الشارقة ـ العرب اليوم
تُقام فعاليات الدورة (12) لـ "أيام الشارقة التراثية" من 6 إلى 25 نيسان/ بريل الجاري، تحت رعاية عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وتنظمه إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، وذلك في واجهة المجاز في الشارقة.
ويضُمّ المهرجان (معارض جماعية وفردية، ومعارض مقتنيات تراثية، ورش تخصصية وبرامج تراثية خاصة بالأطفال) والبرامج الفكرية المصاحبة من ندوات وحلقات نقاشية وبحثية ومقاهٍ ثقافية
.
وأكّد رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة عبدالله بن محمد العويس: "نلتقي في كنف أيام الشارقة العامرة بجواهر المعاني والمراتب، من خلال أيام الشارقة التراثية، ذات الأصل الراسخ في متواليات العطاء الثقافي الابداعي الذي اختطته إمارة الشارقة في حفظ ورعاية تراث الآباء والأجداد في دولة الإمارات العربية المتحدة، تنفيذًا لتوجيهات الراعي لنهضتها الثقافية الشاملة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
وأوضح العويس "تنطلق أنشطة الشارقة سياقًا ودومًا من مرئيات حاكم الشارقة، ونظرته الثاقبة لسجايا التاريخ والتراث، بوصفهما الرافعة المُثلى للحفاظ على الأصالة والخصوصية، بل في الحضور في مشهد التفاعل الثقافي الإنساني الذي دأبت الشارقة على تجسيده من خلال أيام الشارقة الثقافية في العالم، والتي تحمل مضمونًا تراثياً أصيلاً، وبما يسمح للآخر الإنساني بالتقاط فرائد الشعب، وجماليات الأنساق المعرفية والجمالية الخاصة، مِمَّا يقدم بسخاء مشهود، ضمن الفعاليات التراثية المترافقة".
وأعلن سعادة العويس "تكتسي أيام الشارقة التراثية هذه المرة طابعاً خاصاً واستثنائياً، ذلك أنها تأتي مترافقة مع الشارقة بوصفها عاصمة الثقافة الإسلامية، رافدةً هذا المعنى الكبير، بالعديد من المفردات والعناصر الهامة، فالتراث المحلي الإماراتي جزء لا يتجزأ من التراث العربي الإسلامي، كما أن فنون التراث ومظاهرها الإماراتية وامتداداتها، تجد رجع صداها المؤكد في مختلف العناصر الثقافية الفولكلورية بالمنطقة العربية، ومشمولاتها الحضارية الإسلامية، ومن هنا يتضح وجه التكامل بين أيام الشارقة التراثية، وعاصمة الثقافة الإسلامية، بل أن برامج العاصمة الثقافية الإسلامية تمثل الحاضن الأكبر لكامل البرامج السنوية المرصودة في أساس الفعاليات في الشارقة".
وفي أيام الشارقة التراثية للعام الجاري هناك وقفات مع تعدد البرامج على قاعدة التأصيل النوعي والكمي، حيث الفولكلور الشعبي بصنوف ألوانه، والقرى التراثية المتجددة بعناصرها الحيوية، والمعارض الموازية ذات الصلة، والملتقيات التداولية العاكسة لمعنى التاريخ والتراث، والإصدارات المخصصة للأيام التراثية، بالترافق مع شعار الدورة الجديدة بعنوان: (التراث الإسلامي خيمة واحدة)، والتي ستأخذنا إلى ثقافة المعيشة التقليدية، ونماذج التراث الشعبي، والبرامج الفكرية الثقافية، وأنساق المائدة التراثية.
وستُقدم هذه العناصر في سلسلة من البيئات الموازية، وهي: البيئة الزراعية، والبيئة الجبلية، والبيئة البدوية، وعروض الشخصيات الخرافية.
وسيكون الاحتفاء بالأيام التراثية في مناطق البطائح، الذيد، وكلباء، والمدام، ومليحة، وخورفكان، ودبا الحصن، والحمرية.. بالإضافة إلى منطقة الألعاب الشعبية، و سيتم تقديم البرنامج الفكري عبر صيغتي الندوات والمقاهي الثقافية ، بالإضافة إلى الأسواق الشعبية والترفيهية، وعديد من الفعاليات المستحدثة، ومنها: الخيم الإسلامية بمشاركة تسعة بلدان، وقرية الطفل، ومجموعة معارض الصور، والعروض الحيَّة للحرفيين الإسلاميين، وبرامج العروض الشعبية المنعكسة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والاحتفاء بيوم التراث العالمي.
من جانبه، أكّد مدير إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة والمنسق العام للأيام الأستاذ عبدالعزيز المسلم (ايام الشارقة التراثية ليست ايامًا كباقي الأيام، هي مدرسة للتراث تسرد حكايات الماضي الجميل، وتثير الحواس الخمس، لتقدم تجربة فريدة لمن أراد أن يلامس الأمس... اليوم، و لمن أراد أن يتزود للمستقبل، ليبقى واقفاً على أرض صلبة التراث الاسلامي خيمة واحدة، شعار جديد تطلقه ايام الشارقة التراثية في عامها الثاني عشر، مع تتويج الشارقة عاصمة للثقافة الاسلامية، مناسبة خاصة وعام خاص، تستعرض فيه الشارقة إمكانياتها من جديد، كحاضنة للثقافة، بآفاق ارحب وألوان أزهى، إمكانيات ليست جديدة على النهج الشارقي، فمسيرة الشارقة مع الثقافة والتراث الاسلامي قديمة، تعود الى بدايات نهضتها الحديثة بقيادة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي اختط
للشارقة واجهة معمارية إسلامية تجلت في مبانيها الحكومية ومساجدها ومراكزها الثقافية، كما انتهج نهج الثقافة بمحتوى عربي وقاعدة إسلامية".
وتم التنويه عن عناوين المحاضرات التي ستقام خلال الأيام التراثية في برنامج المقاهي الثقافي وهي (الحياة الثقافية في الشارقة قبل نصف قرن، صناعة الخناجر في الامارات، الخط العربي جمال وجلال وتراث، توثيق الحكاية الشعبية، المقاهي الثقافية في الامارات ، آداب صب القهوة ، زينة وأزياء المرأة الإماراتية، العمل الإنساني قديماً، العمارة التقليدية – قطر نموذجاً، الأغاني الشعبية، قراءة ثقافية في تراث احمد بن ماجد، الموسيقى الشعبية في البحرين، الأفلاج، الحكايات الخرافية في العالم، أمسية شعرية، المعجم البحري، المتاحف الشخصية، مسيرة الإعلام في الإمارات، السنع الاصيل، استلهام الحكاية الشعبية لتنشئة الطفل، الدور الشعبية في الخليج، الآهالله، ورشة أيقظ العملاق في داخلك، طش الروايح، الطواية والأودية، لهجة الشحوح، الآباء والأجداد والعمل خارج الوطن، لماذا الشارقة عاصمة العواصم الثقافية، عجائب الاتفاقات في أنساب وتاريخ شيوخ الامارات، الاكلات الشعبية في الامارات بين الصحة والمرض، الألفاظ الإماراتية القديمة، الحرف والمهن اليدوية المندثرة، الامثال الشعبية في الامارات، تجارب المسرحيين الاماراتيين في توظيف التراث، العطور الاماراتية القديمة، ورشة لغة الجسد، المتخيل في الحكاية الشعبية).
أما في ما يخص البرنامج الفكري، والذي يضم سلسلة محاضرات في التاريخ والحضارة الإسلامية ودورهما في رفد التراث الشعبي فجاءت بعناوين (تاريخ وتطور القسم العربي في مكتبة جامعة كاليفورنيا (لوس أنجلس UCLA)، الأسواق التقليدية الإسلامية ـ أسواق مدينة تونس نموذجًا، الثقافة في منطقة الخليج العربي بين الشفاهة والكتابة، القصص القرآني: محاولة في الرمز والرمزية، التحولات المنهجية في تراثنا الثقافي، ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ (ﺍﻷﺳﺲ ﺍﻟﺨﺼﺎﺋﺺ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻣﻪ)، توثيق التراث الشعبي في المصادر العربية، الأولياء قراءة في إسلام العوام، تحقيق ونشر أول وأهم موسوعة طبية في تاريخ الإنسانية، واثرها في رفد التراث الإسلامي والإنساني، التراث اللامادي، بالإضافة إلى ندوة علمية تحت عنوان: (التراث والشباب).
من جانبه، أعرب مدير عام هيئة الشارقة للإنماء السياحي والتجاري خالد المدفع عن سعادته بمشاركة الهيئة في هذا المهرجان التراثي المميز الذي أصبح يستقطب آلاف الزوار من ابناء الإمارات والاشقاء المقيمين و السياح نظراً للبانوراما التراثية التي يشكلها مما يجعل الأجيال الجديدة تطل على ماضي عريق لشعب الإمارات.
أما مدير الوجهة، قلب الشارقة، يوسف المطوع، فقال (قلب الشارقة كمشروع تنموي استراتيجي يحتضن فعاليات أيام الشارقة التراثية التي تتواءم مع رؤيتنا في تحويل المنطقة إلى نقطة جذب سياحي واجتماعي، والشارقة تحتفل بكونها عاصمة للثقافة الإسلامية).
أرسل تعليقك