واشنطن - رولا عيسى
كشفت قناة "ناشونال جيوغرافيك" الوثائقية، عن أن فريقًا من العلماء الأميركيين توجهوا في رحلة استكشافية أثرية إلى دولة هندوراس في أميركا الوسطى، للإعلان عن اكتشاف أنقاض حضارة مفقودة منذ ألف عام في عمق الغابات البرية، تعرف باسم مدينة "إله القردة".
وبيَّن أعضاء الحملة الاستكشافية أنهم اكتشفوا أنقاضًا واسعة من مدينة في منطقة موسكيتيا، تقع حوالي 32 ألف كيلومتر من الغابات المطيرة في هندوراس الشرقية، والتي يتعذر الوصول اليها إلا عن طريق الجو، وذلك بمساعدة أعضاء من وحدة الخدمات الجوية الخاصة بالجيش البريطاني "ساس".
وأدى اكتشاف أعمال فنية مثل حجر "were-jaguar"، ويتمثل في وجه على شكل نصف إنسان والنصف الآخر لقط، ويعد من التماثيل التي لم تمس منذ ألف عام، وظهرت على شكل بروز من أرض أبعد غابة على وجه الأرض، إلى قيادة العلماء لاستنتاج أن هذه الأعمال هي إرث أصيل لحضارة وثقافة غير معروفة.
وتمكن فريق العمل من العثور على إطارات لـ 52 عملا فنيا من أرض الغابات، ما دفع أعضاء البعثة لاستنتاج أن هناك العديد من الأعمال الأخرى مدفونة تحت الأرض، مثل مقاعد احتفالية حجرية وسفن منحوتة بشكل متقن زينت مع رسومات الثعابين والنسور.
وعلى الرغم من نجاح الطيار والمهندس الأميركي، تشارلز ليدينبرج، في العشرينيت من القرن المنصرم، في رصد أنقاض هذه المدينة جوًا فضلاً عن المحاولات المتكررة للوصول إليها، اعتبر علماء الأثار أن ما تم التوصل إليه بشأن المدينة الأسطورية، مجرد تصورات حالمة للمستكشفين.
وتقع القطع الأثرية في قاعدة هرم ترابي، توصل إليه العلماء باستخدام الخرائط، وقالت الجمعية الجغرافية الوطنية، التي رافقت الحملة وكشفت نتائجها الأربعاء "أجريت دراسات طفيفة على هذه الحضارة المختفية، وهي غير معروفة تقريباً، ولم يجد علماء الأثار اسماً لها".
واعتقد العلماء، الذين وثقوا النتائج التي توصلوا إليها، وتركوا القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن في الموقع، أن اكتشافاتهم مخبأة في غابة المستنقعات "موسكيتيا"، لا توضح فقط وجود مدينة مفقودة، بل ترصد وجود حضارة تعود إلى زمن ماقبل كولومبس الذي اكتشف الأميركتين، منتشرة في أنحاء الجبال المحيطة بها، ووفقاً لأحد التقديرات، تعود تاريخ القطع الأثرية إلى ما بين القرنين العاشر والـ 14.
وأعرب علماء الأثار في هندوراس عن خشيتهم من تعرض الموقع الأثري للخطر، إذ وصلت إزالة الغابات لتربية الماشية، إلى حوالي 12 ميلا من موقع الاكتشاف، ويخشى العلماء أن تتعرض المنطقة لخطر اجتياح من القائمين على تربية الماشية.
وأضاف مدير معهد هندوراس لـ"لأنثروبولوجيا والتاريخ"، فيرجيليو باريديس ترابيرو، "إذا لم نفعل شيئا على الفور، فستزول معظم هذه الغابات والوديان في 8 سنوات، وتلتزم الحكومة الهندوراسية حماية هذه المنطقة، ولكن ليس لديها المال. نحن في حاجة ماسة إلى الدعم الدولي".
ويعد تأكيد وجود المينة الغامضة "إله القردة" بمثابة تتويج لقرون طويلة من محاولات العلماء، لتحديد موقع بقايا الحضارة والمدينة المختفية، الذي تنبأ المستكشف الإسباني هرنان كورتيس في عام 1526 بأنها "ستتجاوز المكسيك في الثروات".
أرسل تعليقك