الشارقة ـ العرب اليوم
شهد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ليلة الاحد، و بحضور الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة في "مسرح المجاز" على كورنيش بحيرة خالد ، الملحمة الفنية التاريخية " عناقيد الضياء " التي تسطر سيرة خير البشر و خاتم
الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وذلك ضمن إحتفالات الشارقة بتتويجها بلقب عاصمة الثقافة الإسلامية 2014.
ويعكس العمل الذي حضره في يومه الأول أكثر من ثلاثة آلاف و/ 500 / مشاهد من كبار الشخصيات من داخل وخارج الدولة ومن خلال لوحاته الفنية الإبداعية المتنوعة، قيم الإسلام المتمثلة بالمحبة والعدل والتسامح متضمنا معايير فنية وإبداعية رفيعة المستوى.
وقد حضر عرض الملحمة الفنية التاريخية و شهد فصولها كل من الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان والشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والشيخ عصام بن صقر القاسمي المستشار بمكتب الحاكم والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام رئيس اللجنة التنفيذية للشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية والشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي رئيس مجلس التطوير العمراني و الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون والشيخ صقر بن محمد القاسمي رئيس دائرة الشؤون الإسلامية والأوقاف والشيخ خالد بن عصام القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب الحاكم والشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو الحاكم في مدينة خورفكان والشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب الحاكم في مدينة كلباء والشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي والشيخ محمد بن حميد بن محمد القاسمي والشيخ شخبوط بن نهيان بن مبارك آل نهيان .
كما حضر مراسم الافتتاح عدد من وزراء الثقافة في الدول العربية والإسلامية ومعالي الدكتور عبدالعزيز التويجري مدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم " الأيسيسكو" وأعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة رؤساء الدوائر الحكومية ومدراء عموم الدوائر والمؤسسات والهيئات المحلية والاتحادية وجمع غفير من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة المحلية والدولية والفنانين من ممثلين وملحنين ومطربين ونجوم ومشاهير الإعلام العربي ونخبة من المثقفين والنقاد والأدباء .
وتضافرت في هذه الملحمة الشعرية " عناقيد الضياء " الكلمات الوضاءة للشاعر السعودي الدكتور عبدالرحمن عشماوي والموهبة الكبيرة للموسيقار والملحن البحريني خالد الشيخ مع أربعة نجوم من العالم العربي هم حسين الجسمي ولطفي بوشناق وعلي الحجار ومحمد عساف يقودون طاقما مؤلفا من 200 ممثل.، وذلك في مقاربة إبداعية تحاكي فجر الإسلام المجيد وتروي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم منذ ولادته وحتى وفاته .
وفي تجوال مهيب أخذنا العرض المسرحي الفني الملحمي من اللحظة الراهنة حيث الشارقة تحتفي بجوهر الإسلام في احتفاليتها الكبيرة إلى الأراضي المقدسة، حيث تفتحت شجرة الإسلام المباركة مرورا بزمن الجاهلية وزمن الانتصارات والبطولات التي صنعت فجر الإسلام المجيد، فالملحمة تنطلق من هنا مخاطبة إمارة الشارقة إمارة الخير التي بزغت عناقيد الضياء في سمائها ثم تستحضر روح التاريخ وهي ترصد أهم الأحداث التي تضمنتها سيرة خاتم الإنبياء عليه الصلاة والسلام من ولادة الهادي إلى نزول الوحي ومن غار حراء إلى رحاب الأرض كلها .
وتناجي الملحمة في مستهلها بروح شعرية دافقة وعبر مجموعة من اللوحات، فضاء الشارقة الذي تتكشف عناقيد الضياء في ثناياه وهي تمسح العتمة بإشعاع الإسلام الذي ملأ آفاقها الرحبة، هكذا حين تتفتح بوابات الخير لينهل الإنسان من وحي السماء ومن رسالة الحق التي بشر بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فمن هذه الأرض الكريمة تبدأ الملحمة نشيدها محتفية بتسمية الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية وحصنا مضيئا لها ذلك أن فجر الشارقة يشع بنور الإسلام وأن فضاءاتها الحميمية لا تكف عن الابتسام وقد تألقت بالأنوار: " أشرق الفجر تجلى ضاحكا..فالصباحات هنا مبتسمة و فضاءات المدى لملمها أفق النور ووحي الكلمة لملمت شارقة الخير المدى كخيوط من حرير مبرمة ".
وعلى إيقاع الموسيقى وأصوات المغنين والجوقة الشجية تأخذنا الملحمة من إمارة الخير إلى أم القرى حيث كان مقدرا لها أن تشهد نور الوحي وخاتم النبيين وتحوز بذلك المجد العظيم وتصبح قبلة للمسلمين في كل مكان وزمان بعد أن أشرقت شمس الإسلام في سمائها.
وفي غضون ذلك يأخذنا النشيد إلى زمن الجاهلية حيث تمتزج الموسيقى بصوت الراوي وهو يقص علينا كيف نقضت أسس التوحيد في الكعبة الشريفة التي بناها سيدنا ابراهيم عليه السلام وولده اسماعيل في ظل الأوثان التي ألهها القوم آنذاك وصولا إلى عام الفيل الذي شهد محاولة هدم الكعبة الشريفة وولادة الهادي عليه الصلاة والسلام.
ولد الهادي، بهذه العبارة المشرقة تصدح الجوقة في هذا المشهد، ولد الهادي إنه ميلاد لتاريخ جديد ميلاد الإسلام التي بددت شمسه عصور الظلام..هنا نرى كيف تحتفي الأرض كلها بسيد المرسلين حيث يشدو الكون ويفوح أريج الورود وتروي الينابيع التي جرت كل ظمآن وحيث يفتح القادم أبواب النور مادا يده بالخير للناس أجمعين..آنذاك كانت الأرض كلها والمدى كله و كانت مكة المكرمة تنتظر ميلاد نبينا الذي كان ميلادا للرضا وميلادا للهدى الذي صعدت أم القرى معارجه وتدثرت بأثوابه المباركة فقد "ولد الصباح ونوره / في الكون أحسن مولد " بعدها وانطلاقا من حكاية اليتم التي نسجت بداية المشوار تحاكي الملحمة قلب حراء الذي ينبض في جبل النور والذي انتشى بذلك الضياء حيث كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يمكث في غار حراء منزل الوحي الأول حيث اتصل وحي السماء بالأرض فجاءت أولى آيات الفرقان معلنة ولادة الإسلام وبداية رسالته الجامعة .. هناك حيث شهدت الأرض لحظة من أجل وأعظم لحظات التاريخ .. لحظة نزول الوحي بكلمة " اقرأ " على أسماع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
وتسري الملحمة سريان الماء في العبارة وهي ترسم رحلة الإسراء والمعراج حين سرى نبينا في جنح الدجى على متن البراق من مكة المكرمة يرى الآيات فيما بين الأرض والسماء حتى انتهى إلى بيت المقدس ثم يأخذنا إلى رحلة المعراج حين خرج عليه الصلاة والسلام مع جبريل إلى الملأ الأعلى عند سدرة المنتهى..ففي هذا التطواف تتندى الملحمة بندى السماء: "أنت بالمعراج قربت المدى / وإلى السدرة جاوزت الفلك / وبه فارقت أهل الأرض / في رحلة الكون ورافقت الملَك".
وتنتقل بنا الملحمة لتصور الهجرة الأولى حيث جموع المسلمين تخرج من أبواب مكة..هكذا يتبدى المشهد..ريح تعول فيما يحمل المسلمون مصابيح الإيمان..إنها الهجرة الكبرى التي تصورها الملحمة..رحلة المنجاة التي أذن بها الرسول للمسلمين حين اشتد عليهم ظلم وبطش قومهم..ترقبهم عين الله جل جلاله وهم يقطعون الصحراء من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة..إنها الرحلة المباركة وآفاقها الكبرى التي تتألق بسناها الروح..ثم تسرد الكلمات هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم ويرافقه ثاني اثنين أبو بكر الصديق رضي الله عنه حين مكثا ثلاثة أيام في غار ثور..تحرسهم عين الله تعالى وينصرهم عز وجل بقدرته..فيما تخب خيول قريش في العراء دون جدوى غير مبصرين سوى "ظلمة الأشباح" .
إنها الرحلة التي حفظت المهاجرين من البطش الذي كان يتعقبهم على أسنة الرماح ونصال السيوف..وصدح المسرح بأصوات المؤدين: شمس الهدى شارقة / والفجر فينا شارق / والسحب يشدو رعدها / والبرق فيها بارق/ هذا الحبيب محمد/ هذا النبي الصادق.
وقال الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة في تصريح له بهذه المناسبة // نحن اليوم وبعد سنة من العمل الدؤوب وحشد الجهود وتسخير الإمكانات نقف وبكل فخر وزهو أمام حدث استثنائي وضخم وحفل وبكل جدارة يدشن كإضافة نيرة ومشرفة في سجل إمارة الشارقة الداعمة والناشرة لرسالة الإسلام السمحة وفكره وأساس تكوينه الوسطي//.
وأضافت أن إمارة الشارقة اليوم وهي تحصد لقبها الثقافي الثاني خلال أقل من عقدين من الزمان تبرهن أن النظرة الثاقبة والرؤية المستقبلية لواقع الأمة الإسلامية ومنجزاتها وأدوارها والتي استشرفها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مبكرا ومنذ زمن طويل وعمل وفقها وكل ما قام به سموه في سبيل دعمها ورعايتها وسطر في تاريخ الشارقة الثقافي والعلمي والإنساني إنما هو جني مثمر وحصاد لعمل منظم ومدروس سار وفق إستراتيجية ممنهجة خطها صاحب السمو حاكم الشارقة بنفسه" .
وأكد أن هذا التتويج المستحق الذي من الله علينا وشهدنا تحققه لم يكن محظ صدفة أو وليد عمل عابر بل هي لبنات في مدينة سلطان الفاضلة وضعت لبنة لبنة وعلى امتداد أكثر من ثلاثين عاما ساعدت على ترسيخ مكانة إمارة الشارقة على الخارطة المحلية والإقليمية والعالمية ثقافيا وتاريخيا وإسلاميا لتشهد الشارقة اليوم حدثا وإنجازا بضخامة "ملحمة عناقيد الضياء" التي ستبقى شاهدا على حضارة هذه الإمارة وثقافتها لأجيال وأجيال .
وأضاف " ليس أسمى من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم ودلائل نبوته ورسالته التي ختم الله بها رسائله السماوية قصة تروى وتحكى ويسلط الضوء عليها وتقدمها الشارقة للعالم أجمع في احتفالاتها لتتويجها كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 لتخدم الإسلام وتوضح حقيقته السمحة وتعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام وهي قيم نحن أحوج إلى التذكير والتعريف بها اليوم مع ما يمر به العالم أجمع وما تشهده أمتنا الإسلامية خاصة من الكثير من التبدلات والتغيرات والمآسي التي تقتضي من الجميع الوعي بالحقائق المغلوطة عن الدين وباسمه ويراد بها زعزعة الثقة بثوابتنا وعقيدتنا" .
وتقدم في ختام حديثه بجزيل الشكر والعرفان إلى مقام صاحب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس اللجنة العليا لاحتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 على رعايته ودعمه لهذا العمل الفني وكافة برنامج الاحتفالات كما تقدم بالشكر إلى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية للاحتفالات والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون وأصحاب السعادة رؤساء الدوائر والهيئات أعضاء اللجنة التنفيذية للاحتفالات وفرق العمل المختلفة كما شكر الرعاة والداعمين وجميع المساهمين في إنجاح ورفع مستوى هذا العمل الفني الراقي والهادف ليقدم كرائعة من روائع إمارة الشارقة المتعددة للعالم بأسره.
أرسل تعليقك