صنعاء – العرب اليوم
يستقبل اليمنيون حلول عيد الفطر المبارك وسط خريطة مشتعلة من الحروب، وجبهات القتال المتعددة التي فرضها الانقلابيون بخروقاتهم المتصاعدة، ورفضهم الالتزام بالحد الأدنى من التهدئة بالقليل من مظاهر الاحتفاء التقليدية, فيما أسهم تفاقم تداعيات الأزمة الاقتصادية الخانقة وغير المسبوقة التي تعانيها كل المحافظات اليمنية، في الحد من مظاهر التهافت الشعبي التقليدي على ارتياد الأسواق العامة والمراكز التجارية لاقتناء مستلزمات العيد، والاستعاضة عن ذلك بارتياد الأسواق المتخصصة في بيع بعض هذه المستلزمات، كالملابس بمختلف أنواعها والأحذية المنخفضة التكلفة والمحدودة الجودة.
واعتبر الخبير الاقتصادي اليمني عبدالكريم أحمد الباشا أن انخفاض القدرة الشرائية للكثير من اليمنيين جراء تفاقم تداعيات الأزمة الاقتصادية والارتفاع غير المسبوق في أسعار المستلزمات العيدية، اضطر العديد من الأسر إلى الإحجام عن ارتياد الأسواق العامة وتكريس الهامش المتاح من النقود لتوفير احتياجات أكثر أولوية، من قبيل المواد التموينية والغذائية.
وحمل الباشا الحوثيين مسؤولية تعقيد المشهد الاقتصادي في المحافظات التي يسيطرون عليها، مشيراً إلى أن الإجراءات غير المسؤولة التي لجأ إليها الأخيرون لتوفير موارد مالية للإنفاق على ما يسمونه بـ"المجهود الحربي" من قبيل استنزاف الاحتياطي النقدي وطبع عملات نقدية من دون غطاء، أسهم في إضفاء المزيد من المعاناة على حياة المواطنين إلى جانب تنافس قيادات الجماعة في نهب الخزينة العامة وانتهاز سيطرتهم المسلحة والطارئة على مؤسسات الدولة في تصعيد عمليات الاختلاس والنهب الممنهج.
ولم تحل قتامة المشهد الاقتصادي وفداحة التداعيات الاقتصادية التي كرسها الحوثيين بممارساتهم غير المسؤولة والفاسدة، دون بروز بعض المبادرات الخيرة التي تطوع لتقديمها بعض المكونات الشبابية والمجتمعية، ومن أبرزها هذه المبادرات قيام شباب متطوعون في العاصمة صنعاء بإطلاق حملة إنسانية حملت عنوان "فكر بغيرك" التي تهدف لجمع الملابس المستعملة والمبالغ المالية من أجل إعادة توزيعها على الأسر الفقيرة والمحتاجة.
وبادرة القائمون على الحملة بجمع كميات من الملابس القديمة وإعادة غسلها وترتيبها وتوزيعها على الأسر الفقيرة بأحياء العاصمة صنعاء. ووجه منظمو المبادرة دعوة لكل الأسر التي تملك ملابس قديمة ومتكدسة لتجهيزها تحت شعار "ملابسك القديمة أغسلها وأعطها لنا" حتى يستطيع القائمون على تلك المبادرة توزيعها على مستحقيها.
أرسل تعليقك