القاهرة - فاطمة علي
قضت النَّجمة سميرة سعيد 26 ساعة متواصلة قضتهم في الاستوديو لتصوير أحدث كليباتها لأغنية "مازال"، وذلك لتحقيق فكرة غير مألوفة وغير معتادة في عالم الفيديو كليب، حتى لا يخرج الفيديو أقل حيويَّة عن التَّسجيل الصَّوتي.
يقول مخرج الكليب هادي الباجوري، والذي تجمعه صداقة بسميرة وتعاون معها في 4 كليبات سابقة: لا فرصة لتسجيل أي
ملاحظات على سميرة في "مازال". البطل الحقيقي في هذا الكليب هو المونتاج المختلف وطريقة التصوير المختلفة، فزمان كان المطرب يراهن على الإنتاج السخي للفيديوهات، ولكن مع الخسائر التي أصبحت تحيط بصناعة الكاسيت، انعكس ذلك على صناعة الفيديو، وانتهى الزمن الذي كنا من الممكن فيه أن نكلف فيه كليبا مليون جنيه مثلا، ولأن المنتجة لهذا الفيديو هي سميرة نفسها، فقد كان تحديا أمامنا من البداية أن نصنع عملا مبهرا وخفيفا على قلب الناس بتكاليف ليست مبالغ فيها.
ويقول هادي عن فكرته: الأغنية مبنية على Styles مختلفة وحادة جدا وصانعة للصدمة في شكل سميرة والطريقة التي صورناها بها، ورغم أن طريقة التصوير ذاتها بسيطة جدا والكاميرا كانت ثابتة، ولكني كان عندي تصورات بعد المونتاج الذي أعتبره المرحلة الأصعب، فقد كان عندنا خطة وتصور للكليب من قبل تصويره، كانت تعتمد على مونتاجه الذي قام به مونتير شاطر وأثق به كثيرا، لدرجة أن سميرة نفسها استغربت من التكنيك البسيط الذي نصور به.
أما عن سر الـ Look الذي تم استبعاده بعد تصويره، يقول هادي: هذا الـ Look بالتحديد لم يعجبني أثناء تصويره وإحساسي الأول به لم يكن جيدًا، ولكنني أكملت التصوير واكتشفت في المونتاج أنه ليس بجودة باقي ما صورناه، وشعرت أنه شكل طبيعي ومن الممكن أن تظهر عليه أية نجمة، فأخذنا القرار بالتخلص منه نهائيا وعدم الاستعانة به في الكليب.
أما بشأن مراهنته على الـ look الذي تظهر فيه سميرة بملابس مستوحاة من الفضاء، وبشخصية كارتونية، يقول هادي: لا أحد من الجمهور ينظر لشيء وحده في الكليب ويتلقاه دون ما يحيطه، وهذا الشكل نفذناه ليتماشى مع خطة الـ Style العامة، وأفادني كثيرا في رتم المونتاج.
ويحكي هادي عن الكواليس مع سميرة سعيد، قائلا: سميرة من زمان عندها إحساس بالكاميرا عالي والكاميرا تحبها. هي تعرف كيف تتحرك أمام الكاميرا وكيف تنظر لها وتتفاعل معها، وحينما كنا نجهز لهذا الفيديو كنت أفكر فيها كديفا، وكنت أعي مسئولية الحفاظ على هذا الشكل في الصورة التي نصنعها لها في الفيديو. كان لابد أن نقدمها كديفا جريئة ولكن دون أن نهز مكانتها، ولأني عملت لها 4 أغنيات من قبل وأعرف كيف تحب أن تظهر، ولأنها أيضا تفهمني جيدا، فقد كانت نسبة الثقة بيننا في هذا الكليب أعلى من جميع تعاوناتنا السابقة وشعرت بها مختلفة عن كل ما سبق، فأنا معتاد على أنها ترهقني في التحضير طوال الوقت ولديها الشغف لتعرف كل شيء قبل أن نختاره أو ننفذه، ولكن هذه المرة كانت ثقتها بالغة جدا فيا، وهو ما ساعدني على العمل بشكل مريح.
أما بشأن انعكاس تلك الثقة على اختلاف توجهاته كمخرج جريء عن سميرة، خصوصا وهي معروف عنها تحفظها فيما يخص شرقيتها، يقول هادي: هي طول عمرها عندها خطوط حمراء وقلقة من كل شكل ومن كل حركة تفعلها في التصوير، وحتى اليوم لم تتخل عن قلقها لأنها تعي المسئولية التي تقع على عاتقها كنجمة نحو اسمها ونحو من يثقون فيها، ولكن هذه المرة عملت لها تركيبة تظهرها جديدة، وفي الوقت ذاته أحافظ لها على تحفظها، وأستطيع أن أؤكد أنه من الصعب أن يسجل أي شخص ملاحظات عليها، لأن معجبيها تحديدا حادين في انتقاداتهم، وفي هذا الفيديو لن تسنح لهم الفرصة لإمساك أي شيء عليها لانتقاده، فأداءها مذهل ومختلف.
ويقول الـ Stylist الذي اختارته سميرة سعيد رمزي: في البداية عقدنا جلسات عمل ثنائية أنا وسميرة وبحثنا عن Looks كثيرة وتابعنا الجديد على مستوى الـ Fashion في العالم، ولكن استقررنا على الأجمل وغربلنا عشرات الاختيارات، لنتوصل في النهاية لستة اختيارات، ثم بدأنا جلسات عمل مع مهندس الديكور، والمخرج هادي الباجوري، وكنت أحاول أن أفهم منهم الفكرة التي جهزوها للكليب وكيف سيتم تنفيذها على أرض الواقع، لكي اختار أزياء تناسب هذه الفكرة.
ويضيف سعيد أن "سميرة شخصية لطيفة وقادرة على التأثير على من يتعاونون معها لدرجة دمجهم في عالمها دون اعتراض أي منهم على الأجواء التي تصنعها هي، وتطلب مننا العمل فيها، فكانت جلسات العمل الجماعية مثمرة وكنا نستمع كلنا لبعض ولم يكن أحد يلعب دور القائد أو صاحب الكلمة الأخيرة، ثم عقدنا بعدها جلسات ثنائية أنا وهادي الباجوري، لأنه كان مهتم جدا بمعرفة جميع تفاصيل الأزياء التي اخترناها، وحينما استقررت أنا وهو على الشكل النهائي للأزياء، عرضناها على سميرة، وبالطبع كان لها عدد من الملاحظات والإضافات التي لا أنكر أنها أخذت وقتا بل وكلفتني السفر إلى بيروت أكثر من مرة لنحقق لها الدقة في التفاصيل التي طلبتها.
ويحكي سعيد عن كواليس صناعة الأزياء الخاصة باللوكات الستة التي ظهرت بهم سميرة: استعنا بمصممة الأزياء "ليزلي" التي نفذت لنا الملابس التي ستظهر بها سميرة، وهي اختيارات جريئة جداً ولم يفكر نجم عربي فيها من قبل، ولا أبالغ حينما أقول إنها ستصنع صدمة لدى بعض جمهور سميرة الذي سيراها بشكل لم يعتده، وبمظهر مغاير عن كل اتجاهات الموضة الرائجة التي يتبعها بقية النجوم.
ويقول سعيد: حينما انهينا التصميم عدت إلى مصر لتجربة الملابس على سميرة وحصر جميع التغييرات الجديدة التي طلبتها، ثم عدت لتنفيذها مرة أخرى في بيروت.
أما عن أصعب الطلبات التي واجهت سعيد في اختيارات سميرة، فيقول: عملنا جزمة كان ارتفاع كعبها 40 سم تقريبا، وكان كعبها ثقيل جدا وصعب الحركة به على سميرة، فكنا نخشى أثناء التصوير من كل حركة لها خوفا من إصابتها أو أن يظهر عليها التوتر بسبب خوفها من السقوط، بينما كان الجزء الأصعب في التصوير هو look الشمع الذي كان يتطلب منا وضع شمع مشتعل على ملابسها وتركيبه، ولأن المشاهد كانت تتطلب من سميرة الحركة بالشمع الذي على ملابسها وشعرها، فكان الوضع يشكل خطرا على حياتها، وكنت أقف خلف الكاميرا وأنا ممسك بطفاية حريق لأنقذ الموقف إن تطور في أية لحظة، ولكن الحمد لله استطاعت سميرة أن تتحرك بتوازن ونفذت جميع التفاصيل التي طلبها هادي الباجوري بنجاح دون أن تسقط شيء من الشمع.
أما عن الـ Look الذي استغرق وقتاً أكبر في التنفيذ، يقول سعيد: كان Look ترتدي فيه "كابيشو" ذو تصميم مغربي، والـ "كابيشو" نفسه كان الديكور ولذلك أخذنا 3 ساعات تقريبا في تركيبه، حتى يبدو كما نريد إخراجه في الكاميرا.
ويضيف سعيد "التعاون مع سميرة كان تجربة مفيدة للجميع، فهي شخصية ملهمة وتبذل الكثير من المجهود وتتحامل على نفسها من أجل إعطاء كل تفصيلة حقها، لدرجة أنها كانت مهتمة ببرنامج رياضي وصحي خاص قبل التصوير بشهرين، وحضرت نفسها لتظهر بجسد رياضي ومظهر لائق لا يقل عما تظهر به في جميع إطلالاتها، إن لم يكن أفضل.
أما مصمم الشعر اللبناني رافي، فيقول عن تجربة عمله الثانية مع سميرة سعيد: تجربة العمل مع نجمة لديها هذه الخبرة كسميرة، تجربة حلوة، خصوصا أنني أحبها جدا، وهي سيدة لطيفة على المستوى الشخصي، ونحن نفذنا في الكليب 6 إطلالات، اخترت التصفيفات الخاصة بكل منهم تعاونا مع "الستايلست" وعلى أساس ما يناسب الأزياء الخاصة بالكليب، فنفذنا معها تصفيفة الـ Punk، وهي تصفيفة تظهر بها سميرة للمرة الأولى في فيدي، وعملناها على ديكور وملابس مذهلة ستفاجئ جمهورها حين يعرض الكليب، ولكن أصعب Look كان الخاص بالشمع، بحيث كنا نفكر في وضع سائل شمع حقيقي على شعرها، وهي فكرة بدت جريئة وسميرة نفسها شجعتها، ولكني في النهاية اتفقت معها على استخدام كريم بديل للشمع، ولكنه في التصوير يعطي شكل الشمع الحقيقي، لأني خفت على شعرها من الشمع الحقيقي الذي كان من المستحيل إزالته بدون قص الشعر.
وأضاف رافي "ما يميز سميرة هو أن وجهها يبدو جميلاً على الكثير من التصفيفات، ورغم أنها تقريبا نفذت كل الـ Looks المعروفة للشعر من قبل، إلا أننا استطعنا أن نضف لمسات أخرجت سميرة بشكل مختلف ومغاير لما اعتاده عليها الناس".
أما خبير التجميل والماكيير أمين، الذي شارك في صناعة الـ looks التي تظهر بها سميرة في "مازال"، فيقول: حينما ذهبت للقاء سميرة، كانت قد أخبرتني هاتفيا أنها استقرت على الخطوط العريضة للمكياج، الذي تريده مناسبا لاختياراتها في الأزياء التي ستظهر بها، فاتفقنا على عمل بروفة للمكياج لتجربة ما تريده، واطمأننا على الشكل الذي ستخرج به، ثم نفذنا في يوم التصوير الأول 5 إطلالات وصورنا السادس في يوم تصوير ثاني، ولكننا حذفنا في النهاية واحد من الستة، لأنه لم يكن بجودة الآخرين ذاته.
وأضاف أمين "ما يريح في العمل مع نجمة مثل سميرة هو أنها تراعي آراء فريق عملها وتشركهم في القرارات المهمة الخاصة بالعمل، وما ساعد على إتمام يومي التصوير رغم الإرهاق وساعات العمل الطويلة هو أنها تتقبل دائماً ما يقدمه لها أي واحد من فريق عملها، وحينما تؤمن بأحد وتشعر بارتياح له تطلق له العنان ليبدع وينفذ أفكاره، فمن ثقتها في أحيانا كانت ترفض النظر للمرآة بعدما أرسم ملامحها".
أما عن الصعوبات التي واجهها في إقناعها بأحد تفاصيل ملامحها، يقول أمين: سميرة معروف عنها تنفيذ الأفكار الغريبة والجديدة طوال الوقت على الوطن العربي، ومن ضمن الأشكال التي تظهر بها، شكل ترتدي فيه ملابس فيها شخصية الفضاء، بحيث ترتدي بدلة فضية فريدة الشكل، وكنت قد اقترحت عليها وقتها أن نستخدم لمكياج العين اللونين الفضي مع الرمادي الداكن، وهو ما رفضته سميرة في البداية وتخوفت منه، لأنها كانت ترى أن دمج هذين اللونين في مكياج العين أمر من العسير أن يظهر متناسقا أو جميلا، ولكن بعد تنفيذه على وجهها تراجعت عن قلقها ووافقت على الظهور بهذا المكياج، وهي جرأة كبيرة منها لأنه مكياج كارتوني وغير معتاد. وقال: عيون سميرة ليست سهلة في رسمها، وتظهر في أفضل إطلالاتها حينما تستخدم الخامات الغامقة في مكياج العين، وهو أمر كان يستغرق ساعات أحيانا ليكون مضبوطا كما تريد. والمكياج الداكن اعتمدناه في الـ Wild Look ترتدي فيه جلد أسود وتسير داخل نفق مظلم، وهو Look شرس وجريء جدا.
أرسل تعليقك