طارق ديبي يعتقد بأن الرسم على الجدران يمكن أن يحمي الشباب
آخر تحديث GMT13:14:54
 العرب اليوم -

في محاولة لوقف تجنيد الجزائريين العاطلين عن العمل في صفوف "داعش"

طارق ديبي يعتقد بأن الرسم على الجدران يمكن أن يحمي الشباب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - طارق ديبي يعتقد بأن الرسم على الجدران يمكن أن يحمي الشباب

طارق ديبي الذي يريد من الأطفال إيجاد هويتهم عبر الرسم على الجدران
تونس - كمال السليمي

تُعزِّز تونس من فرض الأمن في ثاني أكبر المدن وهي القصرين Kasserine، التي تبعد ساعاتٍ قليلة بواسطة القيادة عن شرق الحدود الجزائرية و جبال الشعانبي chaambi ، الشهيرة بكونها أرض التدريب للمتطرفين الإسلاميين. كما تُعدُّ القصرين واحدة من أشد المدن فقراً في البلاد، وترتفع فيها نسبة البطالة خاصةً في ما بين الشباب. مما يجعل الكثير من الشباب المهمشين عرضة للإستمالة من عناصر الجماعات المتطرفة ومن ثم تجنيدهم.

وأصبحت تونس نتيجةً لذلك أكبر مصدر للجهاديين المسلحين في العالم خلال الوقت الحالي. ووفقاً للأمم المتحدة، فإن ما يزيد عن 5,500 مواطن تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 35 عاماً قد إنضموا إلى الجماعات المسلحة، بما فيها تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" ذراع تنظيم "القاعدة"، وذلك في سورية و العراق إضافةً إلى ليبيـا.

ويقول الخبراء في الأمم المتحدة بأن التأثير على البعض يكون من خلال أيديولوجيات سياسية و دينية، بينما تتم إستمالة الآخرين عبر الوعود بتحقيق مكاسب مالية، أو الشعور بالهدف والإنتماء. وبالنسبة إلى طارق ديبي البالغ من العمر 23 عاماً الذي يدرس الديكور وفنون الرسم على الجدران، فإن السنوات التي أعقبت الربيع العربي عام 2011 – وثورة المواطنين ضد نظام زين الدين عابدين بن علي – إتسمت بخيبة الأمل وسط الشباب.

طارق ديبي يعتقد بأن الرسم على الجدران يمكن أن يحمي الشباب

وأوضح ديبي بأن الحكومة لم تقدِّم شيئاً للشباب عقب إندلاع الثورة، وبالتالي هناك الكثير من الكراهية تجاه المجتمع، دفعت العديد من المواطنين للإنضمام الى تنظيم "داعش" للحصول على المال. فمن يصبح عنصراً في صفوف الجماعة الإرهابية ليس لديه ما يبكي عليه، ومن ثم يسهل إقناعهم بالفكر المتطرف.

وإختار ديبي الرسم على الجدران كسلاحٍ له في محاولة لمعالجة المشكلة، وإبتكر سلسلة من ورش العمل للشباب. حيث يريد تعليمهم كيفية إستخدام عبوات الرش، ولكنه يأمل أيضاً في أن يساعدهم ذلك على تشكيل الوجدان والهوية حتى يكونوا أقل عرضة للإنضمام الى الجماعات المتطرفة. ويقول ديبي بأن الرسم على الجدران كشف له إمكانية النجاح حتى في حال عدم إمتلاك شيء، فالفن قام بتغيير البلدان والإمبراطوريات، ولكنه إختار الكتابة على الجدران لأنها تمثل نمط حياته.

ويرجع الفضل في تعرُّف ديبي على ثقافة "الهيب هوب" و فن الرسم على الجدران إلى كريم جباري من مدينة القصرين Kasserine أيضاً. ففي أعقاب ثورة عام 2011، نظم مهرجان حضري في المدينة ودعا مغني "راب" دوليين ومحترفين في توزيع الموسيقى DJ إلى جانب فنانين. وذلك إحتفالاً بثقافة الشباب.

وتزامل بعدها جباري مع ديبي في فريق واحد للعمل على قطعة من الكتابة على الجدران إمتدت بطول جدار سجن القصرين Kasserine تعتمد على كلمات شاعر الثورة في أوائل القرن العشرين أبو القاسم الشابي وتجمع بين الكتابة بالخط العربي والرسم

في إطار التحضير لورش العمل، قام ديبي بإعداد بدايات المنهج، وهي خطة من ثماني نقاط حول الكيفية لكي تصبح فنانا في الرسم والكتابة على الجدران. وتشير تعليقات السكان المحليين إلى أن البرنامج سوف يحظى بالترحيب، في ظل التوتر القوي مثل البالون الذي ينتظر الإنفجار بسبب الضغط، بحسب ما يقول علي رباح الذي يدير محطة إذاعية محلية في مدينة القصرين، حيث المشروع الذي ولد من رماد الإنتفاضة إلى الإحتفال، مع إستغلال الحرية الجديدة التي حصلت عليها وسائل الإعلام.

وقدَّم رباح الكثير في الثورة مثل ديبي، ولكن منذ ذلك الحين لم يحدث تقدم، مما أصابه بخيبة الأمل. وأشار رباح إلى أن الكثير من السياسيين لم يقدموا شيئاً، في الوقت الذي يتطلع فيه المواطنون إلي رؤية تنمية ملموسة وخطة عمل واضحة للمنطقة.

وقدَّمت الحكومة التونسية مشروع مكافحة الإرهاب في أعقاب الهجوم على متحف "باردو" في آذار / مارس من عام 2015، بينما تأخذ خطوات نحو للقضاء على المتطرفين في المساجد. إلا أن ذلك أدى إلى زيادة المضايقات وتقليص الحريات في البلاد.

ويروي ديبي تجربة أحد أصدقاء المدرسة، والذي يقول بأنه تعرَّض للسجن لمدة عامين دون محاكمة، بعد أن حضر في أحد مساجد المحافظة. وهو ما جعله يحمل كرهاً كثيراً في الوقت الحالي تجاه الحكومة والمجتمع. فهي مسألة ذات حساسية وتضطر منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية إلي التدخل لمعالجة الأسباب الجذرية للتطرف

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طارق ديبي يعتقد بأن الرسم على الجدران يمكن أن يحمي الشباب طارق ديبي يعتقد بأن الرسم على الجدران يمكن أن يحمي الشباب



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab