة الأكثر خطورة والتي تتطلب عناية طبية، والانزلاق الغضروفي يعني احتباس السوائل بين الفقرات مثل الوسائد، ما ينتج عن ظهور الانتفاخات في كل مكان، ويمكن أن يسبب الآلام العصبية أو الإحساس بالوخز أسفل الساق، وتزداد الحالة سوءًا في الصباح الباكر، لأنَّ "الديسك" يمتص السوائل الأكثر انسيابية، مما يزيد الانتفاخ.

وتنتج هذه الإصابة عن رفع الأثقال بشكل سيئ أو في الإصابات الرياضية، ويجب عليك استشارة طبيبك للحصول على التشخيص الصحيح، ويعتبر أفضل علاج لهذه الحالة تقوية منطقة البطن، التي ستدعم وتقوي عضلات أسفل الظهر، وتحد من مخاطر تداعيات الحالة.

    3. التهاب المفاصل التنكسي، أو الفصال العظامي:

 يرتبط ظهور هذا المرض، بتحلل الغضروف في المفاصل، والتي تنتج عن تحميل وزن زائد في الركبتين أو في العمود الفقري، وهناك الكثير من الطرق لمكافحة هذا المرض.

وفي سبيل الشفاء من هذا المرض، من الضروري الحفاظ على مستويات الحركة؛ لأن الخمول الشديد يؤدي إلى توتر المفاصل، كما أن الجلوس لفترات طويلة يضغط على المفاصل مما يتسبب في المزيد من الضرر.

 وينصح بالذهاب في نزهة لطيفة لمدة خمس دقائق أو ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل اليوغا والسباحة، والتشي غوتغ وهي ممارسة صينية قديمة تنطوي على الجلوس في أوضاع جسدية معينة، مع استخدام تقنية معينة للتنفس، مع التركيز.

ويفضل وضع أكياس تحتوي على ماء ساخن، على الظهر ، لتسكين الألم وزيادة المرونة في المفاصل، وتناول الأطعمة التي تحتوي على عناصر طبيعية مضادة للالتهابات، مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، الموجودة في الأسماك على وجه الخصوص، كما ينصح بتناول الخضروات الورقية الخضراء، والتوت الأزرق والمكسرات، والبذور، والكركم والزنجبيل والثوم.

كما ينصح بممارسة بعض تمارين الشد والتمدد لتخفيف الضغط على المفاصل في أسفل الظهر، بما يساعد على تحركها باستمرار واستطالة العضلات.

    4.التوتر العضلي المستمر:

تحدث هذه الإصابة بشكل أكبر في الجزء العلوي من الجسم، كما يمكن أن تحدث في أسفل الظهر، عندما يتكرر نشاط بعينه لفترة طويلة، ما يتسبب في الضغط على المفاصل أو الأنسجة الرخوة.

ويحدث ذلك نتيجة لنمط متكرر في الحركة أثناء العمل أو ممارسة الرياضة، ومن الضروري معالجة هذه القضية بسرعة؛ لأنها يمكن أن تتحول بسرعة إلى إصابات مقعدة، ويمكن علاجها عن طريق تحقيق التوازن في حركة الجسم على مدار اليوم، والتدليك المنتظم مع أخصائي علاج طبيعي يتمتع بالخبرة.

    5.وضعية الجلوس السيئة أثناء العمل:

يميل الكثير منا لقضاء وقته جالسًا أمام شاشة الحاسوب، في العمل أو المنزل، ويؤدي النقص في الحركة إلى جانب سوء وضعية الجلوس في مكاتبنا، إلى صلابة المفاصل، والضغط على عضلات أسفل الظهر، ومن المفضل القيام من المكتب والتحرك من وقت إلى أخر، وضبط وضعية الكرسي بحيث تدعم أسفل الظهر، ولذلك حاول سحب الكرسي  نحو المكتب، وضبط وضعية أسفل الظهر بحيث تكون مسنودة من الكرسي، مع بقاء القدمين مسطحين، مما يساعد على الاسترخاء بسهولة.

    6.فترة العادة الشهرية:

أحيانا تصاحب فترة العادة الشهرية، الشعور بآلام  أسفل الظهر، بسبب انقباض عضلات الرحم، ونشاط شبكة الأعصاب في الحوض، ويمكن تسكين الألم عن طريق وضع كيس أو زجاجة ماء ساخن على البطن، للتخفيف من حدة التوتر في العضلات.

كما ينصح بمحاولة ممارسة التمارين الخفيفة مثل المشي، واليوغا، وركوب الدراجة والسباحة، وتجنب الأنشطة الأقوى للمساعدة في تخفيف الأعراض.