جنيف ـ سامي لطفي
يقدر خبراء سويسريون إجمالي ما استثمرته المصارف المركزية في العالم لشراء أذون خزانة من جهة، وضخ أموال في أسواق المال من جهة أخرى، بنحو 20 تريليون دولار خلال الأعوام الماضية، في عملية إنقاذ مالي جماعي هي الأكبر منذ ولادة أول عملة ورقية في العالم، ولكن لا يمكن القول بعد إن أسواق المال أصبحت "محمية طبيعية" بغطاء من المصارف المركزية، فصحيح أن لا شيء سيعود إلى زمن ما بعد إفلاس مصرف "ليمان بروذرز"، ولكن لا يمكن القول إنها لن تواجه في الأشهر المقبلة مطبات موجعة.
وهناك معادلة مالية سويسرية لم تخطئ توقعاتها أبدًا في عالم المال، إذ كلما تواصل ضخ الأموال في النظام الائتماني العالمي، زادت الأخطار في منطقة أو أكثر داخل مناطقه الحساسة، ولإعطاء مثل واقعي عما يحدث في تلك المعادلة المالية السويسرية، نذكر ما يحصل اليوم في تجارة أذون الخزينة الألمانية "بوند"، فالمصرف المركزي الأوروبي اشترى كميات هائلة منها شهريًا ليتمكن من تزويد النظام المالي الأوروبي بالسيولة الضرورية لإبعاد شبح انكماش الأسعار الاستهلاكية من الأسواق الأوروبية.
ولكن عملية الشراء تلك ساهمت في قضم حصص كبيرة من أذون الخزينة الألمانية المعروضة للبيع في الأسواق، إذ تعاني تلك الأسواق حاليًا من نقص حاد في هذا الأذون، ويبدو أن "البوند" سيكون بين الإستراتيجيات المالية المهمة التي سيعتمدها "المركزي" الأوروبي في المستقبل للعب بأوراق مالية مهمة للتوازن.
وأفاد مراقبون في مدينة زيوريخ، بأن سماسرة أسواق المال الصغار بدأوا الابتعاد عن تجارة السندات الحكومية، كما سيبدأ كبار السماسرة بالابتعاد عنها، تاركين الأمر إلى مصارف خاصة أميركية كبيرة، مثل "غولدمان ساكس" و"مورغان ستانلي"، ومصارف يابانية، لا تزال قادرة على جني الأرباح من عمليات شراء وبيع أذون الخزانة الدولية اعتمادًا على أسرار مالية خاصة.
أرسل تعليقك