دمشق ـ ميس خليل
دخل تنظيم "داعش" أسواق المحروقات في المنطقة الجنوبية من سورية بقوة، ليزود مُدن وبلدات درعا والقنيطرة بالوقود الآتي من آبار النفط التي يسيطر عليها، ضمن مناطق تمركزه شرقي البلاد، لتكون محروقات التنظيم هي الخيار المفضل للسكان المحليين، بسبب انخفاض أسعارها إلى حوالي نصف أسعار المحروقات التي تأتي من مناطق سيطرة الدولة السورية.
وأشار الناشط الميداني حمزة الحوراني؛ إلى انخفاض أسعار المشتقات النفطية جنوبي البلاد بشكل ملحوظ، خلال العام الجاري، مع وصولها من مناطق سيطرة تنظيم الدولة، على عكس الأعوام السابقة التي وصلت فيها أسعار المحروقات إلى ثلاثة أضعاف سعرها المرتفع أصلًا.
وأعلن الحوراني أن سعر اللتر الواحد من المحروقات الآتية من مصادر الحكومة النفطية يتخطى حاجز 500 ليرة، لكنه مع توافد صهاريج نفط التنظيم انخفض سعر اللتر إلى 200 ليرة
وعزى الناشط توجه تنظيم "داعش" لبيع المشتقات النفطية في جنوب البلاد في الآونة الأخيرة؛ إلى تكثيف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة من غاراته على نقاط تجمع صهاريج المحروقات، ضمن مناطق سيطرة التنظيم في الشرق، كما يعمل التنظيم من خلال المشتقات النفطية على التقرب من المدنيين في درعا والقنيطرة بغية الحصول على حاضنة شعبية له في المنطقة، مستغلا بذلك ارتفاع أسعار المحروقات الآتية من مناطق سيطرة القوات الحكومية، كما يقول الحوراني.
واستطرد الحوراني بالقول إن دخول "المازوت الداعشي" صبّ في مصلحة الأهالي بشكل واضح في الجنوب السوري، حيث إن مادة المازوت الآتية من قِبل التنظيم عبر الكثير من التجار، حافظت على أسعارها رغم ارتفاع السواد الأعظم من السلع والمواد الغذائية في المنطقة إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، كما ساهم العامل المادي بزيادة قبول الأهالي لمحروقات التنظيم بسبب الانهيار الكبير للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وبحسب ناشطين في المنطقة، فإن صهاريج الوقود الآتية من مناطق التنظيم في شرقي البلاد، تمر عبر طريق "الحماد"، ومنه عبر طرق في محافظة السويداء، ليتم تفريغها في محافظتي درعا والقنيطرة.
وبدأت عدة مناطق تقع تحت سيطرة القوات الحكومية جنوبي البلاد بالتوجه نحو وقود التنظيم بسبب أسعاره المنخفضة، لاستخدامه في التدفئة خلال فصل الشتاء.
وأعلن الناشط الإعلامي أبو سفيان الجولاني، أنه خلال الفترة القليلة الماضية تراوح سعر اللتر الواحد من المحروقات الآتية من مناطق سيطرة التنظيم؛ ما بين 130 و150 ليرة سورية، وهو أفضل سعر شهدته عموم مناطق الجنوب السوري منذ أعوام، كما أن محروقات التنظيم متوافرة بشكل كبير في المنطقة، الأمر الذي ساهم بسد الكثير من حاجات الأهالي، خاصة مع البرد القارس، وفق قوله.
ويُشار إلى أن تنظيم "داعش" لا يوجد في المنطقة الجنوبية بشكل كبير، ويقتصر ذكره على اتهامات مستمرة للواء "شهداء اليرموك" المتمركز في ريف درعا؛ بمبايعة التنظيم، في حين نفى اللواء ارتباطه بالتنظيم من خلال قائده الذي قتلته "جبهة النصرة" أواخر العام المنصرم، لكن تنشط بعض مجموعات التنظيم العسكرية بين فينة وأخرى مستهدفة النظام السوري، أو مناطق سيطرة الجبهة الجنوبية التابعة للجيش الحر.
أرسل تعليقك