غاليري نوى مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى
آخر تحديث GMT14:21:03
 العرب اليوم -

في أحد أحياء دمشق القديمة وتحت أصوات الحرب والمدافع

"غاليري نوى" مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "غاليري نوى" مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى

"غاليري نوي"
دمشق - ميس خليل

في وسط دمشق القديمة يتربع "غاليري نوى" كبيت دمشقي عريق يفوح منه عبق الشعر النغم الأصيل، ويُصر أصحابه رغم رائحة الموت التي تحيط بالمنطقة من قذائف الهاون اليومية، على الاستمرار والتحدي لإثبات أنَّ دمشق ما زالت مدينة الأصالة والشعر والنغم وليست مدينة الموت والدمار.

غاليري نوى مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى

ويقدم "غاليري نوى" لمرتاديه وجبة دسمة من الشعر المرفق بالنغم الأصيل مع ما يطلبه الزائر من العصير والقهوة وكل ذلك بشكل مجاني فقط تشجيعًا للثقافة والفن، ولا يمكن للزائر هذا المكان البهي إلا أن تستوقفه اللوحات الزيتية التي رسمت بيد فنانين تشكيلين سوريين كبار والمنحوتات التي تحكي عن تاريخ الفن السوري الأصيل.

غاليري نوى مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى

كما عمد أصحاب "الغاليري" أن يكون الديكور والأثاث كله مستوحى من التراث الدمشقي العتيق ليذكر كل من يرتاده بتاريخ دمشق وحضارتها، ويذكر مدير "غاليري نوى" جوزيف اليان لـ"العرب اليوم" حكاية هذا المكان العريق، فيشير إلى أنَّه تأسس عام 2008 بهدف ثقافي بحت وهو يضم اللوحات التشكيلية والتحف الفنية وكان يضم معارض فنية للرسم والتصوير.

ويشير اليان إلى أنَّ الحرب غيّرت من سياسة عمل الغاليري، فتحوَّل إلى الشعر لأنَّ أغلب الفنانين التشكيلين سافروا أو توقفوا عن العمل، لافتًا إلى أنَّ التمسك بوجود "غاليري نوى" هو إثبات وجود، موضحًا أنَّ الإقبال عليه بالنسبة للوضع الراهن والظروف المحيطة إقبال جيد جدًا، فمن الممكن أن يأتي أشخاص من أرياف بعيدة مثل صحنايا وقطنا ليثبت أنَّ الحياة موجودة خصوصًا في دمشق القديمة.

ويؤكد اليان أنَّ هدف الغاليري ليس هدفًا ربحيًا، بل هو جمع الناس وإدارة الأزمة ضمن الشروط الإنسانية مع مراعاة وضع الجميع، مشددًا على أنَّ غاليري نوى لن يغلق أبوابه مهما حصل.

ويستضيف غاليري نوى نشاطًا أسبوعيًا شعريًا  تابعًا لاتحاد المبدعين العرب بعنوان "يا مال الشام" يُكرِّم الشعراء والإعلاميين والموسيقيين.

ويتحدث صاحب الملتقى الأدبي أحمد كنعان عن فكرته، قائلًا: إنَّ ملتقى "يا مال الشام" الشعري بدأ في بيروت ثم انتقل إلى دمشق عام 2013 ليعطي صورة واضحة عما يجري في دمشق للآخرين ولكن عندما أتينا فوجئنا بمتابعة جماهيرية كبيرة للملتقى وأقمنا مهرجانات شعرية دورية.

وبيَّن كنعان أنَّ الملتقى تحدٍ لمحاولة تعطيل الحياة في دمشق عبر قذائف "الهاون" ورسالتنا أنَّ دمشق تنبض بالحياة والشعر وليس صوت الرصاص الذي يعلو بالحرب وإنما صوت الشعر ونحن هنا مجتمع تحاور وكلمة ولسنا مجتمع موت.

فيما تعتبر الشاعرة ليندا إبراهيم أنَّ الملتقى فرصة للقاء المواهب من مختلف المستويات ليشيع جوًا أدبيًا طبيعيًا في دمشق تحديدًا في هذه الأوقات العصيبة ليحمل البعد الأزلي الذي يميِّز دمشق وهو فرصة لتلاقح التجارب الأدبية.

ولا يمكن لزائر الغاليري إلا أن يخرج منه محملًا بالحنين والشوق والوفاء لمكان جميل يجمع الناس على حب الكلمة الجميلة والتمسك بالحياة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غاليري نوى مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى غاليري نوى مقهى أدبي يتحدى رائحة الموت والدمار بالشعر والموسيقى



GMT 06:05 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 06:11 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

جولة على أهم المتاحف والمعارض الفنية العالمية والعربية

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab